مخيم جباليا – عش الدبابير الذي يرعب إسرائيل

مخيم جباليا

حدثوك عن جيش لا يقهر فكان وهما، حدثوك عن جدار لا يكسر فكان وهما، وحدثوك عن مخيم جباليا فكان رعبا لاسرائيل. مساحه لم تصل اكثر من كيلومتر ونصف مربع وبتعداد سكاني هو الاضخم في العالم. وبكثير من الايمان والقوه والصمود بقي المخيم شوكة في وجه تل ابيب. مشعلٌ للانتفاضات ومخرج للمقاومين والفصائل، وانتقام يتكرر في كل حرب.

مخيم جباليا عش الدبابير

نشرت حسابات اسرائيلية صوراً وقالت انها لمجموعه من الاسرى من الفصائل الفلسطينيه تم اعتقالهم في مخيم جباليا في شمال غزة لكن الحقيقة ان تلك الصور ليست لاسرى من الفصائل وانما هم مدنيون احتجزهم الجيش الاسرائيلي. والاهم انها ليست في جباليا بل في بيت لاهية كما تقول مصادر فلسطينية لكن اسرائيل تقصدت القول انها في جباليا بهدف هز الفصائل امام الراي العام واظهار الجيش منتصرا في غزة وتحديدا في جباليا وهو المخيم الذي لطالما فشلت اسرائيل في اجتياحه وشكل لها عقدة عسكرية وامنية منذ سنوات.

فحتى بعد هجوم السابع من اكتوبر تقصدت اسرائيل توجيه اعنف الضربات ضد المخيم وذلك عندما استهدفت السوق الرئيسيه فيه بعد ثلاثه ايام من الهجوم بتسع قنابل عملاقه خلفت دمارا كبيرا في السوق واوقعت 400 مدني ما بين قتيل وجريح.

قصة المخيم

المخيم الذي لا تزال اسرائيل تحارب فيه و تحاول السيطره عليه قصته تعود بنا لاكثر من 70 عاماً تحديداً عندما وقعت النكبه في فلسطين وهجرت العصابة الصهيونية السكان الاصليين من مدنهم وقراهم من اجل اعلان قيام دوله اسرائيل على اراضيهم. وعلى وقع التهجير اتجه بعض الفلسطينيين من من مدن سمسم واسدود واللد ويافا والمجدل نحو مدينه جباليا التاريخيه لينشؤوا هناك مخيما بسيطا.

بني مخيم جباليا في الشمال الشرقي من مدينه غزه تحديدا على جبل يرتفع 45 قدما عن سطح البحر وبمساحه لا تتجاوز ال 1.4 م مربع يحد المخيم من الغرب والجنوب قريه جباليا والنزله ومن الشمال بيت لاهية وبيت حانون ومن الشرق بساتين الحمضيات وشارع صلاح الدين. ويعتبر المخيم النقطه الاقرب لمعبر ايريز مع الاراضي المحتلة.

تطور المخيم

في البدايه اقتصرت سبل الحياه داخل المخيم على العيش داخل الخيام التي توزعها جمعيه الكويكرز الدينيه المسيحيه والتي مارست نشاطا كبيرا في اغاثه سكان غزة وتشير الارقام الى وصول اكثر من 5000 عائله للمخيم بحلول العام 1954 وبعض الخيام كانت تضم اكثر من عائلة ويفصل بين كل واحد منهم ستار.

وفي الحقيقه لم تكون تلك الخيام قادره على مقاومه التغيرات الجويه ما زاد من معاناه اللاجئين فيها على مدار سنوات. حتى قدمت الاونروا غرفا اسمنتيه صغيره للعوائل وتباعا اصبح اللاجئون يحسنون من المباني والغرف باشكال مختلفة. ثم ادخلت الاونورا للمخيم قطاعات التعليم والصحه وغيرها وفي ذات الوقت ارتفع معدل السكان فيه ليصل وفق اخر الاحصائيات الى 160 الف نسمة.

رعب إسرائيل

مع احتلال اسرائيل لقطاع غزة عام 1967 مثل مخيم جبالية معضلة امنية لتل ابيب حيث كان من اكثر المناطق كثافه بالسكان وفي ذات الوقت لطالما شهد هجمات ضد القوات الاسرائيليه على الرغم من عدم وجود اي فصيل عسكري منسق في داخله. ومع مرور السنوات نجح التيار الاسلامي بالانتشار في المخيم وذلك حتى قبل ان تتاسس حركه حماس.

اقرأ ايضاً
الجنائية الدولية تدين اسرائيل - عرقلة إمدادات الإغاثة تمثل جريمة

 

العام 1987 كان نقطه مفصليه في تاريخ المخيم حيث كان مخيم جباليا الشراره في انطلاق الانتفاضه الاولى وذلك بعدما اقدم سائق شاحنة اسرائيلية على دهس اربعة عمال فلسطينيين ما ادى لموجة غضب عارمة داخل المخيم سرعان ما انتقلت لبقيه المدن حاولت اسرائيل حينها احتواء الوضع بالمخيم لكنها واجهت كمائن نصبها سكان المخيم لم تشاهدها من قبل. ويمكن القول ان تلك المواجهات كانت النواة الاولى لظهور حماس فيما بعد.

مسرح الإشتباكات

وبعد فشل محادثه السلام عقب اتفاق اوسلو عاد المخيم ليكون مسرحا للاشتباكات المتواصلة بين القوات الاسرائيليه والفلسطينيين وفعليا يمكن القول ان المخيم كان يحكم في الصباح من قبل اسرائيل وفي الليل من قبل الفلسطينيين حيث اتخذت اسرائيل استراتيجيات مختلفه مع المخيم فبات مشهد تحليق الطائرات الاسرائيليه معتادا فيه وحتى الاقتحامات الاسرائيليه لتنفيذ اعتقالات بين الحين والاخر.

Scene of clashes

وقد نفذت اسرائيل عده مجازر في المخيم حتى بعد خروجها منه حيث شنت في العامين 2005 و 2008 عمليات عسكريه خاصه ضد المخيم وفي المرتين فشلت في ان تجتاحه بالكامل بسبب تعقيد المباني فيه وقوه الفصائل في التحرك داخله حتى اطلق للمخيم مصطلح خاص فيه في الاوساط الاسرائيليه سميت بمعضلة جباليا بسبب عدم القدرة على السيطره عليه.

محاولات تهجير

في عام 1970 عملت اسرائيل على ترحيل قرابه 975 عائله من سكان مخيم جباليا الى المناطق الحدوديه له وفي عام 1971 هدمت وازالت السلطات الاسرائيليه قرابه 3600 مسكن لاهالي المنطقه تحت ذريعه توسيع الطرقات لتسمح لسياراتها بالمرور بغرض مطاردة المقاومة في ذلك الوقت واطلق على المخيم لقب مخيم الصمود كونه بقي هدفا ثابتا للاعتداءات الاسرائيلية المتكررة منذ عام 1967.

مجازر

وسبق ان ارتكب جيش اسرائيل مجرتين في المخيم يوم السادس والعاشر من مارس 2003 عندما اجتاح المخيم قبل الخروج من قطاع غزه عام 2004 ويضاف لها ثلاثه حروب كان اخرها عام 2014 والعديد من جولات التصعيد الاسرائيليه اليوميه التي كان للمخيم نصيب منها.

وكونه المخيم الاقرب للمناطق التي تسيطر عليها اسرائيل بقي المخيم مركزا للاستهداف المتكرره والقصف بشكل شبه يومي ولطالما تذرعت اسرائيل بتنفيذ تلك العمليات بحجه اغتيال قيادات من حماس لكن على ارض الواقع كان سكان المخيم هم من يقعون ضحايا لذلك القصف دائما.

واليوم يمكن القول ان اسرائيل تعمل على تدمير مخيم جباليا بالكامل في محاوله منها للسيطرة عليه وجعله كومة من الدمار. ولتمنع اي نشاط جديد فيه الان او بعد نهايه الحرب. وتحل بذلك المعضلة التي لاحقتها لسنوات وبقيت عالقه دون حل.

المصدر: مسقط برس

→ السابق

برغم الخسائر الكبيرة – فلسطين كسبت المعركة وإليك الدليل

التالي ←

مقتل 10 جنود صهاينة في كمين بحي الشجاعية شمال قطاع غزة

اترك تعليقاََ

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة