استهداف الصحفيين الفلسطينيين من قبل إسرائيل منذ عام 2000

استهداف الصحفيين الفلسطينيين

استهداف الصحفيين الفلسطينيين مستمر وهو مغطى من قبل المستوى السياسي الإسرائيلي، فقد قُتل صحفيين على الأقل في الهجمات الأخيرة التي شنها الكيان الصهيوني على قطاع غزة.

أعلنت وسائل إعلام فلسطينية، صباح اليوم الثلاثاء، عن قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي مبنى “برج الحاج” في قطاع غزة، حيث يتمركز إعلاميون.

وذكرت مصادر محلية أن عددا من الإعلاميين استشهدوا وأصيبوا جراء القصف الجوي الإرهابي الصهيوني على هذا المبنى.

استهداف الصحفيين الفلسطينيين

وبحسب المعلومات الأولية فقد تأكد حتى الآن استشهاد الصحفيين “محمد صبح” و”سعيد الطويل” في هذا الهجوم الصهيوني.

يستهدف النظام الصهيوني في هذه الهجمات الصحفيين ومكاتب الأخبار في قطاع غزة، متجاهلاً القوانين الدولية.

وفقًا لنقابة الصحفيين الفلسطينيين، قتلت إسرائيل 55 صحفيًا فلسطينيًا منذ عام 2000. آخرهم كانت الصحفية شيرين أبو عاقلة، التي قُتلت برصاص قناص إسرائيلي في 11 مايو 2022، أثناء تغطيتها عملية اقتحام مخيم جنين.

ووثّق المركز الفلسطيني للحريات والتنمية “مدى” خلال عام 2021 ما يزيد على 368 انتهاكا ضد الصحفيين، من بينها 155 انتهاكا مباشرا بين إصابات وقتل.

وبحسب منظمة “مراسلون بلا حدود”، تعد إسرائيل الدولة الأولى في العالم في استهداف الصحفيين.

وتُشكل جريمة قتل الصحفيين انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي الإنساني، الذي ينص على حماية الصحفيين والعاملين في المجال الإنساني. كما أنها تعد جريمة ضد الإنسانية، وفقًا لاتفاقية روما لعام 1998، التي تُجرِّم جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية والجرائم ضد الإنسانية.

 

السياق التاريخي

يعود استهداف الصحفيين الفلسطينيين من قبل إسرائيل إلى انتفاضة الأقصى عام 2000. فخلال هذه الانتفاضة، شنت إسرائيل حملة قمع واسعة النطاق ضد الفلسطينيين، شملت استخدام العنف المفرط ضد المدنيين، بما في ذلك الصحفيين.

استهداف الصحفيين الفلسطينيين

ومنذ ذلك الحين، استمرت إسرائيل في استهداف الصحفيين الفلسطينيين، سواء في الضفة الغربية أو في قطاع غزة. وقد أدت هذه الهجمات إلى مقتل صحفيين فلسطينيين، وإصابة آخرين بجروح خطيرة، واعتقال عدد منهم.

 

وتتمثل أبرز أشكال استهداف الصحفيين من قبل إسرائيل في:

  • القتل:

قتلت إسرائيل 55 صحفيًا فلسطينيًا منذ عام 2000، منهم 26 صحفيًا خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في عام 2021. وكان آخرهم الصحفية شيرين أبو عاقلة، التي قُتلت برصاص قناص إسرائيلي في 11 مايو 2022، أثناء تغطيتها عملية اقتحام مخيم جنين.

  • الإصابات:

أصيب أكثر من 1000 صحفي فلسطيني برصاص أو قنابل إسرائيلية، منهم أكثر من 200 صحفي أصيبوا بجروح خطيرة.

  • الاعتقال:

اعتقلت إسرائيل أكثر من 100 صحفي فلسطيني، منهم 16 صحفيًا ما زالوا رهن الاعتقال حتى الآن.

  • عرقلة عمل الصحفيين:

تفرض إسرائيل قيودًا على عمل الصحفيين الفلسطينيين، من خلال مصادرة المعدات الصحفية، ومنع الصحفيين من دخول مناطق معينة، وإصدار تصاريح دخول مؤقتة.

 

 

من بين الصحفيين الذين قتلتهم إسرائيل منذ عام 2000:

  • شيرين أبو عاقلة: 

مراسلة قناة الجزيرة، التي قُتلت برصاص قناص إسرائيلي في 11 مايو 2022، أثناء تغطيتها عملية اقتحام مخيم جنين.

  • محمد شاهين:

مراسل وكالة شهاب للأنباء، الذي قُتل برصاص قناص إسرائيلي في 13 مايو 2021، أثناء تغطيته العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

  • عبد الحميد الكولك:

مراسل وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، الذي قُتل برصاص قناص إسرائيلي في 13 مايو 2021، أثناء تغطيته العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

  • يوسف محمد أبو حسين:

مراسل صوت الأقصى، الذي قُتل برصاص قناص إسرائيلي في 13 مايو 2021، أثناء تغطيته العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

 

أسباب استهداف الصحفيين الفلسطينيين

هناك عدة أسباب وراء استهداف إسرائيل للصحفيين الفلسطينيين، منها:

  • منع الصحفيين من نقل الحقيقة:

تسعى إسرائيل إلى منع الصحفيين من نقل الحقيقة حول انتهاكاتها بحق الفلسطينيين. ففي كثير من الحالات، تستهدف إسرائيل الصحفيين الذين يغطون عمليات قمعها أو جرائمها.

  • ترهيب الصحفيين الفلسطينيين:

تسعى إسرائيل إلى ترهيب الصحفيين الفلسطينيين وإجبارهم على الصمت. فالصحفيون الفلسطينيون الذين يواجهون خطر القتل أو الإصابة أو الاعتقال يترددون في تغطية الأحداث، مما يحد من وصول الجمهور إلى المعلومات حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

  • الردع الدولي:

تسعى إسرائيل إلى ردع المجتمع الدولي من انتقاد انتهاكاتها بحق الفلسطينيين. فالمجتمع الدولي يتعرض لضغوط من أجل محاسبة إسرائيل على جرائمها، ويعد استهداف الصحفيين الفلسطينيين أحد الطرق التي تستخدمها إسرائيل لردع المجتمع الدولي.

 

لاستهداف الصحفيين الفلسطينيين عواقب وخيمة، منها:

  • تقييد حرية الصحافة:

يشكل استهداف الصحفيين الفلسطينيين انتهاكًا لحرية الصحافة، التي تعد حقًا أساسيًا في جميع أنحاء العالم. فعندما تخشى الصحفيين من تغطية الأحداث، فإن ذلك يحد من وصول الجمهور إلى المعلومات المهمة.

  • تقويض الثقة بالصحافة:

يساهم استهداف الصحفيين الفلسطينيين في تقويض الثقة بالصحافة. فعندما يتعرض الصحفيون للقتل أو الإصابة، فإن ذلك يبعث برسالة إلى الجمهور مفادها أن الصحفيين ليسوا آمنين، وأن رسالتهم لا تحظى بالحماية.

  • تشجيع العنف ضد الصحفيين:

يشكل استهداف الصحفيين الفلسطينيين تشجيعًا للعنف ضد الصحفيين في جميع أنحاء العالم. فعندما لا يتم محاسبة من يستهدفون الصحفيين، فإن ذلك يرسل رسالة مفادها أن العنف ضد الصحفيين مقبول.

  • المطالب

تطالب المنظمات الحقوقية الدولية إسرائيل باتخاذ إجراءات فورية لوقف استهداف الصحفيين الفلسطينيين. وتشمل هذه الإجراءات:

  • فتح تحقيقات مستقلة في جميع الهجمات على الصحفيين الفلسطينيين.
  • محاسبة المسؤولين عن استهداف الصحفيين الفلسطينيين.
  • اتخاذ إجراءات لضمان سلامة الصحفيين الفلسطينيين.
  • فرض عقوبات على إسرائيل: فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية على إسرائيل، وذلك بهدف الضغط عليها لوقف استهداف الصحفيين الفلسطينيين.
  • إنشاء لجنة تحقيق دولية: إنشاء لجنة تحقيق دولية مستقلة للتحقيق في جرائم إسرائيل ضد الصحفيين الفلسطينيين.
  • محاكمة مرتكبي الجرائم: محاكمة مرتكبي جرائم قتل الصحفيين الفلسطينيين أمام محكمة دولية.

 

وإلى أن تتخذ إسرائيل هذه الإجراءات، فإن الصحفيين الفلسطينيين سيظلون معرضين للخطر، وستظل الحقيقة حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مقيدة.

يشير خبراء حقوق الإنسان إلى أن استهداف الصحفيين من قبل إسرائيل يشكل جريمة منظمة، ترتكز على سياسة ممنهجة تهدف إلى قمع حرية التعبير وحرية الصحافة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

 

ويستند هذا الاستنتاج إلى عدة عوامل، منها:

  • استمرارية الاستهداف:

تستمر إسرائيل في استهداف الصحفيين الفلسطينيين منذ أكثر من 20 عامًا، دون أن تحاسب على جرائمها.

  • تعمد الاستهداف:

تشير التقارير إلى أن إسرائيل تستهدف الصحفيين الفلسطينيين بشكل متعمد، وذلك بهدف منع تغطية الأحداث التي تسلط الضوء على انتهاكاتها بحق الفلسطينيين.

  • عدم المساءلة:

لا تحاسب إسرائيل على جرائمها ضد الصحفيين الفلسطينيين، حيث لا يوجد أي تحرك جدي من المجتمع الدولي لمحاسبتها على هذه الجرائم.

 

المواقف الدولية ضد استهداف الصحفيين الفلسطينيين

نددت العديد من الدول والهيئات الدولية باستهداف وانتهاكات الصحفيين الفلسطينيين من قبل الجيش الإسرائيلي. وفيما يلي بعض الأمثلة:

  • الاتحاد الأوروبي:

دعا الاتحاد الأوروبي إلى إجراء تحقيق مستقل في مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة، وطالب إسرائيل بضمان سلامة الصحفيين الفلسطينيين.

  • الولايات المتحدة:

نددت الولايات المتحدة بمقتل أبو عاقلة، وطالبت إسرائيل بإجراء تحقيق مستقل وشفاف.

  • الأمم المتحدة:

أدانت الأمم المتحدة مقتل أبو عاقلة، وطالبت إسرائيل بضمان سلامة الصحفيين الفلسطينيين.

  • منظمات حقوق الإنسان:

أدانت منظمات حقوق الإنسان، مثل منظمة “مراسلون بلا حدود” و”هيومن رايتس ووتش”، استهداف الصحفيين من قبل الجيش الإسرائيلي.

 

وفيما يلي بعض المواقف الدولية المحددة ضد استهداف الصحفيين الفلسطينيين:

  • في 11 مايو 2022، أدان الاتحاد الأوروبي مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة، ودعا إلى إجراء تحقيق مستقل وشفاف.
  • في 12 مايو 2022، نددت الولايات المتحدة بمقتل أبو عاقلة، وطالبت إسرائيل بإجراء تحقيق مستقل وشفاف.
  • في 13 مايو 2022، أدان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مقتل أبو عاقلة، وطالب إسرائيل بإجراء تحقيق مستقل وشفاف.
  • في 13 مايو 2022، أدانت منظمة “مراسلون بلا حدود” مقتل أبو عاقلة، وطالبت إسرائيل بوقف استهداف الصحفيين الفلسطينيين.
  • في 13 مايو 2022، أدانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” مقتل أبو عاقلة، وطالبت إسرائيل بإجراء تحقيق مستقل وشفاف.

وعلى الرغم من هذه الإدانات، إلا أن استهداف الصحفيين من قبل الجيش الإسرائيلي لم يتوقف.

 

يشكل استهداف الصحفيين الفلسطينيين من قبل إسرائيل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، ويشكل تهديدًا لحرية التعبير وحرية الصحافة في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ويتطلب هذا الاستهداف اتخاذ إجراءات عاجلة من المجتمع الدولي لوقفه، وضمان محاسبة مرتكبيه.

مصدر: مسقط برس + ويكيبيديا

→ السابق

اخلاق المقاومة الفلسطينية – شاهد كيف يتعاملون مع أسرى المستوطنين

التالي ←

ما هي قنابل الفسفور الابيض التي استخدمتها اسرائيل في غزة؟ هل هذا عمل قانوني؟

اترك تعليقاََ

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة