أعلنت روسيا عن تصديها لـ هجوم بالمسيرات على موسكو في فجر اليوم الأربعاء. وقد اتهمت أجهزة الاستخبارات الغربية بالتدخل في العمليات الأوكرانية في منطقة كورسك. وفي هذا السياق، توعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالانتقام من المعتدين.
وأفاد مسؤولون روس بأن أوكرانيا قامت بشن هجوم شامل باستخدام الطائرات المسيرة على الأراضي الروسية اليوم، حيث تمكنت وحدات الدفاع الجوي من تدمير ثلاثة طائرات منها على بعد نحو 38 كيلومتراً جنوبي الكرملين، و 15 مسيرة فوق منطقة بريانسك الحدودية.
وقال رئيس بلدية موسكو، سيرغي سوبيانين، في وقت مبكر من صباح اليوم، بأن الدفاعات الجوية الروسية استطاعت إسقاط 10 مسيرات أُطلقها نظام كييف نحو مدينته، وذلك في إطار “أحد أكبر الهجمات” التي تستهدف العاصمة الروسية منذ بداية النزاع.
وأعلن سوبيانين عبر تطبيق تليغرام بأنه تم إسقاط ثلاث طائرات هجومية كانت متجهة نحو العاصمة موسكو فوق مدينة بودولسك الواقعة في منطقة موسكو. كما أضاف بأن المعلومات الأولية تشير إلى “عدم وقوع أي أضرار أو إصابات في المنطقة التي سقط فيها الحطام”.
لم ترد أي معلومات حول وجود ضحايا أو أضرار عقب الهجوم الذي نفذته الطائرات المسيرة على منطقة بريانسك الحدودية في جنوب غرب روسيا، كما أفاد به ألكسندر بوجوماز، حاكم المنطقة، عبر منصة تليغرام.
أشارت الوكالة الإعلامية الروسية الرسمية إلى أن الدفاعات الجوية تمكنت من إسقاط طائرتين مسيرتين في منطقة تولا، الواقعة شمال منطقة موسكو.
وفي سياق مختلف، صرح فاسيلي غولوبيف، حاكم منطقة روستوف الواقعة في جنوب غرب روسيا، بأن قوات الدفاع الجوي قامت بتدمير صاروخ أطلقته أوكرانيا فوق المنطقة، ولم ترد أي أنباء عن وقوع إصابات.
ولم يتضح بعد العدد الدقيق للطائرات المسيرة والصواريخ التي أطلقتها أوكرانيا. وقد عجزت وكالة رويترز عن التأكيد المستقل لهذه التقارير. كما لم تصدر أوكرانيا أي تعليق في هذا الخصوص حتى الآن.
تدخل غربي
من جهتها نقلت صحيفة إزفستيا الروسية اليوم عن جهاز الاستخبارات الخارجي الروسي، أن وكالات استخبارات من الولايات المتحدة وبريطانيا وبولندا ساهمت في التحضير لـ الهجوم بالمسيرات على موسكو من قبل اوكرانيا.
ونفذت أوكرانيا هجوم مفاجئ على المنطقة الروسية في السادس من أغسطس الجاري، والذي يعتبر أكبر غزو تشهده روسيا منذ الحرب العالمية الثانية. ووفقا لمصادر من كييف، فإن هذه العملية تهدف إلى إنشاء منطقة عازلة واستنزاف القدرات العسكرية الروسية.
وذكرت صحيفة “إزفستيا” أن جهاز المخابرات الخارجية أفاد بأن “استعدادات القوات المسلحة الأوكرانية لتنفيذ عملية في منطقة كورسك تمت بالتعاون مع أجهزة الاستخبارات الأمريكية والبريطانية والبولندية”.
وأفادت: “إن الوحدات المشاركة خضعت لتنسيق عسكري في مراكز تدريب في كل من بريطانيا وألمانيا”. وذكر البيت الأبيض في وقت سابق أن الولايات المتحدة لم تتلق أي إشعار مسبق من كييف بشأن نيتها القيام بعملية عسكرية في منطقة كورسك.
في الوقت الذي تستمر فيه روسيا في تقدمها بشرق أوكرانيا، أعلنت كييف أمس أن القوات الأوكرانية قد تمكنت من السيطرة على 1263 كيلومتراً مربعاً من أراضي كورسك، بما في ذلك 93 بلدة.
بوتين يتوعد المعتدين
في هذه الأجواء، قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الشيشاني رمضان قديروف بزيارة تفقدية أمس لقوات ومتطوعين شيشانيين يتأهبون لمشاركة القتال ضد أوكرانيا، وهي الزيارة الأولى لبوتين إلى جمهورية الشيشان الواقعة في شمال القوقاز منذ 13 عامًا.
صرح بوتين للقوات في جامعة القوات الخاصة الروسية في جوديرميس بالشيشان، وفقًا لما ورد على موقع الكرملين: “طالما أن لدينا رجالًا مثلكم، فلن نهزم أبدا”.
وأشار إلى أن “إطلاق النار في ميدان الرماية يختلف تمامًا عن تعريض حياتك وصحتك للخطر. ومع ذلك، هناك شعور داخلي يدفعنا للدفاع عن الوطن والشجاعة المطلوبة لاتخاذ مثل هذا القرار.”
وفيما يتعلق بالتوغل المفاجئ لأوكرانيا في الأراضي الروسية، صرح بوتين قائلاً: “كما قمنا بمحاربة الإرهابيين، فإننا اليوم مطالبون بمحاربة أولئك الذين يرتكبون الجرائم في منطقة كورسك ودونباس، وسنقوم بمعاقبة المجرمين بلا شك”.
وأفاد قديروف خلال اجتماع منفصل عُقد أمس بأن الشيشان قد أرسلت أكثر من 47 ألف جندي منذ بدء الحرب للقتال في أوكرانيا، من بينهم حوالي 19 ألف متطوع.
