انتصار الأسد… بعد عزلة 12 عاما عاشتها سورية ورئيسها الأسد

Assads victory

مسألة انتصار الأسد أصبحت يقينية ومستدامة، كما يؤكد الخبراء، فإن الحرب الأهلية في سوريا انتهت، وحان إعلان وقت النصر فيها للرئيس السوري بشار الأسد.

لحظة انتصار الأسد

قال أستاذ تاريخ الشرق الأوسط في جامعة تكساس ديفيد ليش “هذه بالتأكيد لحظة انتصار الأسد، حيث يتم قبول عودته مرة أخرى في جامعة الدول العربية، وفي العالم العربي، بعد النأي عنه وفرض العزلة عليه لأكثر من عقد”.

وانعقدت القمة الثانية والثلاثون لجامعة الدول العربية يوم الجمعة 19 مايو في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وبحضور قادة وممثلين الدول العربية. 

انتصار الأسد

حيث يمكن اعتبار نقطة التحول في هذا الاجتماع عودة مقعد سوريا إلى الحكومة الشرعية في دمشق والزيارة التاريخية للرئيس بشار الأسد إلى السعودية.

وقبل 12 عاما، عند اندلاع الأزمة في سوريا، سلمت الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية مقعد الحكومة الشرعية إلى المعارضة السورية. ومع انتصار الدولة السورية والمساعدات العسكرية الاستشارية من حلفاء دمشق، اختار قادة الدول العربية مرة أخرى التعامل مع الحكومة الشرعية في سوريا حتى يتمكنوا من لعب دور في “إعادة بناء البنية التحتية” التي شاركوا هم أيضا في تدميرها.

 ولدى وصول الرئيس الأسد إلى مطار الملك عبد العزيز، كان في استقباله الأمير بدر بن سلطان نجل رئيس المخابرات السعودية السابق والأمين العام لجامعة الدول العربية. 

بعد انتصار الأسد، سوريا في أحضان الوطن العربي

وبعد أن استقبلت السلطات السعودية الوفد السوري في مطار الملك عبد العزيز، توجه الرئيس الأسد إلى مكان الاجتماع للمشاركة في المراسم ولقاء زعماء الدول العربية. وتمثلت إحدى أهم لحظات قمة جامعة الدول العربية خلال الترحيب الحار للأمير محمد بن سلمان بالرئيس بشار الأسد.

 وبعد أن تم نشر صور اللقاء بين ولي العهد السعودي والرئيس السوري، وصفت وسائل إعلام العدو الصهيوني هذا الحدث بـــ انتصار الأسد وحلفائه.

 وعقب الاجتماع الأخير لجامعة الدول العربية، أكدت وسائل الإعلام هذه انتهاء الخلافات بين الدول العربية رسميا وبداية لعودة فلسطين إلى صدارة اهتمامات العالم العربي.

وعندما تم اخذ لقطات لمحادثات القادة العرب بواسطة الكاميرات، فقد كان ظهور الرئيس بشار الأسد مع الرئيس عبد الفتاح السيسي من أبرز الأحداث في هذا الاجتماع. 

كما ذكرت بعض المصادر الإخبارية عن مصافحة ومحادثة قصيرة أجراها الأسد مع الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، والتي للأسف لم يتم تسجيلها بالكاميرا. 

وقبيل الانطلاقة الرسمية لاجتماع رؤساء جامعة الدول العربية في جدة، التقى الأسد وتحدث مع الرئيس التونسي قيس سعيد. كما التقى أيضا وتحدث مع منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس دولة الإمارات، حيث أشاد الأسد بدوره في عودة سوريا إلى الوطن العربي.

وبعد ازدحام اجتماعات الأسد مع قادة العالم العربي؛ بدأت قمة جامعة الدول العربية رسميا.

أربعة تهديدات خطيرة في قمة انتصار الأسد

بعد تسلم المملكة العربية السعودية رئاسة الجامعة العربية من الجزائر، قال الرئيس السوري في خطابه الافتتاحي للقمة الثانية والثلاثين للجامعة العربية في جدة: “نحن اليوم أمام فرصة تاريخية لإعادة ترتيب شؤوننا بأقل قدر من التدخل الأجنبي”. وفي إشارة إلى المخاطر التي تهدد العالم العربي، طالب الحكومات العربية بالاهتمام بـ “أسباب” هذه الأزمات وليس “نتائجها” حتى لا تعاني الأجيال القادمة منها. ومضى يقول: “أطالب بتطوير ومراجعة ميثاق الجامعة العربية ونظامها الداخلي لتتماشى مع متطلبات العصر”.

لكن الجزء الأهم من خطاب انتصار الأسد في اجتماع جامعة الدول العربية يكمن في المخاطر الأربعة لـ “التدخلات الخارجية” و “النيوليبرالية” و “النظام الصهيوني” و “العثمانية الجديدة لتركيا”. إن ذكر هذه التهديدات الأربعة في خطاب الأسد الذي استمر لمدة خمسة دقائق يظهر إرادة دمشق لإحياء مكانة سوريا التاريخية في مجال “العروبة” وإعادة بناء معقلها ضد تدخلات القوى غير العربية. في استراتيجية يمكن وصفها بأنها تلقى الدعم والترحيب من قبل معظم الدول العربية.

عودة العرب إلى سوريا، نتيجة المقاومة

قبل نحو سبع سنوات، قال وزير الخارجية السعودية عادل الجبير آنذاك، أن “بشار الأسد يجب أن يرحل وليس له مستقبل في سوريا”. الآن، وبعد سنوات من الاضطرابات في سوريا، يبدو أن دمشق وخلافا لرغبات بعض دول المنطقة، نجحت بتعاون حلفائها في مقاومة ضغط المعارضين المسلحين والإرهابيين السلفيين التكفيريين ولم يسمح لسوريا أن تعاني من مصير مثل ليبيا.

 بمعنى آخر، لو استجاب الأسد لمقترحات بعض الدول العربية في الأشهر الأولى للأزمة السورية. كان يجب أن يستعد لمغادرة دمشق ويسلم السلطة للجماعات الإرهابية.

ومن النقاط المثيرة للاهتمام في الاجتماع الأخير لجامعة الدول العربية؛ بدر بن سلطان استقبل بشار الأسد في المطار.

 فمنذ ما يقارب العقد من الزمن، قدم الإعلام العربي رئيس المخابرات السعودية بندر بن سلطان في ذلك الوقت، أنه العقل المدبر والمصمم الرئيسي لخطة “إسقاط” النظام في سوريا. حينها، اعتبر بعض الخبراء في الشرق الأوسط أن الأزمة السورية هي نوع من الصراع بين بندر بن سلطان والفريق الشهيد قاسم سليماني.

 الآن وبعد أكثر من 10 سنوات على الحرب الأهلية السورية، لا يزال الرئيس الأسد على كرسي السلطة ومحور المقاومة وله حضور فاعل في هذا البلد لدعم الجبهة اللبنانية وقطاع غزة ضد العدو الصهيوني. 

كما أن عودة دمشق إلى العالم العربي يمكن أن تزيد من مستوى ردع سوريا ضد العدوان الجوي للكيان الصهيوني.

 حيث إن تل أبيب دأبت في السنوات الأخيرة على انتهاك وحدة وسيادة الأراضي السورية واستهداف أهداف منسوبة للجيش والمقاومة السوريين، وتجاهلها التام للقوانين والأنظمة الدولية.

المصدر: مسقط برس + رصد

→ السابق

عودة جلالة السلطان المعظم إلى الوطن

التالي ←

أسرار فورت نايت… اللعبة الأشهر والأكثر انتشاراََ في العالم

اترك تعليقاََ

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة