فرضيات تحطم طائرة بريغوجين – من الذي اغتال زعيم فاجنر

تحطم طائرة بريغوجين

في الثواني الاخيرة لرحلة الموت لمؤسس فاجنر يافجيني بريغوجين الذي تجرأ قبل شهرين تماما على فلاديمير بوتين وحاول الانقلاب عليه. ما هو سبب تحطم طائرة بريغوجين؟ من قتله؟ اسئلة كثيرة تطرح والاجابات جلها افتراضي وتقديري. ورغم ان لا اجابة ستكون قاطعة الا بما يخبرنا به الصندوق الاسود لكن حتى هذا الامر يحتمل كثيرا من الاخذ والرد. فمن سيضع يده على الصندوق الاسود ربما هو ذاته من اسقط بريغوجن من السماء.

سيناريوهات تحطم طائرة بريغوجين

الامور طبعا لا تقف هنا. فللمنطق احكامه وللتحليل ايضا برهانه. فمن رأى تحطم طائرة بريغوجين بعين الخبير، لديه الكثير ليقوله بالاعتماد على ما سجلته الرادارات وارتفاع الطائرة وطريقة السقوط والارتطام. ما يفند فرضية سقوط الطائرة وبأي يد قد تكون اسقطت.

ان سيناريوهات السقوط ثلاثة لا رابع لها. اما خلل فني او بصاروخ او تفجير من الداخل بعبوة ناسفة. ولكل واحد من هذه السيناريوهات ملامح تدل عليه. وفي وقت لاحق من هذا التقرير سنخبركم بالتفصيل ماذا من المفترض ان يحدث بكل سيناريو. خاصة في ظل تقارير تحدثت عن هبوط طائرة قائد فاجنر بدمشق للتزود بالوقود قادمة من افريقيا قبل ان تكمل تحليقها نحو روسيا. واي سيناريو من الثلاثة هو الاقرب لان يكون قد حدث وفقا للخبراء.

وقبل كل هذا لابد من تتبع اخر ثلاثين ثانية من رحلة طائرة بريغوجين التي تحطمت شمال العاصمة الروسية موسكو بعد ان هبطت بشكل حاد. ووفقا لبيانات تتبع الرحلات الجوية فان الطائرة الخاصة التي اقلت قائد فاغنر لم تظهر اي اشارة على وجود مشكلة حتى هبوطها العمودي الحاد في اخر ثلاثين من رحلتها.

هبطت الطائرة اكثر من ثمانية الاف قدم من مسارها الذي كانت عليه بارتفاع ثمانية وعشرين الف قدم. ثم انقطع الاتصال بين الطيار والطائرة واختفت عن الرادار بطرفة عين. ويبدو ان بيانات تتبع الرحلات الجوية يتوافق تماما مع ما اظهره مقطع مصور للطائرة وهي تنخفض بسرعة. ومقدمتها باتجاه مستقيم تقريبا نحو الارض وعمود دخان خلفها.

خلل فني

وبالعودة الى السيناريوهات المفترضة لتحطم طائرة بريغوجين نبدأ من الخلل الفني الذي قد يكون ناتجا عن اي سبب الكتروني او كهربائي او ميكانيكي، بحيث تبدأ الطائرة بفقدان السيطرة ثم السقوط. وفي حال كان الخلل كهربائياً يمكن رؤية الدخان اولا قبل السقوط.

تحطم الطائرة

ووفقا لسيناريو الخلل الفني. لا يمكن فقدان الطائرة عن شاشة الرادار فورا. وهذا لم يكن حال طائرة بريغوجين لانها اختفت بطرفة عين. كما ان الخلل الفني لا يقطع الاتصال مع قائد الطائرة. وبحسب بيانات المواقع المتخصصة فان الاتصال قطع. كما ان العثور على ذيل الطائرة بعيدا عن بقية الحطام بثلاث كيلو مترات يضعف من احتمال الخلل الفني.

الاسقاط بصاروخ

ومن هنا يمكننا الانتقال للفرضية الثانية وهي عملية الاسقاط بصاروخ. وفي هذه الحالة ستتمكن الشركة الخاصة المالكة للطائرة من التقاط صورة للصاروخ وبثه مباشرة لحفظه في بيانات الشركة. وهذا بحاجة الى وقت قبل الافراج عن مثل هذه المعلومات من اي جهة.

ومن جهة اخرى فان تحطم طائرة بريغوجين بصاروخ كان سيؤدي الى تحطم الطائرة فجأة في السماء بحيث لا تسقط ككتلة واحدة. بينما ينزل ما تبقى من هيكلها فجأة بشكل عمودي. وهناك حالتان للاستهداف بصاروخ.

  • اما اسقاط جسم الطائرة: وفي هذه الحالة تتناثر الطائرة قطعا في السماء.
  • واما اصابة جناح الطائرة والطائرة: ما يؤدي لسقوطها بشكل عمودي وحاد.

ورغم ان شهود عيان قالوا انهم رأوا الطائرة تسقط وقد فقدت جناحها. لكن خبراء اكدوا ان تحليق الطائرة على ارتفاع ثمانية وعشرين الف قدم يقودون الى نوعية الصاروخ الذي يجب استخدامه. اذ ان الصواريخ قصيرة المدى لا يمكن ان تصيب على هذا الارتفاع. ما يعني ان فرضية الصاروخ تستدعي ان يكون متوسطا او بعيد المدى. وبالتالي فالحديث يدور حول صواريخ سام الكبيرة التي ستؤدي لتفجير الطائرة. ولن يقتصر الامر على اصابة الجناح.

اقرأ ايضاً
افضل حاملات طائرات الولايات المتحدة.. تعرف عليها

زرع حشوة متفجرة

اما الفرضية الثالثة وهي الاكثر اثارة للاهتمام. فتتحدث عن ان تحطم طائرة بريغوجين كان مدروسا ومدبرا عبر زرع حشوة متفجرة. ومع الانباء المتواترة عن مرور الطائرة بدمشق فان زراعتها هناك يبدو ممكنا. وهنا لابد من الايضاح ان طريقة سقوط الطائرة تعتمد على كمية الحشوة المتفجرة او العبوة الناسفة او القنبلة ومكان وجودها وقدرتها التفجيرية.

وبالتالي فان التدمير يتراوح بين تحطيم كل الطائرة او احداث فتحة بجسم الطائرة تتناسب مع قوة التفجير. ومن بعدها يتعطل كل شيء فيها وتنقطع الاتصالات وتختفي عن الرادار. وتفقد الاتزان لتبدأ السقوط العمودي. ولكن بطريقة اسرع بكثير من الخلل الفني.

الفرضية الاقرب للمنطق

ووفقا للخبراء. فان الصورة الاولية والفيديوهات التي نشرت لتحطم طائرة بريغوجين تؤكد بداية ان السقوط كان مدبرا وان الخلل الفني مستبعد. كما ان التفجير الداخلي هو الفرضية الاقرب لمنطق الامور. خاصة وان سقوط الطائرة يشي بان محترفين على مستوى رفيع من زرعوا الحشوة. لان موقع الحشوة ووزنها ووضعيتها وتوجيهها يحتاج لحسابات دقيقة يعرفها المختصون. بحيث لا تؤدي لتناثر الطائرة لحطام. بل يكتفي بصنع فجوة قاتلة يفضل ان يكون قرب الذيل او الجناح. ما يؤدي الى اختلال توازن وبدء السقوط.

الكرملين

من الذي أسقط الطائرة

وبعد ان انتهينا من تفنيد فرضيات سقوط طائرة قائد فاغنر. لابد من التعريج للحديث عن من قد يكون متورطا بقتل يافجيني بريغوجين. وهنا ربما تثور اصوات كثيرة لتقول ان الامر واضح. ها هي اصابع بوتين وبصماته. ولا يغفل عنها الا فاقد البصيرة. حتى ان امريكا وفرنسا وبريطانيا خرجت على الفور لتلمح لتورط بوتين.

ربما يكون هذا قول حق. لكن هناك اقوال حق اخرى تطفو على السطح. ونبدأ من احاديث ما زالت تشكك اصلا بمقتل قائد فاغنر على اعتبار ان لا تأكيد رسمي حتى اللحظة عن العثور على جثته. مع الاكتفاء فقط بالاعلان عن العثور على هاتفه.

دلائل تورط الكرملين

وفي حال الذهاب مع الاحتمال الاكبر بانه قتل فعلا. فان المشتبه الاول به بطبيعة الحال هو بوتين. الذي لا يغفر لخائن ولا ينام على ضيم لان سيد تصفية الحسابات. ولديه باع في تدبير عمليات الاغتيال لكل من يعارضه. خاصة وان مؤشرات عدة ظهرت قبل سقوط الطائرة وربما في يوم سقوطها.

 

مؤخرا قال رئيس المخابرات العسكرية الاوكرانية كيريلو بودينوف ان جهاز الامن الفيدرالي الروسي مكلف بمهمة اغتيال بريغوجين. ورغم ان الموضوع ليس سهلا الا انها مسألة وقت. كما ان تحطم الطائرة جاء بنفس اليوم الذي اعلنت فيه موسكو ان حليف بريغوجين الجنرال سوروفيكان قائد القوات الجوية الروسية اعفي من مهامه. ما يؤكد تسليم الاجواء وقواته لشخص يثق به بوتين ليمسك الامر جيدا.

سوروفيكان

لكن هناك تقديرات اخرى بانه ليس من المستبعد ان تكون اوكرانيا وراء عملية تحطم طائرة بريغوجين بضربة جوية اسقطت الطائرة من على علو ثمانية وعشرين الف قدم. وطبعا تبقى نظرية ضعيفة جراء ما تم سرده سابقا حول ما سيفعله الصاروخ بالطائرة. وبصرف النظر عن المسؤول عن الحادث او ايا كان. تبقى حقيقة ان موت بريغوجين سيخلص بوتين من الشخص الذي شكل اخطر تحد لسلطة الزعيم الروسي منذ وصوله الى السلطة في الف وتسعمائة وتسعة وتسعين. كما سيلقن درسا لمن سيفكر يوما بخيانة سيد الكرملين.

المصدر: مسقط برس

→ السابق

سلطنة عمان ومجموعة العشرين – دور استثنائي في التجارة والاستثمار

التالي ←

زوجة بريغوجين – هل تخرج سيدة أعمال فاجنر إلى الأضواء

اترك تعليقاََ

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة