في الثاني عشر من شهر مايو، يحتفل العالم بـ اليوم العالمي للتمريض، وهو مناسبة يتم الاحتفال بها للثناء على المساهمات التي تقدمها أطقم التمريض للمجتمعات في جميع أنحاء العالم.
اليوم العالمي للتمريض 2024
يأتي اليوم العالمي للتمريض كفرصة لتسليط الضوء على اهمية عمل أطقم التمريض التي تساهم في مساعدة الناس وإنقاذ حياتهم. نطلعكم في مناسبة يوم التمريض العالمي في هذا المقال على هدف وتاريخ هذه المناسبة وعادات وتقاليد بعض الدول في هذه المناسبة.
تاريخه:
بدأت فكرة هذا الاحتفال أصلاً عام 1953 من قبل دوروثي سازرلاند، والتي كانت تعمل كمسؤولة في وزارة الصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية الأمريكية. حيث اقترحت دوروثي ضرورة تخصيص يوم لتكريم مهنة التمريض في الولايات المتحدة الأمريكية. وتقدمت بالطلب للرئيس الأمريكي آنذاك، السيد دوايت د. أيزنهاور، ولكنه لم يوافق على هذا الاقتراح في ذلك الوقت.
واحتفل المجلس الدولي للتمريض بمناسبة اليوم العالمي للتمريض منذ العام 1965، حيث تم تخصيص ال12 من مايو كتاريخ رسمي للاحتفال بهذه المناسبة الهامة. كما يُعتبر هذا التاريخ ذو أهمية كبيرة، إذ يصادف يوم ميلاد فلورنس نايتينغيل، الممرضة الأشهر في العالم.
وصلت بريطانيا إلى قرار بتغيير تاريخ الاحتفال بالتمريض في عام 1998، حيث اعتبرت أن فلورنس نايتينغيل ليست الوحيدة التي تمثل التمريض الحديث. وبناءً على ذلك، تم اختيار ال8 من مايو كتاريخ جديد للاحتفال بالتمريض في بريطانيا.
أهدافه:
يهدف الاحتفال بـ اليوم الدولي للتمريض للتركيز على الجهود والمساهمات التي يقدمها فرق التمريض للمجتمع في جميع أنحاء العالم.
ومن المؤسف أن الكثير من الأشخاص يتجاهلون شكر فريق التمريض، وينظرون إليهم على أنهم مجرد روبوتات لا تعرف سوى اتباع تعليمات الأطباء. لذا، تكفي كلمة تقدير بسيطة لإسعادهم وتخفيف أعباءهم.
بالإضافة إلى ذلك، يتمتع فرق التمريض بمستويات عالية من المعرفة والعديد من المهارات المتنوعة التي يمضون سنوات في اكتسابها وتطويرها. حيث إنهم يعملون في بيئات تحتاج إلى صلابة، حيث يواجهون الإجهاد والتوتر كجزء لا يتجزأ من مهامهم اليومية. ومن الأمثلة الواضحة على ذلك هو تفشي فيروس كورونا (كوفيد-19) الذي واجهه كل العالم حاليًا.
كما يجب تفادي الالتباس بين اليوم التمريض الدولي واليوم الوطني للتمريض في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يُحتفل بالأخير في السادس من مايو كيوم عطلة لتكريم طاقم التمريض في أمريكا.
أشهر ممرضة في العالم:
وأصبحت فلورنس نايتينجيل شخصية بارزة في مجال التمريض خلال فترة الخمسينات من القرن التاسع عشر، خاصة خلال حرب القرم. كانت تخدم في مستشفى باراك في سكوتاري (المعروفة اليوم باسم منطقة أوسكودار في اسطنبول)، حيث كانت تترأس مجموعة من الممرضات اللاتي كن يعتنين بجرحى الجيش البريطاني.
ولدت فلورنس نايتينجيل في ال12 من مايو 1820 في مدينة فلورنسا بإيطاليا. كانت نايتينجيل، بجانب عملها كممرضة، كاتبة وإحصائية ومصلحة اجتماعية، وهي أيضًا من مؤسسين مهنة التمريض. واشتهرت بعملها الدؤوب في تقديم الرعاية الطبية للجنود خلال حرب القرم.
عند دخلوها المستشفى للمرة الأولى، شعرت بحالة من اليأس والإحباط بسبب الظروف السيئة. لذا، فرضت معايير صارمة للرعاية. وأشرفت على نظافة الأجنحة وتجهيزها بعناية، وضمان توفير الأغذية والمستلزمات الطبية.
نتجت خبرة فلورنس نايتنجيل في مستشفى سكوتاري عن قيادتها حملة لتحسين الرعاية الصحية والتمريض. وفي عام 1860، أسست مدرسة نايتنجيل للتمريض في مستشفى سانت توماس في لندن.
مدارس التمريض حول العالم:
وبعد نجاح مدرسة نايتينجيل، أُنشئت مؤسسات تدريبية مماثلة لتعليم التمريض في مناطق مختلفة من العالم، ومنها:
– افتتحت مدرسة التمريض في مستشفى ومستوصف سيدني (الذي يُعرف اليوم باسم مستشفى سيدني) في أستراليا عام 1868، وقادتها الممرضة لوسي أوسبورن التي تلقّت تدريبها في مدرسة سانت توماس.
– تأسست مدرسة بالفيو لتدريب فرق التمريض في نيويورك عام 1873، وهي أول مؤسسة في الولايات المتحدة الأمريكية تعتمد مبادئ فلورنس نايتنجيل.
– وفي الصين، انطلقت مدرسة التمريض في فوتشو عام 1888 تحت إشراف الممرضة الأمريكية إيلا جونسون، وكانت أول مؤسسة تعليمية تعتمد أساليب نايتنجيل في البلاد.
وساهمت هذه المؤسسات الرائدة بشكل كبير في توفير البيئة المناسبة لنمو وتطور مهنة التمريض الحديثة.
العادات والتقاليد العالمية في اليوم العالمي للتمريض:
في كل سنة، يُحتفل بـ يوم التمريض الدولي في المجلس الدولي من خلال اعداد وتوزيع مواد ترويجية وتعليمية. تهدف هذه المبادرات إلى تسليط الضوء على التفاني الذي يظهره فرق التمريض في جميع أنحاء العالم، دور لا يعتبر أساسياً فحسب من أجل تحسين صحة المرضى ولكن أيضاً لرفع مستوى الرعاية الصحية.
وتعمل هذه المبادرات على تعزيز الوعي بمسائل متعلقة بمهنة التمريض، مثل تأثير الظروف الاقتصادية والصراعات المستمرة ضد الأجور غير المناسبة والبيئات العملية.
تُدعم فعاليات اليوم العالمي للتمريض، التي ينظمها المجلس، بموضوع سنوي يناقش أحد قضايا التمريض الراهنة، كما في الحالات التالية:
- 1988: تركيز على الأمومة الآمنة
- 1990: دور التمريض في الحفاظ على البيئة
- 1998: دعم الشراكات من أجل صحة المجتمع
- 2004: العمل على محاربة الفقر
- 2011: زيادة الوصول إلى خدمات التمريض وتعزيز المساواة
- 2016: دور الممرضات كقوة للتغيير في تعزيز مرونة النظم الصحية
- 2020: تمريض العالم بوصفه صوتًا للقيادة نحو تحقيق الصحة الشاملة
كيف يمكن المشاركة في اليوم العالمي للتمريض؟
مع احتفالنا بـ اليوم الدولي للتمريض وتكريم جهود فرق التمريض الرائعة، لا تدع فرصة كهذه تفوتك لتعبر عن امتنانك لأي عضو في فريق التمريض الذي قد قدم الرعاية لك في وقت ما.
وكما هو الحال مع كل مظاهر الامتنان والتقدير، فأي مبادرة بسيطة من القلب قد يكون لها تأثير كبير على من يستحق التقدير.
يمكنك في يوم التمريض العالمي:
- زيارة المستشفى وإحضار هدية بسيطة كالشوكولاتة، أو باقة زهور، يمكن أن تُضفي البهجة على ممرضك.
- إذا كنت تعرف أحد أفراد فريق التمريض شخصيًا، يمكنك إرسال رسالة شكر وتقدير له.
- يمكنك استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الوعي حول الدور البارز الذي يلعبه فريق التمريض في حياتنا اليومية.
بمناسبة اليوم العالمي للتمريض، يجب علينا جميعاً أن نقدّر الجهود الكبيرة، والضغوط النفسية الهائلة، وساعات العمل الطويلة والمتعبة التي تشكل جزءًا لا يتجزأ من حياة كل ممرض وكل ممرضة في العالم.
مصدر: مسقط برس
