موسكو وغزة – حكاية عشق تقلق اسرائيل والغرب

موسكو وغزة

إن الصواريخ التي تنطلق من غزه وتفتت الدبابات الاسرائيليه روسية الصنع. ومعظم ما بيد المقاومه الفلسطينيه من اسلحه هي روسيه الصنع والمنشا كالكورنت وتاندوم وحتى الياسين. وهذا لا يعني ان موسكو سلمتها للفصائل المسلحه في غزه يدا بيد، لكنها وصلت بعلمهم وبموافقتهم.

وليست الاسلحه فقط دليل علاقه الارتباط بين موسكو وغزة فحتى الفيتو واللقاءات المستمره واطلاق سراح الاسرى الروس والكثير الكثير مما يؤشر على علاقه العشق الممنوعه بين روسيا والفلسطينيين.

هل تدعم روسيا فصائل غزه؟

السؤال الذي يبحث عن اجابته العديدون الان وحول العالم هل تدعم روسيا فصائل غزه وهذا السؤال بالتحديد ما طرحته قناه الحره الامريكيه وسعت للاجابه عليه. لكن قبل عرض اجابه موقع القناه الامريكيه سنخبركم ان هذا السؤال ليس اعتباطيا ولا افتراضيا بل بات مشروعا وبقوه. فمعهد كارنجي الذي مقره واشنطن نشر دراسه كامله حول الاجابه عن سؤال هل انتهت الصداقه بين روسيا واسرائيل بعد السابع من اكتوبر وكذا فعل موقع راديو اوروبا الحره الذي تجاوز مرحله السؤال واكد ان العلاقه بين موسكو وتل ابيب باتت معقده وسبب هذا التعقيد هو في تقرير اخر لمعهد كارنجي لدراسات السلام والذي قال بالحرف ان العلاقه بين موسكو وفصائل غزه باتت اقرب من اي وقت مضى.

وللتنويه كل هذه التقارير عن العلاقة بين موسكو وغزة صدرت مؤخرا اي بعد السابع من اكتوبر والهجوم المباغت من غزه على اسرائيل والتي اعتبرت ان هذه الخطه مفصليه في كثير من القضايا وعلى راسها العلاقه بين روسيا واسرائيل من جهه وبين الروس والفلسطينيين من جهه اخرى لذا سنبدا من الشق الاول للفكره وهو التوتر بين موسكو وتل ابيب والذي وصل ذروته مؤخرا وفي الشهور الاخيره.

الجمر تحت الجليد

صحيح ان موسكو زمن الاتحاد السوفيتي كانت ثاني عاصمه في العالم تعترف بقيام دوله اسرائيل عام 1948 الا انها ايضا كانت من اوائل العواصم التي قطعت علاقتها معها وذلك ايضا زمن اتحاد السوفيات اي العام 1967 وتحديدا بسبب الهجوم الاسرائيلي على كل من مصر وسوريا حلفاء السوفيات انذاك. كما ان تل ابيب كانت قد انخرطت وبشكل قوي ومباشر عسكريا واستخباراتياً في أتون الحرب الباردة التي أسفرت في النهاية عن سقوط الإتحاد مطلع التسعينيات. لذا لم تعد العلاققات بين الطرفين عقب سقوط الوحش السوفياتي وقيام اإتحاد الروسي على أنقاضه. حينها تدفق عدد من اليهود الروس باتجاه اسرائيل.

بوتين في اسرائيل

ولم تاخذ العلاقات منحا عمليا الا بعد صعود بوتين الذي حاول استثمارها لاعلان عودته كلاعب اقليمي ودولي فزار اسرائيل عام 2005 كاول رئيس روسي يفعلها وكرر الزياره عام 2012 ورفع التنسيق مع الاسرائيليين خاصه بعد تدخله في سوريا عام 2015. وخلال سنوات حكمه بلغ عدد المهاجرين اليهود الروس الى اسرائيل قرابه المليون حتى باتت اللغه الروسيه رابع لغه في الدوله العبريه بعد العبريه والعربيه والانجليزية. لكن وهذه الـ لكن هي المهمه هنا، فان كل هذا لم يكن يعني ان العلاقات بين الطرفين سمن على عسل كما يقال بل امتازت بكثير من التقلبات.

التزام اسرائيل بالوسطية

فموسكو اكبر داعمي ايران التي ترفع شعار الموت لتل ابيب وترفض الاعتراف بها كذلك فإن طهران صديقه الروس تدعم او تمد الحركات والميليشيات المناوئه لاسرائيل في المنطقه بالسلاح والصواريخ وفي اذهان الاسرائيليين هذا امر غير مقبول، لكنهم يتفهمونه لكون تل ابيب صديقه واشنطن التي تقاتلها موسكو في حرب بارده جديده.

سعت تل ابيب لعدم استفزاز الروس بعد حربهم على اوكرانيا عام 2022، وصحيح انها ادانت ورفضت الاعتراف بضم موسكو لاقاليم اوكرانيه لكنها ايضا رفضت الاستجابه لواشنطن حليفتها بتزويد كياف بالاسلحه بل ارسلت لهم اي للاوكران خوذاً تقيهم من ضربات الروس. الا ان مناوشات كلاميه جرت ابان الحرب الروسيه الاوكرانيه كان على راسها حديث وزير الخارجيه الروسي عن يهوديه هتلر وكذلك تصريح يائير لابيد وزير الخارجيه الاسرائيلي في ابريل نيسان 2022 عن ارتكاب موسكو جرائم حرب في اوكرانيا.

توتر العلاقات بعد طوفان الأقصى

لكن هذه المناوشات لم تكن المنعطف الرئيس في العلاقه بل كان ما جرى بعد السابع من اكتوبر. حيث كان بوتين اخر رئيس من العالم اتصل بنتنياهو معزيا بالضحايا ولم يتهاطل كما فعل الزعماء الغربيون الى تل ابيب معلنا تضامنه بل اخبره ان على اسرائيل حل الازمه بطرق سلميه ما يعكس العلاقة المتينة بين موسكو وغزة على خلاف الغرب الذي دعم شن حرب مفتوحه على غزه.

وليس هذا فقط فالروس كانوا قد استخدموا سلاح الفيتو ضد مشروع قرار بمجلس الامن لصالح اسرائيل واستفزوا الاسرائيليين اكثر باستقبالهم لقاده حماس في موسكو فيما اعتبر انعطافا كبيرا في العلاقه بين الطرفين اي موسكو وتل ابيب وتحديدا بسبب حماس التي سنحدثكم عن علاقتها مع روسيا الان.

العشق الممنوع

لمن يعتقد ان العلاقات بين موسكو وغزة وليده اللحظه اليك هذه الصوره انها تعود للعام 2006 وفيها وزير الخارجيه الروسي سيرجي لافروف رفقه رئيس المكتب السياسي لحركه حماس انذاك خالد مشعل وقد اعقبت انتصار الحركه بالانتخابات التشريعيه التي جرت في الاراضي الفلسطينيه وفيها هنأ الروس الحمساويين. ولم تكن هذه الزياره الوحيدة لوفد من الحركه للاراضي الروسيه بل تكرر الامر كثيرا. فروسيا منذ عودتها كلاعب اقليمي ودولي رفعت التنسيق مع الحركه الفلسطينيه، بل وعرضت نفسها كوسيط لحل الخلاف بين الحركه والسلطه والذي نشب عقب عام 2007.

لافروف و مشعل

واكثر من ذلك فخلال كل سنوات تواجد حماس على الساحه الفلسطينيه رفضت موسكو تصنيفها كحركه ارهابيه حتى بوتين نفسه خرج وقال انه لا يرى بالحركه حركه ارهابيه. اذاً موسكو تراها حركه مقاومه مسلحه ومشروعه لكنها تدعو دائما لايجاد حل سلمي للقضيه الفلسطينيه. واكثر من ذلك خلال كافه الحروب التي شنتها اسرائيل على غزه منذ العام 2008 وحتى الحرب الاخيره ظل الروس دائمي الانتقاد لاسرائيل ومطالبين لها بكف عدوانهم عن الفلسطينيين. بل ان بوتين وعقب الهجوم الاسرائيلي على ما كان يسمى بقافله الحريه عام 2010 طالب بفتح تحقيق دولي ومحاكمه اسرائيل.

العلاقات بين موسكو وغزة

ولم تقف حدود العلاقات بين موسكو وغزة هنا بل وصلت الى الاسلحه وهذا تقرير من قناه سي ان بي سي الامريكيه يشير علانيه الى ان معظم ما بيد الفصائل المسلحه الفلسطينيه من سلاح هو روسي الصنع لكنه لا يتهم موسكو بتسليمهم لهذا السلاح مباشره وتقول القناه ان فقط روسيا تكتفي بغض الطرف عن وصول هذا السلاح الى غزه وهذا بحد ذاته شكل من اشكال الدعم ومن اشكال التحدي لاسرائيل التي تتجنب حتى الان الرد مباشره على روسيا التي رفعت من انتقاداتها لهم في الحرب الاخيره.

وهو ما اخرج السفير الاسرائيلي في الامم المتحده للقول ان الروس اخر من يجب ان يعلم اسرائيل الاخلاق بل ان احد السياسيين المشهورين في اسرائيل ويدعى تشاي ليفي نصح حكومته بالتعامل مع روسيا على انها خصم وعدو ودعى علانيه حكومته لدعم كياف في حربها ضد موسكو لكن تل ابيب اعتبرت تصريحاته متهوره فهي تدرك ما معنى استعداء موسكو الان وفي هذه الظروف فهذا يعني الكثير من الخساره لاسرائيل ولذا ببساطه ستفهم لما قالت حركة حماس انها اطلقت سراح الاسرى الروس دون مقابل ولما اعتبرت الحركه روسيا صديقا مقربا جدا كما قالت.

→ السابق

جماعة أنصار الله تحذر السفن المارة من البحر الاحمر

التالي ←

تطبيع العلاقات بين السعودية واسرائيل، فما رأي البيت الأبيض؟

اترك تعليقاََ

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة