يعد اليوم العالمي للمسرح فرصة فريدة تنبعث منها اشراقة الفن وتأثيره العميق على الحياة البشرية.
هذا اليوم يُحتفى به على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، حيث يجتمع محبو الفن والثقافة للتعبير عن امتنانهم للمسرح بكل تنوعه وروعته. إنه يوم يمنح الناس الفرصة لفهم أعمق للقيمة الفنية والثقافية للمسرح، بالإضافة إلى الاستمتاع بتجارب فنية متعددة تعكس جماليات الحياة بأساليب مبتكرة.
يعد اليوم العالمي للمسرح فرصة للاحتفال بتاريخ هذا الفن القديم الاصيل، وفي الوقت نفسه، يسلط الضوء على دوره الحيوي في تعزيز التواصل الإنساني وتوحيد مجتمعاتنا من خلال لغة الفن التي تتخطى الحدود وتتغلب على التفرقات.
تاريخ اليوم العالمي للمسرح:
منذ العصر القديم في اليونان، كان المسرح محط إعجاب الجماهير، إذ كان له دور كبير في المجتمع كشكل شائع للفن والترفيه. جمال المسرح يتجاوز الترفيه والتثقيف، بل يجمع بين مختلف التجارب الفنية ليقدم لجمهوره تجربة مسرحية فريدة لا مثيل لها في أي مكان آخر.
وأقدم رئيس المعهد الفنلندي للمسرح، المخرج والشاعر أرفي كيفيما، اقتراحا للاحتفال في اليوم العالمي للمسرح.
جاءت فكرة الاحتفال بـ يوم المسرح العالمي في عام 1961، خلال مؤتمر المعهد الدولي للمسرح الذي أقيم في فيينا، كان الرئيس الحالي للمعهد هو من قدّم هذا الاقتراح في ذلك الحين.
وتم تكليف المركز الفنلندي التابع للمعهد في ذلك العام بتحديد يوم عالمي للمسرح، وتم اختيار يوم 27 مارس من كل عام كتاريخ للاحتفال بهذه المناسبة.
ويحتفل في يوم المسرح الدولي سنويًا في 27 مارس، ويُعلن عنه بواسطة المعهد الدولي للمسرح من خلال فروعه المنتشرة في جميع أنحاء العالم، بدعم ومشاركة من مجتمعات المسرح العالمية. بدأ هذا الاحتفال على يد المعهد الدولي للمسرح، ويُقام به فعاليات في أكثر من 90 مركزا تابعا للمعهد الدولي للمسرح حول العالم، بمشاركة الجامعات والأكاديميات والمدارس الفنية وعشاق المسرح من مختلف أنحاء العالم الذين ينضمون للاحتفال بهذه المناسبة.
تتضمن فعاليات الاحتفال بـ اليوم الدولي للمسرح كل عام مجموعة متنوعة من الأحداث. من بين السمات البارزة لهذه الفعاليات السنوية الرسالة العالمية لهذا اليوم التي تستعرضها شخصية فنية معروفة، والتي تبرز التاريخ العميق للمسرح ودوره في تعزيز ثقافة السلام والتسامح في عالمنا المعاصر.
أهداف اليوم العالمي للمسرح:
وفقا للموقع الرسمي للمعهد الدولي للمسرح، تتمثل أهداف يوم المسرح العالمي في تعزيز المسرح في جميع أنحاء العالم، وتعزيز دوره في المجتمع، وزيادة الوعي بأهمية هذا الفن، وتشجيع قادة الرأي على فهم قيمة مجتمعات الرقص والمسرح، بالإضافة إلى تعزيز مفهوم الاستمتاع بهذا الفن كهدف في حد ذاته.
الفعاليات والأنشطة في المسرح:
يوم المسرح العالمي، يعتبر حدثا عالميا يمجد قوة الفن المسرحي والتعبير الثقافي. يُعنى هذا اليوم بالاحتفال بتنوع التراث المسرحي، وتعزيز القيمة الفنية للعروض المسرحية المباشرة، والتفكير في تأثير الفن المسرحي على المجتمع.
ويتميز هذا الحدث بمجموعة من الفعاليات والأنشطة عبر العالم، مما يؤكد دور المسرح في تعزيز الإبداع وتعزيز الحوار والتفاهم. تعالوا نستكشف سويا تلك الفعاليات والأنشطة المثيرة التي تقام في يوم المسرح العالمي:
- عروض المسرح:
من بين العناصر المهمة في يوم المسرح العالمي هي تقديم عروض مسرحية خاصة، حيث تنظم المسارح حول العالم عروضا مبتكرة وإنتاجات متنوعة تتناول موضوع اليوم، وهو الاحتفال بفن المسرح. ويمكن أن تتضمن هذه العروض مسرحيات كلاسيكية، وأعمال حديثة، وتجارب فنية، ومشاريع تعاونية تجمع بين فنانين محليين ودوليين.
- ورش العمل والدورات التدريبية:
غالبًا ما تنظم المؤسسات التعليمية وشركات المسرح والجهات الثقافية ورش عمل ودورات تدريبية في يوم المسرح العالمي. توفر هذه الورش والدورات فرصًا للفنانين الطموحين والمخرجين وكتّاب المسرح ومحبي الفن للتفاعل مع خبراء ذوي تجربة. قد تتضمن هذه الفعاليات مجموعة متنوعة من جوانب العمل المسرحي، بدءا من تقنيات التمثيل وصولًا إلى فنون المسرح.
- الحوارات والمحاضرات:
في إطار الاحتفال بـ يوم المسرح العالمي، يتم التشجيع على الحوار حول دور الفن المسرحي في المجتمع. تنظم فعاليات مثل الحوارات الجماعية، والندوات لاستكشاف مواضيع هامة كالتأقلم مع العصر الرقمي، وتبني القضايا الاجتماعية من خلال المسرح، وأهمية التنوع الثقافي في تحقيق التعبير المسرحي. يشارك في هذه المناقشات عادة الفنانون المعروفون والخبراء في مجال المسرح.
- المهرجانات والاحتفالات:
تقام في العديد من المناطق مهرجانات واحتفالات تكريما لـ اليوم العالمي للمسرح. تشمل هذه المهرجانات تشكيلة متنوعة من العروض، بما في ذلك العروض المسرحية وفنون الشارع والأعمال التجريبية. وتوفر هذه الاحتفالات منصة للتعاون بين الفنانين المحليين والدوليين، وتعزز مشاركة رؤاهم الفنية، وتحتفي بالتراث المسرحي العالمي الغني.
- حملات وسائل التواصل الاجتماعي:
في زمن الوسائط الرقمية، تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دوراً فعالاً في نشر الوعي بمناسبة يوم المسرح الدولي. تستخدم المسارح، والفنانون، والمؤسسات الثقافية منصات التويتر، والفيسبوك، والإنستغرام لتبادل الرسائل، والاقتباسات، ولمحات خلف الكواليس لأحداث المسرح. كما تنتشر الهاشتاجات المرتبطة بـ يوم المسرح العالمي على نطاق عالمي، مما يعزز الانتماء والتواصل بين عشاق الفن المسرحي.
- أفلام وعروض وثائقية:
في اليوم العالمي للمسرح، تنظم فعاليات تعرض أفلام وعروض وثائقية تتناول تاريخ المسرح وروعته. وتقدم هذه العروض نظرة عميقة على المسارح الشهيرة، وشخصياتها الأسطورية، وتطور مختلف أشكال المسرح عبر الزمن. وتسهم هذه الأفلام والعروض في تسليط الضوء على الجوانب الأرشيفية والتعليمية لتعزيز فهمنا وتقديرنا لعالم المسرح.
مصدر: مسقط برس
