ذكر تقرير صادر عن الأمم المتحدة اليوم أن عدد حالات الإصابة بمرض الحصبة في اليمن بلغ حوالي 26 ألفا و259 حالة وفاة منذ بداية العام الحالي.
وأشار التقرير، الذي نشره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن (أوتشا)، إلى “تفشي الأمراض التي يمكن الوقاية منها بالتطعيمات، مثل مرض الحصبة في اليمن”. وأوضح أنه تم الإبلاغ عن 25,935 حالة مشتبه في إصابتها بالحصبة منذ بداية العام حتى 22 يونيو الماضي، بما في ذلك 1,406 حالة تم تأكيدها مختبريا و259 حالة وفاة في جميع المحافظات.
وأضاف التقرير أن هذا العدد يشكل أكثر من 96 في المائة من إجمالي الحالات التي تم الإبلاغ عنها خلال عام 2022، وأن 88 في المائة من الأطفال المشتبه في إصابتهم بالحصبة لم يتلقوا جرعة واحدة على الأقل من اللقاح، بينما كان من الممكن تفادي هذا من خلال تلقيهم جرعتين أو ثلاث جرعات من لقاح الحصبة.
وأكد التقرير أن زيادة انتشار الحصبة يعود جزئيا إلى توقف حملات التوعية والتطعيم في مناطق تسيطر عليها الفصائل المسلحة. وأشار إلى أن “تدني نسبة التلقيح أدى إلى الانتشار المتزايد لمرض الحصبة وأمراض أخرى قابلة للوقاية منها بالتطعيم”.
وكشف التقرير عن اتفاق بين الأمم المتحدة وبعض السلطات اليمنية لإجراء حملة تطعيم ضد الحصبة خلال الربع الثالث من هذا العام، بهدف تغطية جميع المحافظات وتلقيح 5.7 مليون طفل في الفئة العمرية من 6 إلى 59 شهرا.
العدوان على اليمن:
وتعيش اليمن ظروفا صعبة بسبب العدوان المستمر على البلاد، وقد ظهرت تداعيات هذا العدوان على صحة السكان بشكل ملحوظ، حيث تفشى مرض الحصبة وأثّر بشكل كبير على المجتمع.
وتشهد اليمن أزمة صحية بسبب العدوان وتواجه تحديات في توفير الرعاية الصحية للسكان. تقرير أصدرته الأمم المتحدة يؤكد أن عدد حالات الإصابة بمرض الحصبة في اليمن قد ارتفع بشكل كبير. ومنذ بداية العام الحالي، أُبلغ عن أكثر من 26 ألف حالة إصابة مؤكدة بالمرض، و259 حالة وفاة.
تعد إصابات الحصبة هذه نتيجة عدم وجود جهود كافية للتطعيم وتوقف الحملات الوقائية في مناطق النزاع، حيث أن الظروف الصعبة جراء الحرب أدت إلى تراجع مستوى التغطية اللقاحية في اليمن. وهذا أدى إلى تفشي المرض بشكل كبير وزيادة عدد الإصابات والوفيات.
وتشير التقارير إلى أن أكثر من 88% من الأطفال المصابين بالحصبة لم يتلقوا أيّة جرعة لقاح، ولو كان تم تطعيمهم، لكان بالإمكان تجنب هذا الارتفاع الكبير في الإصابات. وعلاوة على ذلك، تتفاقم المشكلة بسبب انعدام الوعي الصحي وصعوبة الوصول إلى الخدمات الصحية في اليمن.
تدعو الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية المعنية إلى زيادة الجهود للتصدي لهذا التفشي الواسع لمرض الحصبة في اليمن. يجب إعادة تفعيل حملات التوعية والتطعيم، وتوفير اللقاحات بشكل واسع ومتاح للجميع. يجب أن تتدخل المنظمات الإنسانية والمؤسسات الصحية للحد من انتشار المرض وحماية الأطفال.
في ظل الظروف الحالية، يصبح التطعيم والوقاية من الحصبة أمرا ضروريا للسكان في اليمن. يجب أن تعمل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي على توفير الدعم اللازم لليمن من أجل التصدي لمشكلة الحصبة والعناية بصحة سكانها في هذا الوقت الصعب.
اعراض الحصبة:
مرض الحصبة هو عدوى فيروسية ينتقل عن طريق الهواء ويؤثر بشكل رئيسي على الأطفال. ينتقل الفيروس عن طريق السعال والعطس والتلامس المباشر مع الأشخاص المصابين. يتميز مرض الحصبة بظهور علامات وأعراض مميزة قد تظهر بعد فترة حضانة تستمر حوالي 10-12 يومًا. فيما يلي بعض الأعراض الشائعة لمرض الحصبة:
1. حمى: قد ترتفع درجة الحرارة إلى مستويات مرتفعة تصل إلى 40 درجة مئوية.
2. طفح جلدي: يظهر طفح جلدي أحمر صغير على الجلد ويمكن أن يمتد إلى جميع أنحاء الجسم.
3. سيلان الأنف: قد يشعر المصاب بسيلان مستمر للأنف يشبه نزلة البرد.
4. السعال الجاف: يمكن أن يحدث سعالا جافا مستمرا.
5. التهاب العين: يمكن أن يحدث التهاب واحمرار في العينين.
6. احتقان في الحلق: قد يعاني المريض من احتقان وتهيج في الحلق.
7. فقدان الشهية: قد يفقد المريض شهيته ولا يشعر بالجوع.
من المهم أن يتم التعرف على أعراض مرض الحصبة واتخاذ التدابير اللازمة للوقاية من انتشار العدوى. ينبغي أيضا التوعية بأهمية التطعيم وتشجيع الأشخاص على الحصول على الجرعات الموصى بها لحماية صحتهم ومنع انتشار مرض الحصبة.
تتطلب مكافحة مرض الحصبة جهودا مشتركة من المجتمع الدولي والحكومة المحلية والمؤسسات الصحية. يجب زيادة التمويل والدعم المادي لتنفيذ حملات التطعيم وتوفير اللقاحات، وتحسين الوصول إلى الرعاية الصحية في اليمن.
صور الأطفال المصابين بمرض الحصبة في اليمن تثير القلق وتكشف عن الآلام والمعاناة التي يعاني منها السكان. قد يتسبب المرض في مضاعفات خطيرة مثل التهاب السحايا والتهاب الرئتين، وخطورته تزداد في حالة ضعف جهاز المناعة لدى المرضى.
بناء على ذلك، يجب على المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية المضاعفة جهودها لتوفير الدعم الطبي والإغاثة لليمن، بما في ذلك اللقاحات والموارد الطبية اللازمة لمكافحة تفشي مرض الحصبة. يجب أن يتم تحقيق وقف فوري للعدوان وفك الحصار وأن يحصل السكان على الرعاية الصحية الكافية والاساسية للوقاية من مرض الحصبة وحماية صحتهم.
