زلزال المغرب يسفر عن مقتل ما يقرب من 300 شخص ويلحق اضرار بالمباني في مدينة مراكش التاريخية، ضرب المغرب ليلة الجمعة زلزالا قويا بقوة 7 درجات. وقالت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS) إنه أقوى زلزال يضرب هذا الجزء من الدولة الواقعة في شمال إفريقيا منذ أكثر من قرن.
وقالت الهيئة إن زلزال المغرب وقع في سلسلة جبال الاطلس الكبير في المغرب بعد وقت قصير من الساعة 11 مساء بالتوقيت المحلي على عمق ضحل نسبيا يبلغ 18.5 كيلومترا (11.4 ميلا)، ويقع مركز الزلزال على بعد حوالي 72 كيلومترا (44.7 ميلا) جنوب غرب مراكش، وهي مدينة يسكنها حوالي 840.000 نسمة كما تعد مقصد سياحي شهير.
وقالت وزارة الداخلية المغربية يوم السبت إن 296 شخصا على الاقل قتلوا واصيب 153 آخرون.
وقالت السلطات إن معظم الوفيات حدثت في مناطق جبلية قريبة من مركز الزلزال يصعب الوصول إليها، كما واجهت فرق الإنقاذ صعوبة في الوصول إلى المناطق الاكثر تضررا بعد تضرر الطرق ايضا، حسبما ذكرت قناة الأولى الرسمية.
ونبهت القوات المسلحة الملكية المغربية السكان إلى ضرورة الانتباه الشديد لمتابعة الهزات الأرضية.
وكتب الجيش على منصة اكس “تويتر” سابقا: “نذكركم بضرورة توخي الحذر واتخاذ اجراءات السلامة بسبب خطر الهزات الارتدادية”.
واكدت هيئة المسح الجيولوجي الامريكية ان زلزال المغرب ليلة الجمعة كان قويا بشكل غير عادي بالنسبة لهذه المطقة من المغرب.
“إن الزلازل بهذا الحجم في هذه المنطقة غير شائع، ولكنه ليس غير متوقع ايضا. واضافت الهيئة: “منذ عام 1900، لم تكن هناك زلازل من مستوى M6 (بقوة 6.8 ريختر) وأكبر في نطاق 500 كيلومتر من هذا الزلزال، ولم تحدث سوى 9 زلازل من مستوى M5”.
وتوقعت الهيئة أنه “من المحتمل وقوع أضرار جسيمة ومن المحتمل أن تكون الكارثة واسعة النطاق”، مشيرة إلى أن العديد من الأشخاص في المنطقة يقيمون في مبان معرضة بشدة للاهتزازات الارتدادية”.
واظهرت قناة تلفزيون الاولى يوم السبت عدة مبان انهارت بالقرب من مركز الزلزال وذكرت أن آلاف الأشخاص فروا من منازلهم بعد أن حذر المعهد الوطني للجيوفيزياء في البلاد من هزات ارتدادية.
وقال احد السكان المحليين ويدعى منتصر عطري لرويترز ان معظم المنازل في قرية أسنى الجبلية القريبة من مركز الزلزال تضررت بشكل كبير.
واضاف: “جيراننا تحت الانقاض ويعمل الاهالي جاهدين على انقاذهم بكافة الوسائل المتاحة في القرية”.
كما شعر السكان بالهزات في الغرب قرب تارودانت، حيث قال أحد السكان إنه فر من منزله ووقعت هزات ارتدادية في أعقاب الزلزال الأول، بحسب رويترز.
“اهتزت الأرض لمدة 20 ثانية تقريبا. وقال المدرس حميد أفكار: “فتحت الابواب واغلقت من تلقاء نفسها عندما نزلت من الطابق الثاني بسرعة”.
زلزال المغرب يلحق اضرار بمراكش التاريخية:
وفي مدينة مراكش القديمة، وهي احدى مواقع التراث العالمي لليونسكو، أصيب بعض السكان بجروح نتيجة تضرر المباني وانهارت أسوار المدينة جزئيا.
وقال براون، الذي كان على سطح الفندق الذي يقيم فيه عندما بدأت الأرض تهتز، إن الأمر استغرق بضع ثوان حتى ادرك الجميع ما يحدث.
وفي البداية، ظل الناس هادئين أثناء خروجهم من الأزقة الضيقة للعثور على مكان آمن في الهواء الطلق، وكان العديد منهم يرتدون ملابس النوم.
واضاف: “بدأ الأمر وبعد بضع دقائق، بدأ الصراخ… وعندما أصبح حجم الإصابات واضحا، كان هذا هو الوقت الحقيقي الذي بدأ فيه الذعر”.
“لقد رأيت العديد من الأشخاص يخرجون من منازلهم على نقالات أو ملفوفين بالسجاد… بعضهم مصاب بما يبدو أنه إصابات خطيرة في الرأس مع الكثير من الدماء”.
وقال براون إن سيارة إسعاف واحدة على الأقل اضطرت إلى إبعاد امرأة مصابة لأنها كانت مكتظة بالفعل بالجرحى.
وأضاف أن بعض أجزاء من الأسوار الحمراء التاريخية التي تحيط بوسط مدينة مراكش القديمة، والتي تم وضعها لأول مرة في أوائل القرن الثاني عشر، انهارت أيضا.
وتظهر مقاطع الفيديو والصور مساحات مفتوحة في المدينة، بما في ذلك الساحات والدوارات المرورية، مليئة بالناس، حيث يقوم البعض بإعداد أسرة مؤقتة للمبيت.
واكد عيد عزيز حسن، أحد السكان المحليين، إن بعض المنازل في المدينة انهارت، وكان الناس ينقلون الانقاض بايديهم بينما كانوا ينتظرون المعدات الثقيلة.
وقال إبراهيم هيمي، وهو مواطن آخر في مراكش، انه رأى سيارات إسعاف تخرج من البلدة القديمة وإن العديد من واجهات المباني تضررت. وأضاف أن الناس كانوا خائفين وبقيوا في الخارج تحسبا لوقوع زلزال آخر.
“سقطت الثريا من السقف وهربت. واضافت هدى الحفصي (43 عاما) وهي من سكان مراكش “ما زلت في الطريق مع أطفالي ونحن خائفون”.
مدينة وامبراطورية سابقة لها تاريخ يعود إلى ما يقارب من 1000 عام، مراكش مليئة بقصور العصور الوسطى والمساجد والحدائق والأسواق المزدحمة. أحيائها التاريخية محاطة بجدران ترابية حمراء ومليئة بالمباني المشيدة بالحجر الرملي الأحمر، وهو ما أعطى المدينة لقب “المدينة الحمراء”.
بالإضافة إلى ثقافتها وتاريخها الغني، تعد مراكش ايضا اكبر رابع مدينة في المغرب ومركزا اقتصاديا رئيسيا.
كما ان سكان العاصمة الرباط، وعلى بعد نحو 350 كيلومترا شمال جبال الأطلس الكبير، شعروا بالهزة أيضا.
مصدر: مسقط برس