كلما توغل الارهاب الصهيوني الامريكي في الدم الفلسطيني، كلما زادت دائرة الحقد والكراهية الموجهة لهذا الكيان، وتأكدت القناعة بأنه من المستحيل قبولها كدولة في هذه المنطقة. فالكيان الإسرائيلي، بشعبه ونظامه ومؤسساته، غريبا عن تاريخ المنطقة وثقافتها وتقاليدها وتراثها، وحتى مستقبلها ايضا.
الارهاب الصهيوني الامريكي وما يخطط له ضد الفلسطينيين:
قام وزير الخارجية الأمريكي، انتوني بلينكن، بإجراء اتصالات مكثفة مع مسؤولين وقادة استخبارات وقيادات عربية، في محاولة جادة لاقناعهم بقبول استضافة سكان قطاع غزة قبل أن يقوم الجيش الإسرائيلي بتسويتها بالأرض.
وتتمثل تفاصيل الخطة الامريكية في نقل مليون مواطن من سكان قطاع غزة الى سيناء مصر، وتوزيع الباقي على السعودية وقطر والاردن والامارات، حيث تتولى السعودية استيعاب نصف مليون فلسطيني، وتتولى الدول الاخرى الباقي.
وحتى الآن، تواجه هذه الخطة رفضا من جميع الدول، بما في ذلك قطر التي عرضت استضافة 500 فلسطيني كحد أقصى. ولكن بلينكن هدد بتحميل قادة الدول العربية مسؤولية الخسائر البشرية المتوقعة في صفوف الفلسطينيين في حالة استمرار العناد العربي في رفضه للخطة، وذلك في حالة قيام إسرائيل بتدمير مباني غزة فوق سكانها، وهو ما قد يؤدي إلى اندلاع حرب شاملة في المنطقة.
وترفض إسرائيل أي مناقشة لأي اقتراح بديل لإخلاء غزة بالكامل من سكانها، فكانت تنتظر إما أن يتمكن بلينكن من إقناع قادة الدول العربية بخطته، أو أن تبدأ عملية عسكرية شاملة تتمثل حرفيا في تسوية غزة بالأرض.
الجرائم الصهيونية في غزة:
خلال الـ 15 يوما الماضية، اسفرت الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة عن سقوط أكثر من 5000 شهيدا (العدد في زيادة بشكل مستمر)، حيث كانت نسبة النساء والأطفال تتجاوز نصف عدد الضحايا، حيث وقعت المجازر في اكثر من 600 عائلة. ومن بين الشهداء، كان هناك ما يقارب 50 من الكوادر الطبية و20 من موظفي وكالة الامم المتحدة لمنظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا).
وقد أصيب أكثر من 13 ألف شخص في هذا الارهاب الصهيوني الامريكي على غزة، وما زال حوالي 1400 شخص في عداد المفقودين، حيث يشكل الأطفال نصف هذا العدد. كما نزح نصف سكان القطاع إلى الجنوب هربا من القصف الوحشي المستمر والمتزايد.
كما تعرض حوالي 5500 مبنى سكني للتدمير جراء القصف الإسرائيلي، وتم تدمير 19 مدرسة بشكل كامل، وتضررت حوالي 160 مدرسة، وأصبحت 8 مستشفيات خارجة تماما عن الخدمة، وتم تدمير اكثر من 23 سيارة إسعاف. كما تعرض ما يقارب 17 مسجدا وكنيسة الروم الأرثوذكس للدمار، وهي ثالث أقدم كنائس العالم والتي تعرضت لمجزرة يوم الخميس 19 أكتوبر/تشرين الأول الحالي.
الارهاب الصهيوني الامريكي لا وقف لاراقة الدم الفلسطيني:
عرقلت واشنطن مشروع قرار برازيلي في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى هدنة إنسانية في هذه الحرب الوحشية التي يخوضها الاحتلال الإسرائيلي ضد أكثر من 2 مليون ساكن في قطاع غزة باستخدام حق النقض “الفيتو”، وذلك على الرغم من أن النص يدين الهجمات التي نفذتها حماس أيضا.
حيث كان بإمكان الولايات المتحدة أن تفوض أحد حلفائها الدائمين في المجلس مثل فرنسا أو بريطانيا لعرقلة المشروع وتخفيف تحالفها العميق مع العدوان الإسرائيلي، ولكنها لم تفعل ذلك لأسباب مختلفة، وهناك حقائق لا ينبغي تجاهلها بخصوص الاستراتيجية المتبعة من قبل الادارات الامريكية في استخدام حق النقض في كل مرة يتعلق الأمر بإلحاق الضرر بدولة الكيان الصهيوني.
120 طفل معرضون للموت بسبب الارهاب الصهيوني الامريكي:
افاد تقرير منظمة الامم المتحدة للطفولة “اليونيسف” اليوم الاحد من تعرض حياة 120 مولود جديد موجودين في حاضنات لخطر الوفاة، بسبب نقص حاد في الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء في المستشفيات وذلك بسبب الحصار الاسرائيلي المفروض على القطاع.
وقال المتحدث باسم منظمة اليونيسف جوناثان كريكس لوكالة فرانس برس أنه يوجد حاليا 120 طفلا حديث الولادة في الحاضنات، من بينهم 70 طفل يعتمدون على أجهزة التنفس الاصطناعية، معربا عن قلقه الشديد ازاء هذا الوضع.
وأكد: “عندما يتم وضع الرضيع في الحاضنة ويربط بأجهزة التنفس الاصطناعي وفقا للمعايير المتعارف عليها، فإن انقطاع التيار الكهربائي يشكل تهديدا على حياته”.
كما اكدت وزارة الصحة في القطاع أن حياة أكثر من 120 طفل مهددة بسبب النقص الحاد بالوقود.
حيث تعتمد أقسام الأطفال والولادات في قطاع غزة بشكل أساسي على الطاقة لتوفير العلاج والمساعدة في التنفس للأطفال الموجودين في الحاضنات، بهدف ضمان بقائهم على قيد الحياة في ظل عدم استكمال نموهم في أرحام أمهاتهم.
وافادت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة بأن أكثر من 2000 طفلا من بين 5000 شهيدا قضوا جراء القصف المستمر من قبل إسرائيل على قطاع غزة منذ بداية أكتوبر الحالي، كما هذا القصف أيضا في استشهاد عائلات بأكملها، اضافة إلى العديد من النساء الحوامل.
مصدر: مسقط برس
