مجزرة غزة – الكيان الإسرائيلي يُظهر وحشيته للمجتمع الدولي

مجزرة غزة

أظهر كيان الاحتلال الصهيوني وجهه البشع أمام المجتمع الدولي بتجميع كل قواه وبالدعم الغربي والأميركي للقيام بمجزرة غزة عن طريق تحويل القطاع إلى ساحة للدمار والمعاناة للفلسطينيين الأبرياء. هذا العدوان العسكري من قبل إسرائيل لم يترك أي وسيلة إلا واستخدمها لزيادة معاناة سكان غزة، ولجعل إبادة الأطفال هدفًا دائمًا للنازية الجديدة في القطاع وفي فلسطين خصوصًا. هذه الجرائم البشعة والجديدة والمستمرة التي يقوم بها الكيان الغاصب تظهر أمام العالم بأكمله.

استهداف المنشآت المدنية

وفقًا للمنظمات العالمية، فإن الدمار الذي تسبب فيه قد وصل إلى حد غير مسبوق، وأصبح من المستحيل حماية المدنيين والمستشفيات والمدارس والعيادات والمرافق التابعة للأمم المتحدة. وقد أشارت هذه المنظمات إلى أن الملاجئ في غزة لم تعد آمنة بعد الآن، وهذا يعني أن أكثر من مليوني شخص في غزة أصبحوا رهائن إرهاب كيان الاحتلال الصهيوني.

صمت العالم عن مجزرة غزة

صمت العالم إزاء مجزرة غزة وقيام الكيان الصهيوني المارق بقطع المياه والكهرباء والغذاء والوقود عن قطاع غزة ما يشكل مشاركة في الجرائم التي يرتكبها، خاصة مع تحذير وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” من أن أكثر من مليوني مواطن في غزة يواجهون خطر نفاد المياه الذي يشكل تهديدًا لحياتهم.

صمت العالم

المياه أصبحت مسألة حياة أو موت، خاصة بعد توقف محطة تحلية المياه وشبكات المياه العامة، حيث أصبحت محطات تزويد مياه الشرب في غزة خارج الخدمة بعد توقف آخر محطة تحلية بسبب العدوان المستمر. لذا من الضروري تأمين وصول الوقود إلى غزة لضمان توفير المياه لأكثر من مليوني شخص محاصرين تحت هذا القصف المستمر الذي يستهدف المدنيين جنوبًا وشمالًا.

دعم دولي مريب

المستغرب هو أن هناك دعم دولي لمجزرة غزة والجرائم التي ترتكبها النازية الجديدة على أرض فلسطين المحتلة، ولا يزال لدى هذه الأفعال دعم دولي. يجب على العالم العربي الصمود بقوة إلى جانب المجتمع الدولي ومتضامنيه لكشف بعد الكارثة الإنسانية التي يرتكبها الكيان الصهيوني الغاصب ضد الشعب الفلسطيني عامة وفي غزة خاصة.

على العالم أن يعمل على كشف الحقائق وجرائم الاحتلال ومستوطنيه ضد أبناء فلسطين وأن ينشر الأبعاد السياسية لهذا الصراع ويعمل على تحقيق السلام وحقوق الشعب الفلسطيني ويضغط على السياسيين الداعمين للكيان الإرهابي ليتوقفوا عن دعمه ومساندته.

تكرار لأحداث 1948

إن الإستراتيجية التي تنتهجها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مجزرة غزة ضد الشعب الفلسطيني الذي يعيش تاريخًا ممزقًا بالنفي والتهجير والنزوح، ليست سوى تكرار مروع وواضح لأحداث العام 1948، والتي لا تزال تلك الذكرى ماثلة في أذهان الفلسطينيين وفي السجلات التاريخية. في ذلك الوقت، شهدت فلسطين نزوح نحو 750,000 فلسطيني أجبروا على ترك منازلهم وأراضيهم، حيث تم محو القرى بأكملها واقتلاع أشجار الزيتون وانقطاع الصلات بين الأجيال وأرضها.

جرائم الحرب الإسرائيلية

اليوم، يوجه القصف العنيف الذي تشنه إسرائيل على غزة، وتبدو إسرائيل مصرة على تكرار تلك المأساة، وربما تتمنى أن يكون العالم ساكنًا كما كان قبل أكثر من سبعة عقود. إن الأحداث الراهنة تحمل الدمار والألم، حيث لا يمكن للإعلام إخفاء حزن الأمهات وصرخات الأطفال والدمار الذي يجتاح المنازل. إنها ببساطة إعادة محاولة احياء نكبة فلسطينية جديدة تستهدف إعادة رسم خارطة المنطقة.

انتقام من الشعب الفلسطيني

العالم بأسره بحاجة ماسة إلى فك رموز الرواية الإسرائيلية. إسرائيل تبرر أعمالها بالحاجة إلى “الانتقام” و”الأمن”، ولكن الحقيقة تفصح عن أبعاد أكثر خطورة بكثير لمجزرة غزة. تمثل إسرائيل نفسها كضحية تتعرض للهجوم، ولكن الفارق الكبير بين القوة العسكرية لإسرائيل وقدرة سكان غزة لا يمكن تجاهله. يبدو بوضوح أن ما يحدث في غزة اليوم هو محاولة للتطهير العرقي لسكان المنطقة.

في هذا السياق، يجب على المجتمع الدولي وخاصة القوى الغربية التي تتحدث عن حقوق الإنسان أن تتحمل المسؤولية الكاملة عن ما يجري في غزة. إنها تساهم بشكل مباشر في دعم إسرائيل عبر تقديم الدعم السياسي والعسكري وتزويدها بالسلاح. عليها أن توضح هذا السلوك أمام التاريخ والأجيال القادمة.

الصمود الفلسطيني

روح الصمود الفلسطيني لا تزال حية أمام وحشية إسرائيل وتجاهل العالم. يتغذى هذا الصمود من الماضي وذكريات النكبة الأولى، والايمان بأن العدالة ستنتصر في النهاية. الأحرار في جميع أنحاء العالم يجب أن يراقبوا ما يحدث في غزة ويعيدوا التفكير في موقفهم ويعملوا من أجل وقف هذه الجرائم البشعة.

إن مجزرة غزة ليست مجرد أزمة، بل هي محاولة لمسح الهوية الفلسطينية وتعقيد القضية الفلسطينية بشكل أكبر. العالم يجب أن يتصدى لهذا التحدي ويسعى لوقف هذا العنف واستعادة السلام والاستقرار.

المصدر: مسقط برس

→ السابق

الهجوم البري على غزة – المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي يصفه بالقضية العالمية

التالي ←

محمود عباس يرفض لقاء بايدن بعد مجزرة مستشفى المعمداني

اترك تعليقاََ

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة