ضربة اليمن – لهذه الأسباب لن تتوسع إلى حرب

ضربة اليمن

ضربة اليمن بدأت، والحوثيون هددوا بالرد، والسعودية اوضحت لايران “لا احد يريد حربا في المنطقة”، وبريطانيا جاءت من بعيد. واسرائيل تتفرج وتشكر الجميع. ضربة بمثابة تحذير، والرد المنتظر قد يكون فتيل حرب تجعل البحر الاحمر احمر فعلا وهنا تفاصيل ما جرى وما بعده.

ضربة اليمن

اصوات غارات جوية وانفجارات عمت أرجاء البلاد في ضربة اليمن في الأمس. ليس كل اليمن بل حسب التصريحات الأمريكية أنها كانت مواقع حساسة تعود ملكيتها وادارتها للحوثيين. فيما وصفتها الجهات البريطانية بأنها ضربة دقيقة. والحوثي قال ان الرد كان قويا لكنه ليس كل الرد.

القصف الامريكي على اليمن

ومن البداية، بحدود الساعة العاشرة بتوقيت اليمن بدات الصحف الغربية باذاعة اخبار تفيد بقرب ضربة عاجلة وعلاجية لبعض المواقع التابعة للحوثيين في اليمن. بدورهم أعلن الناطقون باسم الحوثييين أنه في حال نفذ الامريكيون أي ضربة لليمن فهذا يعني ان سماء دول المنطقه و مجالها الجوي سيكون الممر، ونحتفظ بحق الرد على من يفتح سماءه ومجاله للامريكيين.

ازمة اسواق الطاقة والبترول

من المعلوم أن تهديد دول المنطقة من قبل الحوثيين يعني ازمة في اسواق الطاقة والبترول وهذا ما لا تريده امريكا التي تحاول أن تكذب انباء تفيد بأنها اضطرت صاغرة للعودة وشراء نفط الروس المعاقبين، امر نفته الولايات المتحدة لكنها لم تنفي ازمة النفط التي باتت تقترب يوما بعد يوم.

ساعات مضت بعد منتصف الليل بتوقيت اليمن وبدأت أخبار ضربة اليمن بالورود حيث أكدت وزارة الدفاع الامريكية البنتاجون شن غارات بمشاركة بريطانية استهدفت مواقع تابعة لما اسمتها ميليشيا الحوثي في عدد من المدن اليمنية. وقال مسؤول في البنتاجون ان الاهداف المدرجة على لائحة القصف الجوي هي مناطق في صنعاء ومرفا الحديدة. مضيفا ان نحو عشرة اهداف حوثية تم استهدافها، واشار الى ان الاهداف التي ضربت هي مراكز تصنيع مسيرات ومخازن اسلحة. مؤكدا مشاركة مقاتلات امريكية وبريطانية في القصف على مواقع الحوثييين.

كما اكد مسؤول امريكي اخر لوكالة رويترز ان الضربات ضد الحوثيين تتم بطائرات وسفن وغواصات وذلك للتاكيد على انه لا توجد مجالات جوية عربية سمحت بضرب الحوثيين، الذين من جهتهم اكدوا حدوث الضربة التي اسموها عدوانا ثلاثيا عليهم قالوا ان بريطانيا واسرائيل اشتركتا به رفقة الامريكيين.

تطمينات بعيد الضربة

وبالتزامن مع ضربة اليمن نشر القيادي الحوثي عبد القادر المرتضى على منصة اكس يقول: “العدوان على اليمن يشن عدة غارات على العاصمة صنعاء ومحافظة الحديدة وصعدة ودمار”. اذا هي ضربة امريكية، سرعان ما خرجت بعدها تطمينات على انها ستكون محدودة، لكن واشنطن ستحتفظ بحق الرد في حال قرر الحوثيون الرد.

تجاهل الرد الحوثي

الحوثيون قالوا انهم ردوا فعلا وبقوة لكن امريكا لم ترد. وواشنطن كذبت كل اخبار الحوثيين عن استهداف سفنهم وبوارجهم بعيد الضربة وسط تحذيرات دولية واقليمية من توسع رقعة الحرب الدائرة اصلا في الشرق الاوسط بعد العدوان الاسرائيلي على غزة والمستمر منذ السابع من اكتوبر. وتحديدا هذا العدوان ما قال الحوثيون انه السبب وراء استهدافهم للسفن في البحر الاحمر وهو ايضا ما سيدفعهم لاستهداف المزيد. وان الضربة الامريكية المحدودة لن تثنيهم عن اكمال ما بدأوة لكن هل تنتهي القصة هنا ام قد تتوسع.

اقرأ ايضاً
هل تتسع حرب غزة بعد جريمة اغتيال العاروري

الغرض هو التحذير وليس الحرب

الحقيقة أن ضربة اليمن لم يكن الهدف منها ضرب الحوثيين او شن حرب عليهم بقدر ما كان تحذيرا شديد اللهجة من واشنطن للجماعة التي تحكم اجزاء كبيرة من اليمن وتضع يدها على مضيق باب المندب. وهذا التحذير ارادته امريكا بالرصاص والنار ليكون معناه ان واشنطن لن تتوانى عن شن الحرب في حال استمر الحوثيون باستهداف السفن.

حرب البحر الأحمر

وحدة الساحات

لكن في المقابل يقول الحوثيون انهم يريدون هذه الحرب بل يسعون اليها وانهم جاهزون لها ويذكرون بحرب قامت طوال ثمان سنوات لم تضعفهم بل زادتهم قوة. كذلك خرج حلفاء الحوثيين تنفيذاً لمبدأ وحدة الساحات للتذكير انهم يقفون مع الحوثيين. فالميليشيات في العراق مباشره هددت قواعد امريكا بالقرب منها والتي في مرمى صواريخها.

واشنطن لا تريد توسيع الحرب

لكن يبدو أن واشنطن لا تريد توسيع الحرب حتى بعد الضربة المحدودة لبعض مواقع الحوثيين والتي هي ايضا لا تتعدى ذرّ الرماد بالعيون لمحاولة اثبات ان امريكا مازالت الحاكمة والمتحكمة في المضائق البحرية وحركة الملاحة.

لكن هناك في المنطقة من يخشى كل هذا ويرى به مسرحية ابطالها الجميع، وتحديدا العرب. فمصر على سبيل المثال تحملت الفاتورة الاكبر لافعال الحوثيين التي جرت في مضيق باب المندب شقيق قناة السويس. كما ان دول الخليج ملت وعود الامريكيين ومنذ مدة وهي تبحث عن بديل. في حين  ارادت شركات النقل الكبرى هي الاخرى رساله طمأنة من امريكا.

التفاهم مع طهران

دول الخليج تدرك أن عليها التفاهم مع طهران المالكة للعديد من المفاتيح في المنطقة او لكلها تقريبا، خاصه فيما يتعلق باليمن.

ما يعني ان ضربة اليمن لن تتوسع وهي فقط عبارة عن حفلة لتبادل الرسائل بين الاطراف في المنطقة واعادة تموضع كل طرف في معسكره. وستعود غزة لقلب الحسم فهي القضيه وهي لب المعركه وهي من يحدد المسار والمصير مهما جرى من محاولات للتشويش.

المصدر: مسقط برس

→ السابق

سلطنة عمان تصدر بيانا تدين فيه القصف الامريكي على اليمن

التالي ←

ملتقى تونس لدعم المقاومة يدعو الى الفتح الفوري لمعبر رفح وارسال المساعدات الى القطاع

اترك تعليقاََ

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة