الدول العربية في بريكس – حلم بدأ يتحقق

الدول العربية في بريكس

الدول العربية في بريكس التي ارادت وخططت من اجل حجز مقعد لها في الصفوف الامامية لنظام عالمي جديد متعدد الاقطاب فحضرت كلها الى جنوب حيث يجتمع كبار بريكس في قمة ربما تغير وجه العالم لما قد تحمله من تداعيات كبيرة على الجغرافيا السياسية والاقتصادية العالمية خاصة من حيث اطلاق عملة مشتركة بين دول البركس تنهي هيمنة الدولار في التجارة الدولية.

حلم العرب

الا ان حلم بعض العرب اقترب تحقيقه. مثل الامارات ومصر والجزائر والسعودية. فيما ربما على من تبقى ان ينتظر اكثر. في وقت عيون امريكا والغرب تشخص الى جنوب افريقيا حيث يعتقدون هناك في الغرب ان كبار الشرق والجنوب يدقون ما تيسر لهم من مسامير في نعش النظام العالمي القديم.

  • فما قصة الدول العربية في بريكس الذين جاءوا الى جنوب افريقيا للانضمام؟
  • ومن ستنفتح له ابواب المجموعة؟ ومن لم يحن اوانه بعد؟
  • ولماذا يتدافع بعض العرب نحو مجموعة هدفها الاساس وأد الهيمنة الامريكية؟

في هذا التقرير سنجيبكم على كل هذه الاسئلة واكثر.

قمة بريكس جنوب أفريقيا

في جوهانسبرغ بجنوب افريقيا على مدى ايام ثلاثة تنعقد قمة مجموعة بريكس التي تعد تحالفا رسميا بين البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا. وهي الدول التي لديها القدرة في موازين قوى العالم اليوم. على اعادة تشكيل المشهد الجيوسياسي وتحدي التفوق الامريكي.

قمة بريكس

ولان الجميع يعلم ان قمة هذا العام ليست كسابقاتها. فقد دعت جنوب افريقيا تسعا وستين دولة لحضور قمة بريكس. عبر ارسال الدعوات الى جميع رؤساء الدول الافريقية وحكومات جنوب الكرة الارضية. اضافة لدول اخرى بينها عربية.

بزوغ نجم بريكس

ومع بزوغ نجم بريكس ودولها وما تحيكه لصناعة نظام عالمي جديد. والحديث المتزايد عن الهند الابنة العاقة لهذه المجموعة. لا بد من الحديث ايضا عن فرص الدول العربية في بريكس للانضمام للمجموعة. ولماذا يمكن فتح الباب لدول دون غيرها. اذ ان التقدم بطلبات رسمية للانضمام من قبل الجزائر ومصر والسعودية والامارات والبحرين والكويت والمغرب وفلسطين من بين ثلاث وعشرين دولة قامت بالخطوة نفسها. لا يعني بالضرورة قبول كل هذه الدول. لان كبار بريكس سيختارون اولا من يضيف قوة حقيقية للمجموعة التي ترسم وتخطط لنظام عالمي جديد متعدد الاقطاب لا هيمنة فيه للغرب.

سوف يكون اختيار الدول وفق حجم اقتصادها وقوتها سياسيا ومساحتها الجغرافية. اضافة الى كتلتها السكانية وثرواتها الطاقوية والمعدنية وسوقها الاستهلاكية الواسعة. وفي ظل حقائق ان دول العرب التي طلبت الانضمام لا تحمل كلها مقومات القوة ذاتها. بات من المؤكد ان حظوظ مصر والجزائر والسعودية والامارات هي الاكبر. وان كان بصفة ملاحظ مراقب.

الدول العربية في بريكس

الجزائر

من أوائل الدول العربية في بريكس هي الجزائر. يمكننا ان نرى كيف القت بثقلها مؤخرا من اجل الانضمام لبريكس. مع طلب الانضمام الى بنك التنمية الجديد التابع لبريكس عبر المساهمة بمبلغ مليار ونصف مليار دولار في البنك الذي يسعى لمنافسة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.

ومن اجل هذا زار رئيس الجزائر عبدالمجيد تبون روسيا والصين لتضمن بلاده دعم القوتين الابرز في المجموعة. خاصة بعد اعلان تبون تجاوز الناتج الداخلي الخام للبلاد مائتين وخمسة وعشرين مليار دولار. بما يتجاوز مائتي مليار دولار. وهو السقف الذي وضعه في السابق لدخول بريكس. التي تعلم جيدا انها عندما تفتح بابها للجزائر فانها تضم بلدا متوسطيا غاية في الاهمية الجيوستراتيجية. الجزائر غنية بالثروات وتعتبر بوابة نحو افريقيا وهي الاكبر افريقيا من حيث المساحة وصادرات الغاز. وتمتلك عضوية غير في مجلس الامن تمتد بين عامي الفين واربعة وعشرين والفين وخمسة وعشرين.

اقرأ ايضاً
شركة الاستثمارات الرياضية سرج - حلم يتحول إلى حقيقة

مصر

مصر

وبالانتقال الى مصر فان دخولها الى المجموعة يبدو انه لا يحتاج كثير العناء. حيث اتضحت رغبتها منذ اعلن السفير الروسي لديها جيوركي بوريسينكو بان القاهرة قدمت طلبا رسميا للانضمام الى المجموعة بعد انضمام مصر رسميا الى بنك التنمية الجديد التابع لبريكس اضافة الى المشاركة عن بعد في اجتماع اصدقاء بركس يونيو الماضي بحضور وزراء خارجية دول بينها السعودية والامارات وايران.

وبالنظر الى موازين القوة فان الدول العربية في بريكس أبوابها مفتوحة وخاصة لمصر جراء الموقع الجيوستراتيجي للبلاد المنفتحة على البحرين الابيض والاحمر وتربط بينهما قناة السويس المهمة للتجارة العالمية. كما ان مصر تمتلك سوقا واسعا يضم اكثر من مئة مليون مستهلك من دون اغفال الدور السياسي الكبير لمصر بمحيطها العربي ولا ادل على هذا من احتضان القاهرة لمقر الجامعة العربية

السعودية

ومن الدول العربية في بريكس أيضاً السعودية التي شارك وزير خارجيتها فيصل بن فرحان في اجتماع اصدقاء دول بريكس الاخير في كيب تاون. ورغم ان السعودية حينها كان مرده الاكبر فتور العلاقات مع امريكا. الا ان خطوات الرياض للاقتراب اكثر من الصين وروسيا ما زالت مستمرة وهو ما اتضح بطلب الانضمام الى بريكس. وقبلها انضمامها لمنظمة شنغهاي بصفة شريك حوار.

واذا ما تحدثنا عن نقاط قوة السعودية واوراقها الرابحة لدخول بريكس. فهي اوضح من ان يسهب في شرحها. فهي اكبر مصدر للنفط. كما ان السعودية تمثل اكبر اقتصاد عربي. وثاني اكبر بلد عربي مساحة بعد الجزائر. وتحتضن المقدسات الاسلامية في مكة والمدينة. ويكفي القول انه مع انضمام السعودية لبريكس فان هذا سيرفع من حجم اقتصاد المجموعة باكثر من واحد فاصل واحد تريليون دولار. بعد ان وصلت مساهمة بريكس الى واحد وثلاثين فاصل خمسة في المائة من الاقتصاد العالمي. مقابل ثلاثين فاصل سبعة لمجموعة السبعة الكبار بزعامة الولايات المتحدة.

الامارات

ومن السعودية الى الامارات التي تعد من  الدول العربية في بريكس الأوفر حظاً. فقد ظهرت رغبتها في الانضمام الى المجموعة من مشاركة وزير خارجيتها عبدالله بن زايد في اجتماع اصدقاء بريكس. وهناك نظراءه من روسيا والبرازيل وجنوب افريقيا اضافة الى ايران. ولم يفت الامارات التأكيد حينها على تطلعها الى تعزيز التعاون مع دول بريكس.

الامارات في بريكس

لكن حال الامارات اليوم ربما قد تجاوز مجرد التطلع نحو التعاون. بل ان تكون جزءا من بريكس التي تبني نظاما عالميا جديدا. خاصة وان الامارات كما السعودية تحظى بدعم صريح للانضمام الى بريكس. وعلى رأس الداعمين الرئيس البرازيلي الذي زار الامارات منتصف ابريل الفين وثلاثة وعشرين. ويمكن رؤية مقدار اهمية الامارات لبريكس كونها من اوائل المساهمين من خارج المجموعة في بنك التنمية الجديد. ولان بريكس اليوم لا تقبل الا من سيزيدها قوة يمكن النظر الى ما تمتلكه الامارات من احتياطيات نفطية ضخمة تجعلها بالمرتبة الخامسة بين دول اوبك والسابعة عالميا.

وطبعا لا ينحصر التأثير الاماراتي بثرائها النفطي. بل بات جليا لكل العالم الحضور الدبلوماسي والامني الوازن بها في اكثر من منطقة. خاصة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا اضافة الى تنظيمها اكسبو الفين واثنين وعشرين العالمي واستعدادها لتنظيم كوب ثمانية وعشرين. لجانب استقطابها للمكاتب الاقليمية لكبرى الشركات العالمية.

ورغم ان الحديث يتركز على دول عربية بعينها ستحجز مقعدها في بريكس. الا ان عديد دول العرب ربما سيأتي دورها لتنضم الى دول بريكس من بين اربع واربعين دولة ابدت بالفعل اهتمامها لتغدو جزءا من مجموعة يبدو انها لن تتوقف قبل صناعة تغييرات جيوسياسية كبيرة لتحدي الهيمنة طويلة الامد للامريكان ودولارهم وبالتالي بداية حقبة جديدة في التمويل العالمي والجغرافيا السياسية نحو نظام عالمي جديد متعدد الاقطاب.

 

المصدر: مسقط برس

→ السابق

سلطنة عمان تستضيف الاجتماع الـ 19 للجنة رؤساء هيئات وجمعيات الهلال الأحمر الخليجي

التالي ←

الامم المتحدة: العنف الجنسي في السودان يرتفع 128%

اترك تعليقاََ

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة