ولاء الجيش الصيني – حملة تطهير واسعة استعداداً لحرب تايوان

ولاء الجيش الصيني

هذه دولتي. وانا اعمل على اصلاح جيشي. شي يكشر عن انيابه امام جنرالات الصين. حملة تطهير طاحنة تدور منذ زمن داخل اركان واعمدة الجيش الصيني عنوانها مكافحة الفساد وهدفها في العمق ضمان ولاء الجيش الصيني. القوة النووية تطل برأسها وخطة اجتياح تايوان من بين الاهداف. الصين جيشها في حالة غليان.

ماذا يريد الرئيس الصيني ولماذا يقصي القادة الكبار؟ اخبروك عن قوات الجيش الصيني لكن لم يخبرك احد من قبل ماذا يحدث فيه اليوم؟ فتعال لنروي لك قصة الملك والبيادق.

حملة تطهير الجيش الصيني

هذه اكبر حملة تطهير في تاريخ الجيش الصيني. بهذه الكلمات وصف محللون ما يحدث داخل الجيش الصيني لصحيفة واشنطن بوست الامريكية. التي نشرت تقريرا مفصلا عما يحدث داخل الجيش الاضخم في العالم. وقالت فيه ان شي جين بينغ زعيم الصين يشرف بنفسه على حملة كاسحة لتعزيز ولاء الجيش الصيني. وتأكيد المزيد من سيطرته على جيش التحرير الشعبي.

ولعل بعض التغييرات التي جرت في يوليو الماضي تؤكد ذلك. خصوصا انها طالت في هذه المرة قوة الصواريخ النووية. ففي الواحد والثلاثين من يوليو وخلال حفل اقيم في العاصمة الصينية بكين اعلن شي عن تعيين رؤساء جدد لقوة الصواريخ التابعة للجيش الصيني.

القوة الصاروخية الصينية

قوة الصواريخ تلك تسيطر بشكل كلي على الترسانة النووية للدولة اضافة الى الصواريخ التقليدية. التي من بينها الصواريخ الباليستية العابرة للقارات. وبعضها يمكن أن يصل مداه الى اراضي الولايات المتحدة الامريكية. ومن المهم أن يضمن شي ولاء الجيش الصيني ليضمن سيطرته المطلقة على هذه القوة.

القوة الصاروخية الصينية

تغيير قايد القوة الصاروخية

التغييرات اطاحت بقائد القوة الصاروخية. والذي يعتبر من قدامى المحاربين في الجيش. وغاب قبل ذلك التغيير لاشهر عن الانظار. سبقه باللقالة وزير الخارجية تشينغ غانغ والذي يعرف بولائه لشي بشكل كبير. لكنه هو الاخر اختفى عن الساحة. وتشير واشنطن بوست ان ذلك الاختفاء للشخصيتين يشير لتحقيقات واسعة معهم.

الأكثر تطورا وحساسية في الجيش

القوة الصاروخية بالتحديد تعتبر من ابرز البرامج داخل الجيش والاكثر تطورا وتوسعا بشكل سريع للغاية. حيث تعتبر من بين النقاط الحساسة والهامة على المدى البعيد. ويعتبرها الرئيس الصيني القوة المهمة للاستيلاء على تايوان وتحدي الولايات المتحدة في المنطقة وعالميا.

ولاء الجيش الصيني والسياسة

مع التغيير في القوة الصاروخية جاء تعيين جديد من شي. حيث عين من القوات الجوية مفوضا سياسيا في الجيش منصب كبير بنفس قدر المسؤول عن تنفيذ توجيهات الحزب الحاكم.

تغييرات طبيعية أم تطهير

البعض قد يقول ان التغييرات طبيعية. لكن ما يسمى بحملة التطهير ليس ناتجا عن التعيينات الجديدة بل هو اجراء يضمن ولاء الجيش الصيني لشي. فعلى سبيل المثال ليو جوانج بين نائب قوة الصواريخ السابق غائب عن الرأي العام منذ عدة اشهر. ولم تعلن الصين بشكل رسمي عن دوره او حالته. ما يؤكد ان الحملة وصلت ذروتها بعد ان استمرت لسنوات طوال.

الرئيس الصيني

حملة الزعيم الصيني داخل الجيش ليست وليدة اللحظة. فمنذ العام الفين واثني عشر يكشف شي تباعا انه يقود حملة لقمع الفساد داخل الجيش الصيني على حد وصفه. ما ادى الى تطهير كبار القادة مثل فان فانجوايه الرئيس السابق للاركان المشتركة لجيش التحرير الشعبي. الذي رافق شي في اولى مهامه. عندما التقى بالرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب في عام الفين وسبعة عشر وحكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة الفساد في عام الفين وتسعة عشر.

اقرأ ايضاً
سلطنة عمان والصين يستعرضان الفرص الاستثمارية في الطاقة والمعادن

فساد وتحقيق

كما ذكرت صحيفة صينية ان ثلاثة من كبار القادة القدامى الكبار يخضعون حاليا للتحقيق. وتقول فاينانشال تايمز ان قادة القوة الصاروخية السابقين يحقق معهم بتهمة تسريب اسرار عسكرية. كما ان حملة شي باتت معلنة وكانها تحمل في طياتها الكثير من الرسائل. حيث كشفت الهيئة التأديبية للحزب الشيوعي ان اكثر من تسعة وثلاثين مسؤولا بينهم عسكريون خضعوا للتحقيق منذ اكتوبر من العام الماضي. واختتمت حديثها ذلك بانها ستقضي بحزم على سرطان الفساد دون تسامح.

فساد في الواجهة

لكن مراقبين يؤكدون ان ولاء الجيش الصيني لشي هو المقياس. حيث يرى بتلك الحملة فرصة لاعادة ترتيب صفوفه. لخوض اي حرب قادمة، خصوصا تلك التي تلوح بالافق مع تايوان. وفي ذات الوقت يؤكد من خلالها شي سطوته على الجيش التي ظهرت مهزوزة في بعض المناسبات.

فلطالما اعتبر الجيش الصيني منعزلا عن السياسة والحكم. وذلك كون المحاربين القدامى هم من يسيطرون على المناصب القيادية فيه. ما يصعب تدخل شي وقادة الحزب الشيوعي بشؤون الجيش.

ولاء القوة الصاروخية

من جانب اخر يريد شي ان يضمن إضافة إلى ولاء الجيش الصيني، ولاء القوة الصاروخية. وذلك لضمان قوته في الحرب امام تايوان اذا ما اندلعت. حيث يمكن للصواريخ التقليدية بعيدة المدى ضرب القواعد الامريكية وحاملات الطائرات في المحيط الهادئ. فيما ستكون مهمة الصواريخ البالستية القصيرة ضرب تايوان.

لذلك وعلى الرغم من كون تلك التعديلات والاقالات خارجة عن عادات الجيش الصيني لكنها مع مرور الايام ستزيد ولاء الجيش الصيني وستصب في مصلحة شي واهدافه طويلة الامد. ففي وقت متزامن لكل ذلك الذي يحدث اعلنت بكين انها تمكنت من كشف جاسوس صيني جندته الاستخبارات المركزية الامريكية واكدت انه قدم معلومات مخابراتية مهمة وتلقى اموالا مقابل ذلك.

عملاء الاستخبارات الأمريكية

ونشرت وزارة الامن العام الصينية بيانا على قناتها بمنصة وي شات للتواصل الاجتماعي. ذكرت فيه ان عميلا للمخابرات الامريكية يتمركز في ايطاليا جند مواطنا صينيا يدعى تشينج كان يعمل في شركة للصناعات العسكرية. وارسلت الشركة تشينج الى ايطاليا للقيام بمزيد من الدراسات، حيث تعرف على عميل المخابرات الامريكية. وقالت الوزارة ان علاقة وثيقة تطورت بين هذين الاثنين خلال النزهات وحفلات العشاء والاوبرا.

الصين والولايات المتجدة

وورد في البيان ان عميل المخابرات الامريكية وبعد نجاحه في زعزعة مواقف تشيانج السياسية طلب منه معلومات حساسة عن الجيش الصيني ولم يذكر البيان متى حدث ذلك. لكنه اكد ان المخابرات الامريكية حصلت من خلال ذلك الجاسوس على معلومات مهمة للغاية. ذلك الاعلان مع الحملة القائمة يمكن ان يوضح حجم حملة شي القوية التي تهدف لكسب ولاء الجيش الصيني بشكل مطلق. وكيف باتت تكشف كل التفاصيل في مختلف القطاعات العسكرية. ليكون شي بشكل حقيقي يقوم ببناء جيشه من جديد.

المصدر: مسقط برس

→ السابق

الطب الايراني في عمان – سياسات السلطان هيثم لزيادة الكثافة السكانية

التالي ←

سلطنة عمان تشارك في اجتماع وزراء الصحة في مجموعة العشرين التي تستضيفها الهند

اترك تعليقاََ

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة