شهد مركز عمان للمؤتمرات والمعارض اليوم حفل إطلاق مؤسسة هداية الوقفية، الهادفة إلى تأمين موارد مالية مستدامة لتمويل مشاريع تعريف بالدين الإسلامي الحنيف وتعزيز التبادل الثقافي من خلال شراكات مجتمعية ومؤسسية. تمت هذه الفعالية برعاية معالي عبد السلام بن محمد المرشدي، رئيس جهاز الاستثمار في عُمان.
تهدف المؤسسة إلى إنشاء وقف يهتم بدعم أنشطة وبرامج التعريف بالدين الإسلامي الحنيف وتنميته، وإبراز جمالياته الساطعة أمام غير المسلمين، بالإضافة إلى دعم برامج التبادل الثقافي التي تسلط الضوء على الدور الحضاري للمجتمع العُماني وتعزز التواصل العلمي بين الأمم والشعوب والمجتمعات.
وأشار عبدالرحمن بن أحمد الخليلي، رئيس مجلس إدارة مؤسسة هداية الوقفية، في خطابه إلى أن الهدف الرئيسي للمؤسسة هو دعم البرامج والأنشطة التي ترتبط بجانبين أساسيين، الأول يتعلق بتعريف الجميع بجوانب الدين الإسلامي الحنيف وإبراز جمالياته وجوهره العميق أمام غير المسلمين الذين يعيشون أو يزورون هذه الأرض الطيبة، والثاني يتمثل في دعم المسلمين الجدد من خلال مجموعة متنوعة من البرامج والأنشطة والأحداث، منها فعالية التعارف السنوية.
وأشار إلى أن الجانب الثاني للمؤسسة يتجلى في تسليط الضوء على التراث العُماني الغني وتعزيزه عالميًا من خلال تعزيز التواصل العلمي والثقافي مع المؤسسات التعليمية، والمراكز الفكرية والثقافية. فالحضارة العُمانية تتميز بسماتها الفريدة التي جعلتها جاذبة لفئة واسعة من الباحثين، الذين يسعون بلا كلل لاستكشاف عُمان وتراثها الفكري والتاريخي المميز.
وأكد على تأثير المواقف السياسية العُمانية، التي تميزت بدعم العدالة ودعم المظلومين في الماضي والحاضر، في جذب انتباه العالم واستحضاره لفهمها. وبالتالي، يتعين على كل من يبحث عن عُمان أن يجد فيها ما يسعى إليه، إذ لم تكن أبدًا منعزلة عن العالم، بل كانت دائمًا مفتوحة ومتصلة ببيئتيها الإسلامية والعربية.
وأكد أن مؤسسة هداية تسعى جاهدة لتحقيق هذا الهدف السامي من خلال بناء مصادر تمويل مستدامة بالتعاون والشراكة مع المجتمع، سواء بأفراده أو مؤسساته. وأشار إلى أن التعاون بين مؤسسات الدولة، سواء العامة أو الخاصة، ومشاركة أهل الخير في الأعمال الخيرية يمثلان رؤية استباقية وثقافة واسعة. وبفضل هذا التعاون، يُعيد الوقف دوره الحضاري ويستعيد عمقه التاريخي، خاصة عندما يكون الهدف هو هداية الناس إلى طريق الخير ومسار النجاة.
وبعد حفل رسم التوقيع، أبرمت المؤسسة 5 اتفاقيات تعاون تمثل شراكات استراتيجية بينها وبين مجموعة من الهيئات الحكومية والخاصة، بهدف تعزيز التعاون والتنسيق والتكامل لتوسيع نطاق النشاطات وزيادة التأثير.
تضمنت الاتفاقيات تعاقد مع وزارة الإسكان والتخطيط العمراني لاستغلال أراضٍ، بالإضافة إلى اتفاقية تعاون في المجال الوقفي مع مؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية، واتفاقية للتعاون في الخدمات الإدارية مع بنك نزوى، واتفاقية لوضع الاستراتيجيات لـ”مؤسسة هداية الوقفية” بالتعاون مع مؤسسة وبص للمشاريع والاستثمار، إلى جانب اتفاقية تعاون في تقديم الخدمات والاستشارات مع مكتب فيصل للاستشارات القانونية.
وتسعى مؤسسة هداية الوقفية إلى تأمين موارد مالية لدعم جهود التعريف بالإسلام ورعاية المسلمين الجدد، إلى جانب تقديم الدعم المالي لتعزيز التبادل العلمي والثقافي، وإبراز الهوية الحضارية العمانية الإسلامية، وتعزيز الثقة والتضامن في المجتمع من خلال تحقيق شراكات مستدامة.
شارك في الحفل، الذي نُظم في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، عدد من أصحاب الفخامة والسعادة والشرفاء، بالإضافة إلى مسؤولين من الجهات الحكومية والقطاع الخاص، ورجال أعمال ومهتمين بالعمل الخيري.
