أكد الجيشان المصري والإسرائيلي وقوع اشتباك بين مصر واسرائيل عند الحدود الفاصلة بينهما بمنطقة معبر رفح، في حادثة نادرة تثير تساؤلات بشأن تأثيراتها وتداعياتها.
في حين أقر الجانبان بوقوع تبادل اطلاق نار في منطقة الشريط الحدودي بينهما، أكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية استشهاد عسكري مصري جراء تبادل اطلاق النار يوم امس بين الطرفين.
وذكرت هيئة البث وصحيفة “معاريف” الإسرائيليتان أن جنديًا مصريًا قتل وجرح آخرون من الجانب المصري في اشتباك بين مصر واسرائيل عند معبر رفح.
وأكدت هيئة البث أنه لم يتم تسجيل أي إصابات بين جنود جيش الاحتلال الاسرائيلي بعد تبادل اطلاق النار بين الجيشين الاسرائيلي والمصري.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن الرقابة العسكرية قد سمحت بنشر تفاصيل حول حادثة اشتباك بين مصر واسرائيل عند معبر رفح، بعد منعها النشر عند تلقي الأخبار الأولية حول الحادثة.
https://www.facebook.com/EgyArmySpox/posts/753934733577816?ref=embed_post
متى حدث اشتباك بين مصر واسرائيل:
بحسب الجيش الإسرائيلي، وقع الحادث يوم امس – الاثنين – خلال الساعات الأخيرة، لكن المصادر الاسرائيلية لم تكشف بعد عن مدة استمرار اطلاق النار بين الجانبين.
واكدت وسائل اعلام عبرية أن الجانب المصري هو من بدأ باطلاق النار، وذلك وفق ما نقلته إذاعة جيش الاحتلال ووسائل إعلام أخرى.
وذكرت القناة الاسرائيلية 14 أن الجنود المصريين فتحوا النار على الجنود الاسرائيليين داخل معبر رفح دون حدوث إصابات.
وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الجيش المصري فتح النار على شاحنة اسرائيلية، ورد الجنود الاسرائيليون بإطلاق النار ما أدى إلى وقوع إصابات بين عناصر الجيس المصري.
وأفادت وسائل الاعلام الاسرائيلية في البداية بأن الجيش قام باطلاق النار كتحذير، ولكن في وقت لاحق أكدت وقوع “اشتباك” أو تبادل لإطلاق النار بين الطرفين مما أسفر عن استشهاد جندي مصري على الأقل.
اكدت اذاعة جيش العدو ان تبادل إطلاق النار مع القوات المصرية تم باستخدام الأسلحة ولم تشارك فيه الدبابات، وأن القوات الاسرائيلية المشاركة في الاشتباك تتبع للواء 401 مدرعات.
اعتراف بعد ساعات من الحادثة:
في البداية، تم تسريب معلومات عبر الصحف الإسرائيلية حول الحادثة، قبل أن يعلن جيش الاحتلال رسميا عن وقوع إطلاق نار بين جنود اسرائيليين وقوات مصرية عند معبر رفح البري الذي يفصل بين قطاع غزة ومصر.
ذكر الجيش الإسرائيلي اليوم أنه يحقق في التقارير التي تفيد بوقوع تبادل لإطلاق النار بين جنوده ومصريين قرب معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة.
أضاف الجيش في بيان “قبل ساعات قليلة (اليوم الاثنين) وقع حادث إطلاق نار على الحدود المصرية. وهو قيد المراجعة، وهناك مناقشات جارية مع المصريين”.
في وقت لاحق، أعلن الناطق الرسمي باسم الجيش المصري العميد غريب عبد الحافظ عن القيام بتحقيق من قبل الجهات المختصة بشأن حادث إطلاق النار في منطقة الشريط الحدودي في رفح.
وقال المتحدث العسكري المصري، في بيان له، إن “القوات المسلحة تقوم بتحقيقات من قبل الجهات المختصة بشأن حادث إطلاق النار في منطقة الشريط الحدودي برفح، الذي أدى إلى استشهاد أحد العناصر المكلفة بالتأمين”.
ضحايا الاشتباك:
أكد الجانب المصري “استشهاد أحد من القوات المكلفة بتأمين المنطقة الحدودية”، بينما لم يعلن الجيش الإسرائيلي عن سقوط أي قتيل خلال الحادثة.
وأكدت عدة وسائل إعلام إسرائيلية مقتل جندي مصري، بينما تحدثت بعضها عن سقوط قتيلين من الجانب المصري وعدد من الجرحى الآخرين.
أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بعدم وقوع إصابات بين الإسرائيليين في حادث تبادل لإطلاق النار مع القوات المصرية عند معبر رفح.
ماذا بعد هذه الحادثة؟
بشكل رسمي، أكد الجيشان المصري والاسرائيلي أنهما يقومان بالتحقيق في الحادثة التي وقعت. وأوضح المتحدث العسكري المصري أن القوات المسلحة “تجري تحقيقا بواسطة الجهات المختصة بشأن حادث إطلاق النار في منطقة الشريط الحدودي برفح، الذي أدى إلى استشهاد أحد العناصر المكلفة بالتأمين”.
على الجانب الإسرائيلي، أكدت القوات العسكرية أنها تجري تحقيقا في الحادثة وتم التواصل مع الجانب المصري بشأنها.
ذكرت قناة 12 الإسرائيلية أن جيش الاحتلال أعلن أن هيئة مستقلة ستبدأ التحقيق في حادث تبادل إطلاق النار مع الفريق المصري.
ونقلت صحيفة “ليديعوت أحرونوت” عن مسؤول إسرائيلي قوله إن الواقعة التي حدثت بين الجيشين عند معبر رفح كانت حادثة مؤسفة، وأن هناك حوارا هادئا يجري بين كبار المسؤولين في إسرائيل ومصر بشأن الحادث.
اسباب الحادثة:
تأتي هذه الحادثة في سياق توتر في العلاقات بين القاهرة وتل أبيب، منذ سيطرة إسرائيل على معبر رفح في السابع من شهر مايو.
وحذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم من مخاطر الهجوم الإسرائيلي في مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة على الحدود مع مصر.
جاء ذلك، خلال استقباله وفدًا من أعضاء الكونغرس الأميركي من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، برئاسة السيناتور جيري موران عضو لجنة الاعتمادات بمجلس الشيوخ، وبحضور اللواء عباس كامل رئيس المخابرات المصرية، وفق بيان للرئاسة المصرية.
وجاء تحذير السيسي، بعد ساعات من استشهاد 45 فلسطينياً وإصابة العشرات، أغلبهم أطفال ونساء، في قصف استهدف خيام نازحين في منطقة تل السلطان شمال غرب رفح ومناطق مجاورة، على الرغم من إدعاء الجيش الاسرائيلي أنها ضمن المناطق الآمنة التي يمكن النزوح إليها.
أكد الرئيس المصري على ضرورة تعزيز الجهود لاحتواء الوضع ووقف الحرب، لوقف المأساة الإنسانية المتواصلة التي يواجهها سكان قطاع غزة، ومنع تصاعد الصراع وانتشاره.
وأشار الى المخاطر الناجمة عن العمليات العسكرية الاسرائيلية في مدينة رفح، وتأثيراتها الانسانية والامنية.
واكد الرئيس السيسي على أهمية مشاركة المجتمع الدولي بجدية في تنفيذ حل الدولتين وفقًا لقرارات الشرعية الدولية، كوسيلة لتحقيق العدل والسلام والأمن لجميع شعوب المنطقة.
