افادت تقارير اعلامية بنقلها عن مصادر إسرائيلية ان مقاتلي النخبة الفلسطينية لم يكن لديهم العتاد والاسلحة الكافية فحسب، بل كان لديهم ايضا خطط مفصلة لتنفيذ عملياتهم، ومعلومات دقيقة عن نقاط ضعف جيش الاحتلال واسرار عسكرية اسرائيلية.
وبعد تنفيذ “خدعة استراتيجية” باحترافية عالية، قام مقاتلي النخبة الفلسطينية بتفجير خط الجبهة، موجهة ضربة قاضية لقوات الاحتلال في منطقة غزة والتي تضم المستوطنات والمواقع العسكرية المبنية على أراضي، قرى وبلدات قطاع غزة، والتي تعرضت للدمار خلال حرب النكبة.
استخدمت المقاومة جميع أدوات العمليات العسكرية، بدءا من التضليل والتشويش المعلوماتي لجهاز الاستخبارات في دولة الاحتلال، وفي مقدمتها جهاز “أمان” المسؤول عن تقديم تقديرات الجيش للقيادة السياسية. كما تمتلك المقاومة القدرة على إخفاء تفاصيل العملية والتحضيرات من نظام التكنولوجيا والتجسس الإسرائيلي، وتنظيم القوات والمعدات والحفاظ على نظام القيادة خلال المعركة. تأكيد المقاومة المستمر لتنفيذ الخطة المعدة وإعلانها لاحقا عن تبديل القوات في الجبهة وتوفير الذخيرة والمعدات للمقاتلين.
مخابرات مقاتلي النخبة الفلسطينية:
مثل النجاح الاستخباراتي أساس الانتصار العسكري الذي حققته المقاومة في فترة زمنية قصيرة داخل المنطقة المستهدفة، والتي تشمل “فرقة مقاتلي النخبة الفلسطينية” والمواقع العسكرية المسؤولة عنها. إضافة إلى ذلك، تحمل مسؤولية الدعم والتعزيز في مناطق إسرائيلية أخرى خارج نطاق فرقة غزة، مثل الموقع العسكري “زيكيم”.
نجحت استخبارات القسام في دراسة مواقع العملية وتحديد القوات المطلوبة باحترافية عالية، بالإضافة إلى تحديد التجهيزات الملائمة بمراعاة الظروف المناخية والجغرافية. وأثناء الاستعدادات، تم تحديد أهداف مباشرة للعمل العسكري من خلال وسائل متنوعة.
كما ذكرت وسائل إعلام العدو الاسرائيلي أن مقاتلي المقاومة الفلسطينية حملوا معهم خرائط دقيقة للمواقع المستهدفة، مما يشير إلى وجود جهود كبيرة في رصد وتحديد تلك المواقع وتمثيلها على الخرائط.
واستطاعت ايضا استخبارات القسام من تنفيذ عمليات تضليل، وأفشلت المخابرات الإسرائيلية في تحقيق اختراقات تمكنها من كشف خطط هجوم قوات المقاومة، التي تضمنت عناصر كبيرة مثل تجميع القوات وتدريبها وإجراء مناورات، وتوفير السلاح المناسب، ثم تحديد الموعد الدقيق للعملية واعطاء الامر القوات المعنية.
قامت قيادة المقاومة واستخباراتها بتنفيذ عملية نوعية، من خلال عدم المشاركة في المعارك التي خاضتها قوى المقاومة في غزة منذ عام 2022. وهذا أدى إلى إرباك الأجهزة الأمنية والاستخبارات في دولة الاحتلال، حيث تم إيهامهم بأن حركة حماس في غزة ليست مهتمة بالتصعيد العسكري، بل تركز على قضايا المعيشة لسكان القطاع.
وعلى الرغم من التقارير الإسرائيلية المتعددة التي تحدثت في السنوات السابقة عن إمكانية تنفيذ حماس لعمليات سيطرة على المستوطنات في غزة واحتجاز الرهائن، الا ان أجهزة المخابرات في جيش العدو فشلت في التنبؤ بالعملية، وتفاجأت بشكل كبير بتمكن قوات المقاومة من تحقيق تقدم كبير واستعادة المواقع العسكرية والمستوطنات بفضل مقاتلي النخبة الفلسطينية والمشاة.
وحدات الهندسة:
وفي تسجيل مصور في 10 أكتوبر/تشرين الأول، كشفت كتائب القسام عن تدريبات تنفذها وحدات الهندسة، حيث قامت بتفجير خط الجبهة الأول بين غزة والأراضي المحتلة في سنة 1948.
كما قامت وحدات الهندسة بمهمة تفجير السياج الامني الذي بناه جيش العدو على الحدود، وتمكنت من فتح ثغرات فيه لتمكين مقاتلي النخبة من الدخول إلى الأراضي المحتلة. وتم استخدام تكتيكات التفخيخ لتفجير الجدار الاسمنتي، وبفضل ذلك تمكنت المقاومة من الدخول إلى مواقع متعددة.
تقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية تشير إلى أن المقاومة نجحت في فتح 80 ثغرة في الجدار، واستمرت عملية دخول المقاومين لمدة 6 أيام خلال المعركة، حيث نفذ المقاتلون عمليات عسكرية نوعية في عمق المستوطنات والمواقع العسكرية والاشتباكات مع جنود الجيش الإسرائيلي.
مقاتلي النخبة الفلسطينية:
قامت كتائب القسام “الجناح العسكري لحماس” بتنفيذ عمليات اقتحام للمستوطنات والثكنات العسكرية في منطقة غزة من خلال قوات النخبة، حيث بلغ عدد المقاتلين المشاركين في الاقتحامات 3000 عنصر، كما تم تزويدهم بـ1500 فرد للدعم والإسناد، وجاء هذا في بيان من الناطق الرسمي للجناح العسكري لحركة حماس “أبو عبيدة”.
تمتاز قوات النخبة بقدرات قتالية عالية، حيث قامت كتائب القسام بتجهيزها للمشاركة في القتال البري والعمل خلف خطوط العدو منذ سنوات. وقد تم اعتبار حرب عام 2014 تجربة ناجحة لأداء هذه القوات المميز، حيث تمكنت من التسلل إلى أكثر من موقع وتكبيد قوات الاحتلال خسائر فادحة.
واستخدمت عناصر قوات النخبة السيارات والدراجات في عمليات اقتحام الثكنات العسكرية والمستوطنات، كما كانوا مجهزين باسلحة نارية خفيفة مثل الكلاشينكوف وقاذفات الآر بي جي، المستخدمة للهجوم والتصدي للقوات العدو.
حيث تمكنت قوات النخبة من السيطرة على المواقع التابعة لفرقة غزة وتدميرها في فترة زمنية قصيرة لا تتجاوز الثلاث ساعات، وفقا لقيادة حركة حماس.
سلاح الجو:
قامت المقاومة باستخدام المسيرات التي تم تطوريها خلال السنوات السابقة في عمليات الاقتحام على المواقع العسكرية في خط الجبهة الاول. ونجحت في استهداف الابراج العسكرية ومواقع المراقبة والاتصالات بواسطة القنابل المسيرة، مما مكنها من التمويه على استخبارات العدو وقيادة المنطقة، والدخول إلى المواقع العسكرية والمستوطنات.
وخلال المعركة، أعلنت كتائب القسام وسرايا القدس أنها استخدمت الطائرات الانتحارية في استهداف المواقع العسكرية والحشود العسكرية في مناطق “غلاف غزة” المختلفة، وذلك خلال المعارك التي خاضتها من الصفر.
وتستخدم المقاومة ايضا الطيران المسير في عمليات الاستطلاع والرصد الميداني وجمع المعلومات عن القواعد العسكرية لقوات الاحتلال والمستوطنات.
مصدر: مسقط برس + نيويورك تايمز