تعتبر ولاية الدقم واحدة من أبرز المدن الساحلية في سلطنة عمان، والتي تتمتع بموقع استراتيجي مهم على ساحل بحر العرب المفتوح على المحيط الهندي، يعكس تاريخ هذه المدينة الذي يتجاوز عصورا عديدة، تحولها من مركز صيد صغير إلى موقع حيوي للتجارة والاستثمار والذي يضم المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم يعد الأكبر من نوعه في الشرق الاوسط وشمال افريقيا.
مميزات ولاية الدقم:
تتميز ولاية الدقم في جمال شواطئها البديعة وتنوع مناخها المعتدل على مدار العام. إنها وجهة سياحية فريدة من نوعها خاصة في فصل الصيف حيث تتراوح درجات الحرارة حوالي ٢٥ درجة مئوية.
ويتمتع شاطئ “الشوعير” بشهرة كبيرة كواحد من أجمل الشواطئ في الولاية، بينما يعد شاطئ رأس مدركة، الواقع على بعد تقريبا ٨٠ كيلومترا من وسط الولاية، واحدا من الوجهات السياحية المفضلة للمخيمين الذين يتمتعون بسحر وهدوء هذا المكان الساحر على شواطئ بحر العرب.
اضافة الى كونها منطقة سياحية مميزة، فهي تعد موقع حيوي للتجارة والاستثمار الاكبر في الشرق الاوسط.
منطقة الصناعات السمكية في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم:
تعتبر منطقة الصناعات السمكية والغذائية إحدى المناطق الاستثمارية الواعدة في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم. تقع هذه المنطقة بالقرب من ميناء الصيد البحري “متعدد الأغراض”، حيث تهدف إلى رفع قيمة الثروة السمكية التي تُنزل بالميناء.
تتضمن المنطقة حاليا عددا من المصانع المتخصصة في تعليب الأسماك، وإنتاج زيت السمك وأنشطة أخرى ذات صلة. تم تصميم هذه المنطقة لاستيعاب حوالي 60 منشأة متخصصة في قطاع الصناعات السمكية والغذائية.
أشار زكريا بن سليمان الحسني، المدير التنفيذي لشركة المنتجات البحرية العالمية، إلى تميز سلطنة عمان بمواردها السمكية الوفيرة، ولا سيما محافظة الوسطى بجودتها العالية في هذا القطاع. هذا الواقع شجع الشركة على إنشاء مصنع في منطقة الصناعات السمكية والغذائية في الدقم، بهدف تعزيز تواجدها وتسويق منتجاتها في الأسواق المحلية والإقليمية والدولية.
وصرح زكريا بن سليمان الحسني، لوكالة الأنباء العمانية بأن الشركة قد استثمرت مبلغ 24 مليون ريال عُماني في بناء المصنع الجديد الذي سيبدأ إنتاج 100 مليون علبة من التونة والسردين ابتداء من الربع الأول من العام 2024م. وأوضح بأن المصنع يتمتع بأحدث التقنيات لإنتاج منتجات مثل التونة، مسحوق السمك، وزيت السمك. وقد وقعت الشركة عدة اتفاقيات تعاون لتلبية الطلب المحلي وتصدير منتجاتها إلى خارج سلطنة عمان.
وأوضح أن القرار بإنشاء المصنع في منطقة الصناعات السمكية والغذائية بالدقم جاء نتيجة للحوافز والدعم المقدم من المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم. وأشار إلى توافر البنية التحتية والخدمات، بالإضافة إلى الموقع المتميز بالقرب من الميناء البحري متعدد الاستخدامات، الأمر الذي يسهل عملية تدفق الأسماك بسلاسة إلى المصنع.
افتتاح مصفاة الدقم:
أكد معالي قيس بن محمد اليوسف، وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، أن افتتاح مصفاة الدقم برعاية حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، وشقيقه صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، يعكس الاهتمام بتعزيز الاستثمار في سلطنة عمان وجذب المستثمرين، وذلك لتحقيق أهداف رؤية “عمان 2040” التي تسعى إلى تعزيز سياسات التنويع الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل.
وأشار معاليه في بيان صحفي إلى أن رعاية القادة لهذا الحدث الكبير ستدعم الجهود المبذولة لتعزيز الاستثمار في سلطنة عمان بشكل عام، وفي المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم بشكل خاص. وبين أن افتتاح مصفاة الدقم سيفتح آفاقًا جديدة للاستثمار في قطاعات أخرى متعلقة بمنتجات المصفاة، وسيمهد الطريق للاستثمار في صناعات البتروكيماويات لتعظيم استفادة البلاد من ثرواتها الطبيعية.
وأوضح معاليه أن مصفاة الدقم تعد محورا حيويا للقطاع الصناعي في سلطنة عُمان، نظراً لكونها تقوم على الصناعات الثقيلة ذات القيمة الاستثمارية العالية والقدرة الإنتاجية الكبيرة. هذا بالإضافة إلى دورها الفعال في تعزيز نمو الصناعات التحويلية ذات القيمة المضافة العالية وتطويرها. وأكد أن تأثير مصفاة الدقم امتد إلى الأسواق المحلية من خلال الاتفاقيات وعمليات الشراء والخدمات التي تجاوزت قيمتها 2.4 مليار دولار، مما حقق فوائد هائلة للشركات الوطنية في قطاعي الإنشاءات والتوريدات.
معالي قيس اليوسف أوضح بأن مصفاة الدقم تعتبر نتاجا ناجحا للتعاون الاقتصادي مع دولة الكويت الشقيقة، وهو مشروع يشكل نموذجا يعزز تأسيس شراكات جديدة للاستثمار في مختلف قطاعات الاقتصاد.
