بوتين: حصار غزة يشبه حصار لينينغراد – هل يكون مصير الإسرائيليين كمصير النازيين

حصار لينينغراد

هذا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول حصار غزة مثل حصار لينينغراد وكأن بسيد روسيا القوي يتنبا بان مصير حصار الاسرائيليين لأهالي غزة من الفلسطينيين اليوم لن يختلف كثيرا عن مصير حصار النازيين الالمان بالامس لأهالي لينينغراد من الروس. وفي العبارة استخلاص لدروس التاريخ واسقاط على فظائع الحاضر التي تدور بغزة.

اسقاطات تاريخية

ففي حكاية حصار لينينغراد وهو الحصار الاكثر شهرة في الحرب العالمية الثانية صمد الروس تحت ابشع انواع الحصار والقصف مدة 900 يوم وخرجوا من تحت ركام الموت والجوع والقهر منتصرين. ومن اجل فهم الاسقاطات التاريخية التي تدور حول حصار ليننغراد لنذهب معا برحلة الى الحرب العالمية الثانية وتحديدا الى جبهات الحرب بين اعتى جيشين في الحرب العالمية الثانية انذاك. اي بين الجيش الاحمر السوفيتي وعلى راسه جوزيف ستالين والجيش الالماني النازي وعلى رأسة الفوهرر النازي ادولف هيتلر.

لنرى بأم العين ونشهد على ما حصل وكيف حصل بتفاصيل الامور ودقائقها فاي مقاربات بين هذه الواقعة قبل عقود وما يجري اليوم في حرب قطاع غزة؟ وهل حقا اراد فلاديمير بوتين ان يقول اكثر من ان حصار النازيين للينينغراد وقصفها وابادة كل شيء فيها بين عامي 1941 و1944 لا يشبه حصار قطاع غزة اليوم فقط من حيث كثير من تفاصيل ما يقع من مآسي الحصار والقصف والقتل والتدمير والتجويع بل ربما من حيث ما سينتجة الحصار في النهاية والاشارة ربما الى هوية المنتصر اخيرا. مع تشابه كثير الوقائع وبالطبع مع اختلاف عديد التفاصيل.

لينينغراد – 900 يوم من الموت

انت الان تقف بين ثلاثة ملايين جندي الماني على الجبهات على حدود روسيا الاوامر اتتهم من ادولف هتلر شخصيا لبدء عملية في بربروسا هل تعلم ماذا يعني هذا لقد بدا الغزو النازي للاتحاد السوفيتي وذلك تحديدا في الثاني والعشرين من يونيو من عام 1941. الثلاثة ملايين جندي الماني بداوا هجوما ثلاثي المحاور عبر الحدود السوفيتية حيث هاجمت جيوش النازيين المرابطة على الوسط والجنوب كلا من موسكو واوكرانيا بينما شنت مجموعة من جيش الفيرماخت الشمالية هجوما ساحقا عبر ليتوانيا ولاتفيا واستونيا قبل ان تبدا التحرك لحصار لينينغراد المدينة التي كان يزيد عدد سكانها عن ثلاثة ملايين نسمة حينها مربط فرس الحكاية لان هتلر كان قد وضع هدفا رئيسيا نصب عينية للسيطرة على المدينة الواقعة على نهر نيفا بالقرب من بحر البلطيق لانها كانت القاعدة الرئيسية لاسطول البلطيق السوفيتي وتحتوي على اكثر من 600 مصنع عسكري جعلت لينينغراد في المرتبة الثانية بعد موسكو في الانتاج الصناعي.

بداية حصار لينينغراد

وبالفعل في الثامن من سبتمبر من عام 1941 وصلت جحافل الالمان الى لينينغراد اي بعد اكثر من شهرين من اطلاق هتلر لعملية بربروسا ليبدا حصار لينينغراد الذي بات الاكثر شهرة في الحرب العالمية الثانية حيث استمر في مجمله حوالي 900 يوم واودى بحياة 800 الف مدني بسبب الجوع والمرض والقصف من المدفعية الالمانية البعيدة ولربما يذكركم بعض هذا السرد بما يحدث في قطاع غزة اليوم.

