اساطير اسرائيل المهدومة – ادعاءات تكسرت ورعب من المزيد

the destroyed Israeli myths

اسرائيل واللعب بالتاريخ، اساطير تتكسر ومشاريع تهدم استراتيجيات تفشل ورعب يزداد من انكشاف المزيد. هنا تل ابيب، حيث تدار منها الحرب على غزه اليوم وتدار منها كل قرارات الدولة العبرية الحاضرة والقادمة والبعيدة جدا، لكن لتل ابيب ودولتها اساطير تكسرت وفضائح عرفها التاريخ وبقيت وصمه عار في جبينها. خطوط دفاع وأحقيه بارض، وحديث لا يتوقف عن شعب مظلوم. هنا اسرائيل حيث تصنع الحقيقة كما يريد صناع القرار فيها وهذا تقرير جديد سيكشف لك اساطير اسرائيل المهدومة.

الهولوكوست – اساطير اسرائيل المهدومة

ان ما ندعوه التاريخ هو شيء مكتوب من قبل المنتصرين في الحرب سادة الامبراطوريات والجنرالات المدمرين للارض لصوص الثروة العالمية مستعملين لذلك عباقرة من المخترعين الكبار في العلوم والتقنيات من اجل بسط هيمنتهم الاقتصادية والعسكرية على العالم. بهذه الكلمات وصف الفيلسوف الفرنسي روجي جاردي كيف يكتب التاريخ وذلك في كتاب له حمل عنوان الاساطير المؤسسة للسياسة الاسرائيلية.

الكتاب ينكر الهولوكوست ويروي انها مجرد أحد اساطير اسرائيل المهدومة حيث يتبناها الشق الصهيوني في اسرائيل وذلك بهدف تبرير احتلالهم لفلسطين مدعوما باللوبي اليهودي في فرنسا والولايات المتحدة ودول اخرى. روجيه والذي يمكن القول انه اول من تحدث عن اساطير اسرائيل الوهمية فتح الباب للتدقيق اكثر فيما تروج له تل ابيب وما هي نتائجه على ارض الواقع فتعال لنغوص برحلة سريعة في تاريخ الدولة العبرية لنروي لك بعض الاساطير المنهارة.

جيش من ورق

منذ قيامها عام 1948 ركزت تل ابيب على الترويج لجيشها تحت عنوان اسطوري قال انه الجيش الذي لا يقهر. تقدم اسرائيل وسيطرتها على الاراضي الفلسطينية وحتى فشل الدول العربية باستعادة تلك الاراضي جعلها تسوق اكثر لتلك الاسطورة وتعزز من روايتها خصوصا بعد حرب العام 1967 التي حققت اسرائيل فيها تقدما كبيرا على حساب الدول العربية.

سيطرت اسرائيل على فلسطين بالكامل ومعها هضبه الجولان السورية بالكامل بالاضافة لنهر الاردن وسيناء المصرية وصولا لقناة السويس. ستة اعوام بقيت اسرائيل عند تلك الحدود عززت خلالها صورة جيشها وقوته العسكرية الجبارة كما وصفت.

خط بارليف الدفاعي

المشهد الابرز كان يتم على الضفة الشرقية لقناة السويس المصرية فعندها دشنت اسرائيل خطا دفاعيا منيعا قالت انه سيمنع اي هجوم باتجاه المنطقة واطلقت عليه اسم خط بارليف. اسرائيل والغرب بالكامل وصف ذلك الخط حينها بانه الخط الدفاعي الاقوى في التاريخ وان كل من يفكر بالوصول له سيواجهه المصير الاسوا.

خط بارليف

انهيار خط اسرائيل المنيع

لكن اسطورة اسرائيل المرعبة تحولت إلى واحدة من أوائل اساطير اسرائيل المهدومة حيث أنها لم تستمر بامان. ففي السادس من اكتوبر عام 1973 انهار خط اسرائيل المنيع على ايدي القوات المصرية والتي وجهت له خراطيم المياه شديدة الدفع لينهار الخط الدفاعي الاقوى كما روجت اسرائيل في اقل من ست ساعات فقط على الرغم من كونه استغرق ست سنوات حتى اكتمل. خسرت اسرائيل معركة الدفاع وعادت للمفاوضات وقالت انها جولة من بين جولات لكن الحقيقة ان اسطورة كبرى تكسرت في اكتوبر ذاك.

القبة المثقوبة

التاريخ يعود بنا للعام 2006 وذلك عندما خاضت اسرائيل الحرب في لبنان ضد حزب الله تعرضت حينها لاكثر من 4000 صاروخ كتيوشا قصيرة ومتوسطة المدى استهدفت العديد من المناطق الاسرائيلية واوقعت اربعة وأربعين قتيلا واجبرت مليون اسرائيلي على الاتجاه للملاجئ. في الحقيقة كانت اسرائيل حينها تستخدم منظومة الدفاع الامريكية باتريوت والتي اعترضت بعض الصواريخ كما تفعل باي مكان.

لكن تل ابيب استغلت الفرصة لصنع اسطوره جديدة وهذه المرة اطلقت عليها القبة الحديدية. وسعت اسرائيل من منظومتها الدفاعية في البلاد والتي تعتمد على المنظومة الامريكية باتريوت. مليارات الدولارات ضخت على ذلك المشروع حتى دخلت القبة الحديدية الخدمة عام 2011 وتحولت تلك المنظومة الى جزء مهم من ميزانية الدولة. فكل صاروخ تطلقه القبة تبلغ قيمته 50 الف دولار والذي سيستهدف صاروخا اطلق من غزة ولا تتعدى تكلفته الـ 1000 دولار امريكي.

تدمير اسطورة القبة الحديدية

مع ذلك اصرت اسرائيل على ان منظومتها هي الاقوى وبدات بالترويج لها حول العالم حتى انها اتفقت مع مع بعض الدول على تنفيذ ذات المشروع مستقبلا مؤكدة ان مواطنيها يعيشون بامان بعيدا عن الصواريخ بفضل القبة تلك. العام 2021 دمر تلك الاسطورة وذلك بعد معركة سيف القدس في مايو من ذات العام حيث فشلت القبة في اعتراض مئات الصواريخ التي اطلقتها الفصائل الفلسطينية من غزة.

فشل القبة الحديدية

تساقطت الصواريخ في تل ابيب البعيدة للغاية عن غزة وأصبحت القبة الحديدية مرة أخرى أحد اساطير اسرائيل المهدومة حيث تتالت الانكسارات للقبة الحديدية تباعا حتى باتت في الاونة الاخيرة شبه متوقفة ودون جدوى. حيث تتعرض المدن الاسرائيلية يوميا لصواريخ الفصائل الفلسطينية وباتت مشاهد الدمار والنيران متكررة في اسرائيل.

دبابة لا تنكسر

الميركافا فخر الصناعة الاسرائيلية هكذا اسمتها الصحف العبرية وحتى الغربية فهي الدبابة التي تدخل تصنيف الدبابات الاعلى تكلفة بالعالم بتكلفه تقدر ب 3.5 مليون دولار مع مدفع من عيار 129 ملم واحدث التقنيات الخاصة بالمراقبة بالاضافة لدرع الحماية من الاستهداف. كما تعتبر من دبابات الصف الاول في الدبابات الحديثة الا ان ميزاتها التي تتفوق على بقية الدبابات هي مستوى الحماية فيها والذي يطور دوريا من خلال تزويدها بحساسات واجهزة متطورة كل ذلك منحها اسطورية كبيرة داخل وخارج اسرائيل.

تفجير الميركافا

لكن ما حدث بعد السابع من اكتوبر عام 2023 اسقط دبابة اسرائيل الجديدة وحولها لإحدى اساطير اسرائيل المهدومة. فبعد تنفيذ الاجتياح البري لغزة من قبل تل ابيب باتت ميركافا الاسطورية مادة للسخرية. وذلك عندما تمكنت قذائف الياسين المصنعة محليا من قبل الفصائل الفلسطينية من تدميرها. وحتى الالغام اليدوية التي وضعتها عليها ودمرتها. وبعد مرور شهر من المعارك كانت الحصيلة تدمير عشرات الدبابات من نوع ميركافا وبذلك فشلت دعاية واسطورة الدبابة الاقوى من جديد.

بلد الديمقراطية

اذا ما نظرت في التصنيفات العالمية للدول الاكثر تقدما في الديمقراطية عالميا ستجد اسرائيل في مراتب متقدمة واحيانا متفوقة على الولايات المتحدة وعدد من الدول الاوروبية. فهي دولة تقدم الديمقراطية الغربية تماما وكل شيء يسير فيها تحت غطاء القانون. هكذا يقولون في تل ابيب لكن هل الواقع كذلك؟ وماذا تكسب اسرائيل من هذا كله؟

البداية تنطلق من العام 1950 وذلك عندما شرعت اسرائيل قانون العودة والذي يعطي اليهود الحق بالهجرة الاستقرار في اسرائيل وذلك القانون يسقط الديمقراطية التي تحدثت عنها اسرائيل فهو يمنح مجموعة عرقية تميزا عن باقي مكونات المجتمع.

وفي ذات الوقت طبقت اسرائيل منذ مطلع العام 2000 نظام الفصل العنصري ضد الفلسطينيين ان كان في الضفة الغربية او قطاع غزة فانهارت معه الديمقراطية الاسرائيلية والدولة الحرة التي تحولة إلى واحدة من اساطير اسرائيل المهدومة.

لم تكتفي اسرائيل بتلك الاساطير فقد تحدثت عن جدار حديدي لا يقهر واساطير اخرى عرفها العالم كله وانهارت امام العالم ايضا. ومع ذلك تستمر اسرائيل في صنع المزيد من الاساطير والحكايات عنها وعن جيشها وعن اسلحتها وحتى شعبها والنتيجة تظهر للجميع تباعا مع الايام.

المصدر: مسقط برس

→ السابق

محور فيلادلفيا – خطة اسرائيلية لتعويض اخفاقات حرب غزة

التالي ←

يوم اصطياد المركبات – سقوط اكثر من 27 آلية اسرائيلية في 24 ساعة

اترك تعليقاََ

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة