“لدي زوجة واربع أبناء وانا اريد ان احافظ على ان ابنائي يعيشون بحياة طبيعية جدا بعيدة عن الأضواء وأيضا زوجتي تريد هذا الشيء وانا احترم هذا الشيء لزوجتي ولأبنائي أيضا”. قبل نحو خمسة أعوام، كان هذا تصريح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عن زوجته خلال زيارته فرنسا.
حينها عاجلته صحفية بسؤال صادم عن إمكانية اظهار زوجته الاميرة سارة بنت مشهور بن عبد العزيز ال سعود للملأ ومرافقتها له بزيارته الرسمية على طريقة الزعماء العرب الآخرين، مثلما كان يفعل العاهل المغربي الذي اكثر من الظهور مع الاميرة لالة سلمى قبل الانباء عن طلاقهما، والعاهل الأردني عبدالله الثاني الذي يتشارك العديد من الفعاليات مع الملكة رانيا، التي باتت ايقونة للعمل الاجتماعي والخيري والثقافي في الأردن.
ومع كثير من الأمثلة التي يمكن ضربها لعقائل الزعماء العرب، يمكننا القول انه بالنسبة لابن سلمان فالسعودية التي لطالما كانت محافظة جدا فيما يخص ظهور زوجات الملوك والامراء للعلن فإن ما تغير عن تصريحات بن سلمان السابقة بان الأبناء الأربعة باتوا خمسة.
اما فيما يتعلق بظهور زوجته الاميرة سارة بنت مشهور فما تغير أن الاميرة باتت تٌشغل وسائل الإعلام اكثر فأكثر، فهي الاميرة الحاضرة الغائبة والشهيرة من دون ان يتحقق كثيرون من انهم يعرفون حتى شكلها، إلا أن أنشطتها ما زالت تثير كثيرا من الاهتمام، التي اخرها إعلانها عن خطة لإطلاق مركز علمي لاكتشاف العلوم والابتكار، على ان يكون افتتاحه في الفين وخمسة وعشرين كمركز غير ربحي في مدينة محمد بن سلمان بالرياض.
وبحسب التصريح الرسمي المنقول عن الاميرة سارة فإن المركز الذي ستؤسسه سيشكل حاضنة وطنية ومنارة للمعرفة والإبداع للجيل السعودي الواعد.
ولم تغفل الاميرة السعودية في تصريحها في التأكيد على انها تملك رؤيتها الخاصة في تقديم مركز ملهم يغذي شغف المعرفة بالعلوم والتقنية على حد وصفها وباستهداف يشمل الافراد من جميع القدرات لصنع جيل قادم من المفكرين والمبتكرين.
وبالطبع لم يكن هذا هو الظهور الإعلامي الأول لـ الاميرة سارة بنت مشهور، حيث انشغلت وسائل الاعلام العربية والعالمية قبل نحو أربعة أعوام بمشاركة الاميرة سارة زوجة بن سلمان في فعالية ليلة المشراق اثنين، اذ تحدثت التقارير حينها عن رعايتها للفعالية وحضورها لجانب اميرات سعوديات اخريات.
حيث بدأت وسائل تتناقل لها الصور وفي بعض الأحيان الفيديوهات، وذلك قبل ان يتضح ان آيا منها ليست لـ الاميرة السعودية سارة زوجة بن سلمان، فالحقيقة انه لا يوجد صور او تغطيات مصورة لها، وكل هذا بحسب تسريبات صحفية بأمر من محمد بن سلمان شخصيا، الذي يفضل ان يبقى ذكر زوجته كفاعل في الحياة الاجتماعية والثقافية السعودية ان يكون لهذه الشخصية أي ظهور اعلامي بشكلها.
فمن هي الاميرة سارة بنت مشهور؟ ولماذا عادت اليوم لتُشغل بالَ الإعلام والكثير من الناس؟ تشير المعلومات الشحيحة المتوفرة حول الاميرة سارة بانها من مواليد العام الف وتسعمائة وثمانية وثمانين، وقد ولدت في الرياض لأبيها مشهور بن عبدالعزيز ال سعود، وامها نورة بنت محمد سعود الكبير، ولديها اختان هما الاميرة نوف المتزوجة من الأمير محمد بن بندر، والاميرة لولوة المتزوجة من الأمير سلطان بن محمد.
حيث تلقت تعليمها بداية على يد مربيات من إنجلترا، ثم تدرجت في المراحل الدراسية حتى تخرجت من جامعة الملك سعود في الرياض، إضافة إلى انها رعت فعاليات عدة في هذه الجامعة. لكن من دون اي تغطيات إعلامية.
وبحسب مصادر إعلامية فإن الاميرة سارة بنت مشهور دأبت على الاهتمام بالفعاليات الخيرية والثقافية والاقتصادية والعلمية لتسير على نهج والدها الأمير مشهور بن عبدالعزيز الذي كان سفيرا لليونيسيف التابعة للأمم المتحدة، وقد وصل الحال بالأميرة سارة الى انها أسست جمعيتها الخيرية الخاصة.
وفي وقت لاحق من حياتها انتقلت بنت مشهور للعيش في المملكة المتحدة وبدأت تتجه نحو أفكارا اكثر انفتاحا فيما يخص مشاركة المرأة بالحياة العامة، إضافة الى ضرورة محاربة الفساد كحجر أساس لنهوض الأمة، ويبدو انها صرحت بهذه الأفكار للعلن ليتقاطع كل هذا مع ما كان يعلنه ولي العهد بن سلمان كنهج له في التفكير حتى قبل ان يصبح وليا للعهد.
ففي عام الفين وثمانية لم يعد التلاقي بين الاميرة سارة ومحمد بن سلمان مجرد فكرة حيث تزوج منها ولي العهد السعودي في السادس من ابريل من هذا العام، لكن مع تعتيم اعلامي كبير، كما أثمر هذا الزواج حتى اليوم عن خمسة أطفال، ثلاثة أولاد وبنتين وهم على التوالي الأمير سلمان الأمير مشهور الأميرة فهدة الاميرة نورة والأمير عبدالعزيز. ليحمل اول أربعة انجال أسماء اجدادهما اما الخامس سمي على اسم مؤسس السعودية الملك عبدالعزيز، ومنذ زواج ولي العهد السعودي محمد بن سلمان منها باتت الاميرة سارة بنت مشهور محور اهتمام وخاصة بين الشخصيات النسائية في المملكة العربية السعودية، الا انها ظلت نادرة الظهور حتى وقت قريب، فمؤخرا قامت بتكثيف رعاية الأنشطة الثقافية والاجتماعية والعلمية.
كما يعرف عنها بحسب تسريبات إعلامية من دائرتها الضيقة بأنها شخصية لطيفة وهادئة وقليلة الكلام، وتدعو دائما الى إحداث تغييرات جذرية فيما يخص الانفتاح بالمملكة ومحاربة ما يسمى بالحرس القديم فيها، والانفتاح على أفكار اكثر تحررا.
وتتحدث تقارير إعلامية أيضا عن دورها الكبير وتأثيرها بنهج الانفتاح الذي يتبعه بن سلمان، خاصة فيما يتعلق بحقوق المرأة وظهورها في الأماكن العامة ومشاركتها المجتمعية والثقافية والاقتصادية والسياسية، إضافة الى الانفتاح الفني والثقافي عموما في السعودية.
ورغم تواتر انباء وشائعات بين الفينة والأخرى تفيد ان محمد بن سلمان اتخذ زوجة ثانية إلى جانب الاميرة سارة، الا ان الحقائق تشير إلى ما توليه وسائل الاعلام السعودية من اهتمام بكل نشاط لـ الاميرة سارة حتى وان كان من دون تغطية تركز على كشف شكلها يؤكد انها رقم نسائي صعب، وانها الاميرة الغائبة الحاضرة لجانب بن سلمان.
