وقامت الشرطة باعتقال 49 شخصا فقط يوم الأحد بعد مناشدة من جدة نائل المراهق المقتول للمتظاهرين داعية الى وقف العنف في فرنسا.
ومن المقرر أن يلتقي الرئيس إيمانويل ماكرون بقادة مجلسي البرلمان حيث بدا أن الاحتجاجات العنيفة في فرنسا على خلفية إطلاق الشرطة النار على المراهق نائل قد هدأت بعد خمس ليال من الاضطرابات التي تم خلالها اعتقال آلاف الأشخاص وسط دمار واسع النطاق.
كما أفادت وسائل إعلام فرنسية نقلا عن وزارة الداخلية أن الشرطة نفذت 49 عملية اعتقال على مستوى البلاد يوم الأحد، بانخفاض ملحوظ عن 719 حالة اعتقال في اليوم السابق و 1300 يوم الجمعة.
وقال مكتب الرئيس الفرنسي إن ماكرون سيجتمع أيضا يوم الثلاثاء مع رؤساء بلديات 220 بلدة ومدينة تضررت من الاحتجاجات، بعد اجتماع أزمة مساء الأحد مع وزراء الحكومة. وكان من المقرر أن يتوجه الرئيس إلى ألمانيا يوم الأحد في زيارة دولة ألغيت بسبب الأزمة المستمرة.
في غضون ذلك، أعلن وزير الداخلية، جيرالد دارمانين، وفاة رجل إطفاء يبلغ من العمر 24 عاما، توفي إثر حريق في ساحة انتظار للسيارات تحت الأرض في ضاحية سان دوني بباريس، بعد إشعال النيران في عدة سيارات مساء الأحد.
وقالت الجدة التي تدعى نادية لـ BFMTV: “أوقفوا أعمال الشغب، توقفوا عن التدمير”. أقول هذا لمن يقومون بأعمال شغب: لا تحطموا النوافذ، لا تهاجموا المدارس والحافلات، توقفوا. فالأمهات هن من يركبن تلك الحافلات”. وقالت إن مرتكبي اعمال الشغب، كانوا “يستخدمون نائل كذريعة”. و”نريد أن تهدأ الأمور”.
اقتحام منزل عمدة احدى ضواحي باريس واحراقه
ندد السياسيون، الأحد، بهجوم وقع مساء يوم السبت حيث هاجم مثيري الشغب بسيارة مشتعلة منزل عمدة مدينة لاي ليه روز فانسان جانبرون وأضرموا النار فيه، على بعد تسعة أميال (15 كيلومتر) جنوب العاصمة باريس، في حوالي الساعة 1.30 صباحا. حبث كان جميع افراد الأسرة نائمون وكان جانبرون في البلدية ذلك الوقت، لكن زوجته وأحد طفليه البالغين من العمر 5 و 7 أعوام، أصيبوا بجروح أثناء فرارهم، وأصيبت زوجته بكسر في ساقها.
وكتب رئيس البلدية من الحزب الجمهوري المحافظ على تويتر “الليلة الماضية كانت علامة فارقة جديدة في الرعب والعار” ، وأضاف “عملا من الجبن الذي لا يوصف”.
وقال جانبرون للتلفزيون الفرنسي يوم الاثنين: “زوجتي هربت إلى الحديقة مع طفلينا. عليك أن تتخيل المشهد، في ظلام دامس، فقط بالنور المنبعث من النار والمشاعل التي كان لديهم (المتظاهرين) “.
قال العمدة إن زوجته كانت قلقة بشأن احتمال استهداف منزلهما واقترحت وضع سلم في أسفل الحديقة لتسلق الجدار.
وأضاف “اعتقدت أن ذلك كان مبالغا فيه، لكنها كانت محقة جدا… كانت لديها الشجاعة لأخذ الأطفال والفرار بهم، لكنها كانت في حالة من الذعر وسقطت وكسرت ركبتها. يمكنكم تخيل الصدمة والعواقب النفسية على زوجتي وأولادي. يسألون أسئلة مثل “هل سيعودون؟” قال جانبرون: “هل يمكننا العودة إلى المنزل؟”
حشود من المواطنين في قاعات البلديات لوقف العنف عقب مناشدة من جدة نائل
بدأ بعد ظهر الامس توافد المواطنين للتظاهر أمام بلديات فرنسا عقب مناشدة من جدة نائل دعما لوقف العنف في فرنسا.
وقال باتريك جاري رئيس بلدية نانتير متحدثا أمام المئات من سكان المدينة وموظفي البلدية المتجمعين “إنه وقت التهدئة”، موجها شكرا كبيرا إلى جدة نائل التي ناشدت المتظاهرين ودعهتم إلى الهدوء ووقف العنف الأحد بعد خمسة ليال متعاقبة من أعمال الشغب والصدامات بين شبان وقوات حفظ النظام، شهدت تحطيم سيارات ومبان عامة ونهب متاجر في عدد كبير من المدن.
مصدر: مسقط برس + ذا غارديان
