هل تتسع حرب غزة بعد جريمة اغتيال العاروري

اغتيال العاروري

يبدو ان العام 2024 لن يكون اقل وطأة من سابقة العام 2023 فهنا في بيروت عاصمة لبنان هز انفجار عنيف المدينة مع بداية العام الجديد. منزل في بناء في الضاحية الجنوبية استهدف، اصابع الاتهام تشير الى اسرائيل والهدف الرجل الثاني في حماس. حزب الله يهدد بالرد على اغتيال العاروري وواشنطن تدعو للتهدئة وتل ابيب تبدا الاحتفالات.

اغتيال العاروري وترقب الرد

انها ليلة الثاني من يناير من العام الجديد، الضاحية الجنوبية في بيروت وتحديدا منطقة الاشرفية. حالة من الهدوء كانت تسود المكان وفجأة وبعد ثوان من تحليق جسم غريب بسماء المنطقة سمع صوت انفجار كبير اتضح انه استهدف مكتبا لحركة حماس في المنطقه.

صالح العاروري

المكتب لم يكن فارغا والمؤكد انه يضم عددا من القيادات، تضاربت الانباء واتضح سريعا ان صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي للحركة قتل في الضربة ومعه عدد من مرافقيه، والضربة او حتى الغارة نفذتها اسرائيل ولكن كيف تم الاغتيال.

مسيرة اسرائيلية

التقارير الاولية بعد الانفجار اشارت لغراة جوية نفذتها طائرة مسيرة اسرائيلية استهدفت مكتب الحركة في الضاحية الجنوبية وكان هدفها اغتيال العاروري بالتحديد. لكن تقارير اعلامية وضحت كيف تمت عملية الاغتيال بالكامل، تل ابيب كانت على علم مسبق بموقع المكتب يضاف لذلك انها كانت تعلم موعد وجود العاروري فيه حتى ان لحظة تنفيذ اغتيال العاروري كان في اجتماع مع شخصيات لم يعلن عنها. فرانس بريس وضحت طريقه تنفيذ العملية وذلك نقلا عن مصدر امني وصفته بانه مطلع على التحقيقات الاولية والذي اكد ان الاغتيال تم من خلال صواريخ موجهة اطلقتها طائرة حربية وليست طائرة مسيرة كما قيل.

ويوضح ذلك من خلال دقة اصابة الهدف حيث لا يمكن للطيران المسير التصويب بتلك الدقة، بالاضافة لزنة الصواريخ والمقدرة بنحو 100 كيلوغرام لكل منها. الطائرة التي نفذت الغارة اطلقت ستة صواريخ اثنان منها لم ينفجرا واثنان للتمويه اما اخر اثنين فاخترق طابقين من المبنى واصابا الغرفة التي كان يتم فيها الاجتماع بالتحديد في اصابة مباشرة للهدف الذي وضعته تل ابيب. وبحسب المصدر فان بقايا الصواريخ تؤكد انها تستخدم في الطائرات الحربية الاسرائيلية.

الرجل الثاني لحماس

عملية اغتيال العاروري اعتبرت كبيرة وضربة قوية ضد حماس فقد استهدفت الرجل الثاني في الحركة وشخصا مطلوبا لاسرائيل منذ سنوات فمن هو؟

اسمه صالح محمد سليمان العاروري من مواليد اغسطس عام 1966 ولد في قرية عارورة في قضاء رام الله. تلقى تعليمة الابتدائي والاعدادي والثانوي في مدرسة القدس بالاراضي الفلسطينية وحصل على درجة البكالوريوس في الشريعة الاسلامية من جامعة الخليل في الخليل. انتمى للاخوان المسلمين في شبابه ثم بات عضوا في حركة حماس منذ 1987.

بدايات النضال

قاد الحركة الطلابية الاسلامية وساعد في انشاء الجناح العسكري لحركة حماس في الضفة الغربية وفقا للمجلس الاوروبي للعلاقات الخارجية. تعتبره اسرائيل احد المؤسسين الرئيسيين لكتائب القسام في الضفة الغربية المحتلة وتتهمه بالوقوف وراء اختطاف ثلاثة مستوطنين في الخليل مما ادى الى هدم منزله. بدأ بانشاء وتنظيم جهاز عسكري للحركة في الضفة الغربية بين عامي 1991 و1992 مما ساهم في الانطلاقة الفعلية لكتائب القسام في الضفة الغربية عام 1992.

اقرأ ايضاً
الأطفال والنساء القتلى في غزة يتجاوز ضحايا الحرب الروسية الأوكرانية

اعتقلته اسرائيل مرارا وتكرارا بما في ذلك لفترات طويلة بين عامي 1985 1992و كذلك 1992 و2007. في عام 2010 قامت اسرائيل بترحيله الى سوريا حيث عاش لمدة ثلاث سنوات قبل ان ينتقل الى تركيا ومنها الى لبنان.

في العام 2015 صنفت وزارة الخزانة الامريكية صالح العاروري على انه ارهابي عالمي وفقا للحكومه الامريكية. ورصدت واشنطن مكافأة تصل الى 5 ملايين دولار مقابل معلومات عن العاروري، مع ذلك ترقى في الحركة بعدها حيث انتخب نائبا لرئيس المكتب السياسي للحركة وبات فاعلا قويا في تحركات القسام في الضفة الغربية تحديدا. واعتبر العقل المدبر وراء تسليح كتائب القسام و صلة الوصل مع ايران.

في السابق كان العاروري قد ساعد في التفاوض على اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي الاسير جلعاد شاليط عام 2011 مقابل اطلاق سراح 1027 اسيرا فلسطينيا محتجزا في السجون الاسرائيلية. في اكتوبر من العام 2023 وبعد الهجوم الذي قادته حماس وأدى الى مقتل اكثر من 1200 شخص في اسرائيل ظهر العاروري وهو يجتمع مع الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله بالإضافة الى الأمين العام لحركه الجهاد الاسلامية الفلسطينية زياد النخالة وهو الامر الذي سينعكس بعد اغتياله في لبنان.

تهديد ووعيد

قبل اغتيال العاروري بمدة ظهر الأمين العام لحزب الله بخطاب مصور قال فيه ان اي عملية اغتيال من اسرائيل على الاراضي اللبنانية سيتبعها رد حاسم من الحزب ضد اسرائيل. واكد ان جنسية الشخصية لن تكون مهمة ان كانت سورية او فلسطينية او حتى ايرانية. وبعد ان نفذت اسرائيل عملية اغتيال العاروري ظهر حسن نصرالله بخطاب جديد اكد ان الحزب يراعي حتى اللحظة المصالح اللبنانية. لكن اذا شنت اسرائيل حرب على لبنان فسيكون ردهم بلا سقوف على حد وصفه.

العاروري ونصرالله

تصريح نصر الله وصف بمحاولة جر تل ابيب للحرب في لبنان او حتى التحدي لها بقدرتها على توسيع الحرب لخارج الحدود وبعيدا عن غزة. فمنذ انطلاق الحرب في اكتوبر الماضي ينفذ حزب الله عمليات قصف ضد اسرائيل على الحدود في وقت ترد اسرائيل على القصف هذا بغارات عنيفة على طول الحدود اللبنانية.

حتى اللحظة تبدو معالم توسع الحرب غير واضحة ابدا فاسرائيل ليست من مصلحتها الدخول على جبهة جديدة لكنها في ذات الوقت لا تمانع دخول امريكا على الخط معها لتحارب ضد ميليشيات ايران في مختلف الجبهات مثل حزب الله والحوثي وغيرهم. وهو الامر الذي تراهن عليه تل ابيب حاليا. حرب غزة بدات تتسع واغتيالات اسرائيل انطلقت وعام 2024 يحمل معه الكثير من المفاجات على ما يبدو.

المصدر: مسقط برس

→ السابق

صالح العاروري – تعرف على الشهيد الذي اغتيل في بيروت

التالي ←

القوات الاسرائيلية تقتحم مدينة جنين في الضفة الغربية بالاليات العسكرية

اترك تعليقاََ

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة