تم تنفيذ الاتفاق بين طهران والولايات المتحدة، والذي يعد انتصار دبلوماسي ايراني، المتمثل بالافراج عن 6 مليار دولار من الاصول الايرانية المجمدة في كوريا الجنوبية، اضافة الى اطلاق سراح 5 سجناء ايرانيين من سجون الولايات المتحدة وبعض الجواسيس الامريكيين المسجونين في طهران.
ووفقا لتقارير، اعلن محمدرضا فرزين حاكم البنك المركزي الايراني أمس: في 19 اغسطس من هذا العام، تم تحويل جميع الاموال الايرانية التي لم يكن في الامكان الوصول إليها والتي تم احتجازها في البنوك الكورية الجنوبية، الى البنك المركزي السويسري ليتم تحويلها الى يورو، ومن ثم الى حسابات البنوك الايرانية التي تم افتتاحها في بنكين قطريين.
واضاف محمدرضا فرزين: تلقينا يوم الاحد كتابا رسميا من السلطات القطرية مفاده ان حسابات 6 بنوك ايرانية نشطة وتم إيداع ما يعادل 5 مليارات و573 مليونا و492 الف يورو في حسابات البنوك الايرانية واثنين من البنوك القطرية.
وتم تسليم الفريق القطري 5 سجناء اميركيين ونقلهم إلى الدوحة، ومن جهة اخرى، تم اطلاق سراح 5 سجناء ايرانيين كانوا في سجون الولايات المتحدة.
أفادت وكالة فرانس برس، امس، نقلا عن مسؤول اميركي، ان الرئيس الاميركي جو بايدن اصدر عفوا عن 5 سجناء ايرانيين ضمن اتفاق تبادل الاسرى بين طهران وواشنطن. وقال هذا المسؤول الامريكي ايضا عن الجواسيس الامريكيين الخمسة الذين غادروا طهران إلى قطر، ان هؤلاء الأشخاص سيتوقفون في الدوحة لفترة قصيرة ثم سيرجعون إلى واشنطن. واضاف: ان تهمة هؤلاء الإيرانيين الخمسة المفرج عنهم لا تتعلق بأعمال عنف، حيث كان اثنان منهم في السجن ولم توجه اية اتهامات للثلاثة الاخرين.
وسبق ان ذكرت وسائل اعلام ايرانية: ان اثنين من السجناء الايرانيين الخمسة المفرج عنهم، وهما مهرداد معين انصاري ورضا سارهنكبور، اللذين تم إطلاق سراحهما خلال عملية تبادل السجناء الايرانيين والامريكيين كانا يخططان للسفر إلى ايران. سيصلوا الى الدوحة. وفي الوقت نفسه، تم إطلاق سراح 3 سجناء إيرانيين آخرين كانوا يعيشون في امريكا.
كما قال علي باقري، المعاون السياسي لوزير الخارجية الايراني، عن اتفاق طهران وواشنطن: خلال المفاوضات المكثفة التي جرت بشكل غير مباشر بين ايران والولايات المتحدة خلال السنوات القليلة الماضية، كانت احدى القضايا المهمة وتم تبادل الأسرى والافراج عن الاموال الايرانية المحتجزة.
واضاف الدبلوماسي الكبير للجمهورية الإسلامية الإيرانية: خلال هذا التبادل، تم إطلاق سراح خمسة سجناء ايرانيين تمت ملاحقتهم واحتجازهم بشكل غير قانوني من قبل اجهزة الامن الامريكية. وذكر باقري ان بعض هؤلاء الاشخاص سيعودون الى البلاد وبعضهم سيبقى في أمريكا لانهم مقيمون بالفعل في امريكا، وتابع: إيران والحكومة الـ13 قلقتان على مصير جميع الايرانيين، حتى الايرانيين الذين يقيمون في الخارج. واختتم باقري قوله: نأمل أن يؤدي إطلاق سراح السجناء الايرانيين الى جعل الامريكيين يفهمون هذه القضية حتى لا يستمروا بعد الان في اعمالهم غير القانونية المتمثلة في ملاحقة الايرانيين لقيامهم بإجراءات قانونية في الولايات المتحدة.
انتصار دبلوماسي ايراني:
افاد مراسل الجزيرة من واشنطن: ان العديد من الجمهوريين الامريكيين يعتقدون ان الاتفاق الاخير بين طهران وواشنطن ليس افضل صفقة للولايات المتحدة، ويشعرون ان الولايات المتحدة ربما ذهبت ابعد من ذلك. وبحسب مراسل الجزيرة، فان منتقدي هذا الاتفاق يعتقدون في الواقع أن الاتفاق بين إيران والولايات المتحدة يمكن أن يعد “انتصار دبلوماسي ايراني”.
واضاف: يقولون ان هذا يمكن ان يعرض القوات الامريكية في الشرق الاوسط وحول العالم للخطر، بل ويعزز الاقتصاد الإيراني. وتابع: لكن حكومة بايدن دفاعية للغاية وتتراجع وتقول إن البديل لمثل هذا الاتفاق يمكن أن يكون أن يقضي هؤلاء الأمريكيون بقية حياتهم في السجن. الأمر التالي في هذا الاتفاق هو أن قطر وعمان كانتا الوسيطتين في هذا التبادل، وليس اوروبا. وسيكون من المهم أن تكون اوروبا، التي حاولت دائما التوسط بين طهران وواشنطن، قد خسرت اللعبة وحلت مسقط والدوحة محلها في الاتفاق.
وفي هذا الصدد قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية ناصر كنعاني أمس ردا على سؤال حول عملية تبادل الأسرى بين إيران والولايات المتحدة: «بحسب آخر الأخبار المتوفرة لدي، ستتم عملية تبادل الأسرى». اليوم سيتم إطلاق سراح 5 إيرانيين مسجونين في الولايات المتحدة وسيتم تقديم 5 سجناء أمريكيين في إيران أيضا إلى الولايات المتحدة.
انتصار دبلوماسي ايراني – طهران مستمرة في السعي للافراج عن جميع الاصول الايرانية المجمدة:
قال المتحدث باسم الخارجية الايرانية: ليس لدينا الكثير من المبالغ المالية المحتجزة في دول أخرى، في اليابان كانت لدينا بعض المبالغ، معظمها سلم الى الجانب الإيراني، وكنا نستخدم تلك المبالغ في إطار احتياجات البلاد، أما الكمية المتبقية ليست كبيرة، ولا توجد مشكلة خاصة في الوصول إليها.
وتابع: لدينا أموال في تركيا لدينا إمكانية الوصول إليها نسبيا في هذا المجال، وبالنظر إلى العلاقات الجيدة مع الحكومة التركية، فإننا لا نواجه أي قيود جدية في هذا المجال، وهناك تواصل وتعاون وحوار مستمر بين الجهات المعنية في البلدين.
واضاف كنعاني: وفيما يتعلق بالعراق، وبسبب الضغوط التي فرضتها امريكا، واجهنا مشاكل وقيود، وتم استرجاع بعض الأصول وتحويلها إلى حساباتنا، ونتوقع أن تستمر هذه التعاونات في إطار العلاقات الجيدة والبناءة مع الحكومة العراقية، وسنكون قادرين على استرداد على بقية الاموال. واكد: السياسة التي اتبعناها كانت مشجعة وستتابعها إيران بكل جدية.
مصدر: مسقط برس