ولنعد الى جوهر قصتنا في لينينغراد فان السؤال الاساس الذي يمكن اسقاطة على اليوم كيف صمدت لينينغراد امام اعتى جيوش العالم حينها. الجيش النازي بعدته وعتاده ووحشيتة. ولان لينينغراد لم تكن مهيئة قبل الحرب لاي اجتياح او حصار عمد سكان المدينة الى بدء بناء تحصينات مضادة للدبابات على طول محيطها من اجل دعم 200 ال مدافع من الجيش الاحمر السوفيتي فقط موجودين بالمدينة. لكن هذا لم يوقف جيش هتلر في ابتداع طرق بقتل كل ما في المدينة ليعمد الى قطع جميع خطوط السكك الحديدية الحيوية وخطوط الامداد الاخرى الى المناطق الداخلية السوفيتية واستغل دخول الشتاء القارس ليزيد من ماسي المدينة واهلها.

اقرأ ايضاً
الأسرى الاسرائيليين - الورقة الرابحة بيد الفصائل الفلسطينية

إجلاء المدنيين

ومع حلول اوائل عام 1942 تمكن السوفيات رغم الحصار من اجلاء حوالي 500000 مدني عبر طريق الحياة على بحيرة لادوجا ما ادى الى تقليص عدد السكان الذين دمرتهم المجاعة في وقت كان يرد من تبقى من الجيش الروسي داخل المدينة القصف بالقصف كما كانت العديد من القوات الروسية تتسلل لتضرب الالمان في مقتل خلف الخطوط.

ومع ذوبان الجليد في فصل الربيع تمكن الناجون في ليننغراد من اجراء حملة تنظيف شاملة لازالة الانقاض التي دمرها القصف ودفنوا الموت على جانبي شوارعهم كما تم زرع حدائق الخضار في جميع انحاء المدينة في الساحات والحدائق العامة الا ان هذا لم يساعد كثيرا فبقي الغذاء شحيحا جدا ولم تتوقف مقاومة اهالي المدينة عند هذا بل ابرزوا صمودهم في اغسطس عام 1942 عبر تنظيم عرض للسيمفونية السابعة للملحن الروسي ديمتري شوستاكوفيتش وهي سيمفونية تمت كتابتها خلال الأيام الأولى للحصار. ومن أجل تحدي الألمان أكثر وأكثر تم بث الحفل عبر مكبرات الصوت الموجهة نحو خطوط النازيين.

فك الحصار

وما هي الا أشهر حتى بدأ الإرهاق والإعياء واليأس يتسرب إلى جنود هتلر خاصة مع نجاح الجيش الأحمر السوفياتي في إيصال إمدادات الغذاء والوقود المتفرقة الى المدينة بطرق مبتكرة في الصيف عن طريق الصنادل اما في الشتاء فعن طريق الشاحنات والزلاجات المحمولة على الجليد عبر بحيرة لادوجا ما حافظ على عمل مصانع الاسلحة في المدينة لتدافع عن نفسها كما اعطت هذه الامدادات لمن تبقى من السكان بعض ما يبقيهم على قيد الحياة.

ثم جاء التحول الاول في حصار لينينغراد في يناير 193 عندما نجح الجيش السوفيتي في استرجاع جسر بري من النازيين ما مكن من بناء خط سكة حديد خاص على الممر فكانت النتيجة نقل ما يقرب من 5 ملايين طن من المواد الغذائية والامدادات الى لينينغراد لتنتفض لينينغراد من جديد وتعود الحياة اليها رغم استمرار القصف النازي الهستيري. حتى ان مصانع المدينة عادت لتنتج الاسلحة بكمية هائلة كسابق عهدها اما التحول او الاختراق الاكبر فكان في اوائل عام 1944 عندما حشد الجيش السوفيتي حوالي مليون و250 الف رجل و1600 دبابة في هجوم اجتاح الخطوط الالمانية واباد جنود هتلر عن بكرة ابيهم.

لينينغراد و غزة

وفي السابع والعشرين من يناير من عام 1944 تم تحرير لينينغراد واعلان النصر الذي جاء بعد 900 يوم من الحصار والقصف والجوع والموت ومن هنا يمكن فهم ما قصده بوتين عندما قال ان حصار غزة اليوم هو حصار لينينغراد بالامس اي ان الامر لا يتعلق فقط بمآسي حدثت خلال الحصار بل بما أتى عن الحصار اخيرا. بأن ليننغراد التي انبعثت كطائر الفينيق من تحت رمادها تقدم لغزة اكثر من مجرد نبوءة بل ربما رسمت وجهها قبل 80 عاما.

المصدر: مسقط برس

→ السابق

ليلة دامية في خان يونس والمقاومة تتصدى للتوغل الاسرائيلي

التالي ←

زلزال بقوة 5.1 درجة بالصين في شينغيانغ ومقتل اكثر من 20 شخصا

اترك تعليقاََ

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة