الحرب في النيجر باتت اقرب من اي وقت مضى. فالمهلة التي حددتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا اكواس انتهت بعد ان اعطت لقادة الانقلاب في النيجر اسبوعا لاعادة الرئيس محمد بازوم الى منصبه. ووعيد فرنسا بدعم تدخل اكواس لاحباط انقلاب النيجر ما زالت تضج به تصريحات باريس التي تهيأت ربما لتكون طرفا بالحرب.
طلب مساعدة فاغنر
لم يجد انقلابيو النيجر بدا من زيارة دولة مالي المجاورة من اجل طلب المساعدة والمعونة من مجموعة فاغنر الروسية هناك. للتعامل مع الحرب في النيجر التي باتت على الابواب. ومع سماع ضجيج طبول الحرب في افريقيا قبل ما يتوقع سماعه من دوي القذائف والصواريخ ورؤيته من اهوال الحرب. تثار التساؤلات حول مجموعة اكواس ومدى قدرتها فعلا على خوض حرب في النيجر.
خاصة وان اكواس تحظى بالدعم الكامل من فرنسا التي تحتفظ بقوة عسكرية في النيجر. بينما في المقلب الاخر هناك محاذير كبرى من الخوض في حرب قالت دول افريقية جارة للنيجر انها ستعتبرها حربا عليها مثل مالي وبوركينا فاسو. اضافة لرفض دول اخرى لاي تدخل عسكري مثل الجزائر وتشاد.
رفض اكواس لانقلاب النيجر
فمن هي مجموعة اكواس؟ وما هي سيناريوهات التدخل المحتملة.
????الامور انقلبت للاسف الحشد قريب"
رسميا اكواس تعلن استعدادها لشن هجوم عسكري على النيجر في اقرب وقت
pic.twitter.com/QngQ1x8neH— اوبزيرفر | (@B667i) August 10, 2023
قبل ان نبدأ في الغوص في تفاصيل قصة تأسيس المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا اكواس وبالفرنسية تسمى سيدياو. وتضم خمس عشرة دولة هي النيجر نيجيريا مالي بوركينا فاسو السنغال غانا ساحل العاج توجو جامبيا غينيا غينيا بيساو ليبيريا سيراليون. بنين والرأس الاخضر.
لكن في البداية ربما تفرض التداعيات على الارض. ان نبدأ الحكاية منذ ظهور انخراط المجموعة الافريقية في رفض الانقلاب وتهديد الانقلابيين بالحرب في النيجر. حيث اجتمع القادة العسكريون لدول المجموعة في العاصمة النيجيرية ابوجا لمناقشة سبل التعامل مع احدث انقلاب في منطقة الساحل الافريقي.
عناصر التدخل المحتمل
حدد المجتمعون عناصر التدخل المحتمل. بما في ذلك الموارد اللازمة وكذلك كيف ومتى سيتم نشر القوة العسكرية للتدخل. حتى ان قادة اكواس اكدوا ان المجموعة لن تبلغ الانقلابيين متى ستبدأ الحرب في النيجر واين ستضرب. خاصة بعد ان فشلت مساعي وفد المجموعة الى العاصمة ميامي بتحقيق اي تقدم بالتفاوض.
نيجيريا
وبالنظر الى القدرات العسكرية لدى اكواس فانها نظريا قادرة على التدخل العسكري بالاعتماد اولا وبشكل كبير على دعم فرنسي لم يحدد شكله. ومن ثم سيكون الاعتماد على نيجيريا لامكانياتها البشرية والعسكرية الكبيرة. حيث يتألف جيشها من مائتين وثلاثة وعشرين الف فرد. فضلا عن امتلاكه طائرات ومقاتلات حديثة. كما ان لنيجيريا حدودا بطول الف وستمائة كيلومتر مع النيجر.
السنغال
اما الدولة الاخرى اللتي اكدت عزمهما التدخل عسكريا حال اتخذ القرار بالحرب في النيجر فهي السنغال التي يبلغ تعداد جيشها سبعة عشر الف مقاتل. وهو يحتل المرتبة رقم مائة وخمسة وعشرين على مستوى العالم.
بنين وساحل العاج
اضافة الى بنين وهي من الجارات الجنوبية للنيجر. ويتكون جيشها من خمسة الاف فرد. ويحتل المرتبة المائة والاربعة والاربعين على مستوى العالم. من دون ان ننسى ساحل العاج التي يبدو انها مستعدة لارسال قوات ايضا.
اختلاف بين اكواس
لكن من جهة اخرى لا بد من ايضاح ان المجموعة لا تتفق على رأي واحد بشأن انقلاب النيجر. فقد خرجت مالي وبوركينا فاسو ببيان مشترك يعتبر ان اي تدخل عسكري ضد النيجر هو بمثابة اعلان حرب على البلدين ايضا. ورفضتا بجانب غينيا الاشتراك في تطبيق العقوبات على نيامي. ما يعني ان التدخل العسكري قد يجر على المنطقة حربا كبيرة قد تتدحرج كرة النار فيها لتشمل دولا افريقية عدة.
اما تشاد المجاورة رغم انها ليست عضوا في اكواس لكنها قوة عسكرية مهمة. فاعلنت عدم مشاركتها في اي تدخل عسكري.
سيناريوهات الحرب في النيجر
ووفقا لخبراء عسكريين. فانه في حال اتخاذ قرار الحرب في النيجر فان سيناريوهات وخيارات اكواس للتدخل العسكري ستكون كالتالي.
اولا غزو بري. بحيث تتحرك الجيوش من نيجيريا وبنين على الحدود. لكنها عملية تنطوي على مخاطر كبيرة حال تدخل مالي وبوركينا فاسو ما يعني امتدادها لوقت طويل ووقوع خسائر كبيرة مع احتمال امتداد الحرب لدول اخرى.
اما السيناريو الثاني فيكون عبر تدخل قوة خاصة تكون مهمتها تحرير الرئيس المخلوع واعادة حكومته. مع السيطرة على المراكز الرئيسية والحساسة من دون الدخول بمواجهة شاملة. لكن هذه العملية تحتاج لدعم استخباراتي من فرنسا وامريكا داخل النيجر. كما انها تنطوي على مخاطر الفشل حال كشف القوة قبل الوصول للمراكز المستهدفة. كما ان وجود مزاج شعبي لا يستهان به في النيجر يدعم الانقلاب قد يعطل هذا السيناريو.
فيما يرتكز السيناريو الثالث على دعم لانقلاب مضاد داخل الجيش. الا ان هذا الخيار ما زال غير واضح المعالم ولا يمكن التنبؤ بنجاحه. ما قد يجعل اكواس تذهب نحو حلول تفاوضية بينها. الاتفاق على جدول زمني لانتقال السلطة من اجل تهدئة الامور وايجاد حل وسط للعودة الى الحكم الديموقراطي. بما يشابه ما اعتمدته مجموعة اكواس في مالي وبوركينا فاسو. اللتين استولى الجيش على السلطة فيهما في السنوات الاخيرة.
سيناريو جامبيا
ان الحرب في النيجر بسيناريو مشابه للتدخل في جامبيا عام الفين وسبعة عشر عندما رفض الرئيس يحيى جامع التنحي بعد خسارته في الانتخابات يبدو اصعب بكثير. حيث أن النيجر من الناحية الجغرافية هي اكبر دولة في غرب افريقيا. بينما تعتبر جامبيا قطعة صغيرة من الارض محاطة بالسنغال والمحيط الاطلسي. وبالتالي فان ارسال القوة اليها سيكون احتمالا مختلفا تماما.
تأسيس اكواس
وكل هذا يضع اكواس في اصعب اختبار لها منذ تأسيسها بتاريخ الثامن والعشرين من مايو عام الف وتسعمائة وخمسة وسبعينبمدينة لاجوس في نيجيريا. حيث أنها لم تستطع بعد حسم خياراتها بشأن الحرب في النيجر. وسنورد لكم أهم المعلومات العسكرية والاقتصادية عن دول هذه المجموعة.
لا تحوي بلد عربي
ولنعرف عنها اكثر فان اكواس لا تضم اي بلد عربي. بعد ان كانت موريتانيا العضو العربي الوحيد في تلك المنظمة. ولكنها انسحبت من التكتل في ديسمبر من العام الفين.
الجغرافيا
وتغطي بلدان مجتمعة مساحة تبلغ خمسة ملايين ومائة واربعة عشر الفا ومائة واثنين وستين كيلو مترا مربعا. فيما يقدر عدد سكانها باكثر من ثلاثمائة وتسعة واربعين مليون نسمة حسب احصائيات العام الفين وخمسة عشر. بينما يقدر اجمالي الناتج المحلي لدول المنظمة بنحو سبعمائة واربعة وثلاثين فاصل ثمانية مليار دولار.
الاقتصاد
تتوزع انشطة الدول الاقتصادية في مجالات الصناعة والنقل والاتصالات والطاقة والزراعة والموارد الطبيعية والتجارة.
الأنشطة العسكرية
ورغم ان اساس قيام اكواس كان اقتصاد وسياسيا الا ان المنظمة عسكرت نشاطها ايضا. منذ وافقت على انشاء قوة امنية اقليمية للتدخل ضد الجماعات المتطرفة ومنع الانقلابات العسكرية في بلدانها. واليوم يبدو ان على اكواس ان تواجه انقلابا شديدا بين دولها. لكن هذه المرة يبدو انه انقلاب سيجر الي الحرب في النيجر التي قد تمتد الى قلب افريقيا.
المصدر: مسقط برس
