تسجيل سري لمسؤول امريكي يكشف خطة امريكا واسرائيل في غزة

تسجيل سري

مع الحيرة الكاملة للنظام الإسرائيلي بعد عملية طوفان الاقصى في 7 تشرين الأول/أكتوبر التي نفذتها المقاومة الفلسطينية، تدخل عدد من المسؤولين الأميركيين السابقين والحاليين لتزويد الكيان الصهيوني بالنصائح الاستراتيجية.

إحدى هذه النصائح جاءت من الجنرال ديفيد بتريوس، المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية. وفي اجتماع مع مسؤولين إسرائيليين، عرض بتريوس خارطة طريق مفصلة لإسرائيل حول كيفية السيطرة على قطاع غزة ومن ثم إدارته بعد ذلك. وحصلت صحيفة طهران تايمز على تسجيل سري حصري للاجتماع الذي حضره أيضا رئيس الأركان العامة السابق للجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي.

بداية، يرتكز تقييم بتريوس للوضع في غزة برمته على افتراض مفاده أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية سوف تنجح في إعادة احتلال قطاع غزة بالكامل، وهو الأمر الذي تعجز إسرائيل عن تحقيقه نظرا لعدم كفاءة جيشها في خوض معارك برية مباشرة. وباستثناء عام 1948، عندما ذبحت الميليشيات اليهودية العرب الفلسطينيين العزل، فشل الجيش الإسرائيلي تاريخيا في تحقيق النصر في أي حرب برية. ومن المعروف أن إسرائيل لم تنتصر إلا في حروب قصيرة الأمد واعتمدت بشكل شبه حصري على القوة الجوية. وقد تجلى ذلك بالكامل في حرب عام 1967 مع مصر ودول عربية أخرى.

لكن غزة قصة مختلفة تماما، لقد اندهش الجنود والقادة الإسرائيليون من شجاعة الفلسطينيين المذهلة في القطاع المحاصر، حيث يتم جنيهم مثل الثمار الفاسدة على يد مقاتلين مسلحين بالإيمان والثبات.

ويركز بتريوس بدلا من ذلك على غزة ما بعد الحرب، حيث يتمثل التحدي الرئيسي في كيفية منع  المقاومة الفلسطينية من “إعادة تشكيل” نفسها.

“لا أرى بديلا عن القضاء على حماس وأنا أستخدم هذا المصطلح على وجه التحديد لأنه كما يعرف أفيف كوخافي أن هناك مصطلحا عقائديا عسكريا، إنه تدرج كما تعلمون، يمكنك تعطيل، يمكنك إنكار، يمكنك هزيمة يمكنك تدمير أعتقد أنه يجب سحق حماس، التدمير يعني من الناحية العسكرية أنك تجعل العدو غير قادر على إنجاز مهمته دون إعادة البناء، ضع في اعتبارك قطعة إعادة البناء لأن هذه مهمة ضخمة”.

وقال بتريوس إنه إذا أرادت إسرائيل أن تقضي على حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي بشكل كامل، فعليها أن تبدأ باحتلال مدينة غزة في الشمال وتسيطر تدريجيا على القطاع بأكمله.

لكن المشكلة الأساسية، بحسب بتريوس، هي كيفية إدارة غزة بعد الاستيلاء عليها. ويقول إن الشعب الفلسطيني لن يساعد إسرائيل في حملتها على غزة، ونصح إسرائيل بأن توضح أنها لن تدير غزة في المستقبل.

وأضاف: “اعتقد أنه يجب أن يكون هناك اعتراف بأن إسرائيل تسعى لإدارة غزة لفترة من الوقت ولا أحد يريد إعادة الاحتلال، وأنا أعلم التحديات المرتبطة بذلك، لكنني لا أتوقع قدوم أي منظمة واثقة وقادرة”. وقال: “إذن، من سيتولى الإدارة، وتذكر أن الإدارة لا تقوم فقط بتسليم المساعدات الإنسانية، واستعادة الخدمات الأساسية، والبدء في إعادة الإعمار، وإنشاء المدارس والأسواق والعيادات، وفتح كل ذلك”.

كما قدم الجنرال الأمريكي دروسا من العراق، قائلا: “بصراحة، لم نعترف بشكل كافٍ عندما ذهبنا إلى العراق واكتشفنا أنه في مرحلتنا للتخطيط لمرحلة ما بعد الصراع، لم يكن الأمر كافيًا على الإطلاق، ثم اتخذنا قرارات غبية ذات نتائج عكسية حقًا خلقت مئات الآلاف من المعارضين”. إلى العراق الجديد بدلاً من دعمه”.

لقد أوضح الأميركيون الآن أنهم يرغبون في الاستماع إلى الإسرائيليين حول خططهم لمرحلة ما بعد الصراع. وفي حين أن إدارة بايدن لديها هواجس بشأن أهداف إسرائيل في غزة، فإن توني بلينكن، وزير الخارجية، الذي كان حريصا على تسليط الضوء على هويته اليهودية، يراجع الآن خططا ساذجة، ولكنها خطيرة، لإنقاذ إسرائيل. إحدى هذه الخطط هي إقامة نوع من الإدارة الدولية في غزة بعد القضاء على جماعات المقاومة. وأشارت وسائل إعلام عربية إلى أن بلينكن سيطرح هذه الفكرة خلال جولته الحالية في المنطقة.

وتشير التقارير الصحفية إلى أن الإسرائيليين وحلفائهم الأميركيين يرغبون في تشكيل قوة عربية لإدارة غزة في المستقبل. لكن الدول العربية ترفض هذه الفكرة رفضاً قاطعاً لأنها ستضعها في موقف حيث ستتصرف بشكل علني كحماة لإسرائيل من خلال قمع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

كما طرحت ألمانيا فكرة تشكيل قوة أوروبية. لكن المشكلة هي أن الفكرة لا تحظى بدعم جميع الدول الأوروبية.

وبطبيعة الحال، كل هذه التكهنات مبنية على فكرة هزيمة فصائل المقاومة الفلسطينية، وهو أمر مستبعد إلى حد كبير.

إن إسرائيل في مأزق استراتيجي وليس هناك مخرج سوى إنهاء قمعها الذي طال أمده للشعب الفلسطيني. ميزان القوى في المنطقة يتغير بسرعة. ومن المفارقات أن القيادة الإسرائيلية قالت مباشرة بعد 7 أكتوبر إنها ستغير المنطقة. إن المنطقة تتغير ولكن ليس بالطريقة التي توقعها النظام الإسرائيلي.

 

مصدر: مسقط برس + طهران تايمز

→ السابق

كلمة السيد حسن نصرالله: القواعد الامريكية والاسطول الامريكي في المنطقة أهداف المقاومة اللبنانية

التالي ←

سلطنة عمان تدين المجازر الاسرائيلية وجرائم الحرب بحق السعب الفلسطيني

اترك تعليقاََ

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة