مواجهة الحوثيين – تعرف على مصير حرب البحر الاحمر

مواجهة الحوثيين

جبهة حربية جديدة ضد اسرائيل تجبر امريكا على التدخل، وهي مواجهة الحوثيين الذين يسيطرون على البحر الاحمر بترسانة عسكرية مرعبة لن تتخيلوا حجمها. اي سفينة متجهة الى المواني الاسرائيلية يتم اختطافها او تدميرها وقد رايتم بانفسكم العديد من الفيديوهات التي اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي.

حاملات البضائع تعود الى قديمها “طريق راس الرجاء الصالح” وصحيفة هآرتس الاسرائيلية تعترف “مواجهة الحوثيين امر صعب ومعقد للغاية” فماذا اعدت لهم الولايات المتحدة؟ وماذا يريد الحوثيون؟ ومتى يتوقفون؟ والاهم!! من اين يحصلون على الصواريخ البالستية المضادة للسفن؟ تفضل بقراءة المقال لتعرف الاسرار.

حرب البحر الاحمر

الحوثيون يحولون البحر الاحمر الى جبهة حربية ضد اسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة. التهديدات بالغة لدرجة ان امريكا شكلت تحالفا دوليا لمواجهتهم يضم اكثر من 20 دولة لتشكيل تحالف “حارس الازدهار” بقيادة امريكية للتصدي ومواجهة الحوثيين في حرب البحر الإحمر. الحوثيون يستهدفون جميع السفن المتجهة الى تل ابيب بغض النظر عن جنسياتها، وحذروا شركات الشحن الدولية من التعامل مع الموانئ الاسرائيلية.

وبالفعل استولوا على سفينة بريطانية في التاسع عشر من نوفمبر الماضي تحمل اسم “جلاكسي ليدر” ويملكها جزئيا رجل اعمال اسرائيلي. وقالوا انهم لن يتوقفوا حتى تحصل غزة على الامدادات الضرورية من الغذاء والدواء. انضم الحوثيون الى الصراع المستعر في غزة وأعلنوا اخر اكتوبر الماضي اطلاق مسيرات وصواريخ على اسرائيل وتعهدوا بمواصلة هجماتهم في البحر الاحمر حتى تتوقف الحرب على غزة كجزء من تحركاتهم لدعم الفصائل الفلسطينية

تأثر الملاحة العالمية

كبرى شركات الملاحة العالمية توقفت عن المرور في البحر الاحمر بعد هجمات الحوثيين على السفن المتجهة لتل ابيب وتجنبت كذلك المرور عبر قناة السويس بسبب تلك المخاوف الامنية.

شركة “بريتش بتروليوم” ثالث اكبر شركة نفط خاصة في العالم حذت حذو تلك الشركات ما رفع اسعار النفط والغاز. حيث يعتبر البحر الاحمر من اهم شرايين النقل البحري في العالم، التهديدات التي يثيرها موضوع مواجهة الحوثيين تعيد السفن الى طريق راس الرجاء الصالح بوقت وتكلفه كبيرين للغايه وهذا له تداعيات مؤلمه على الاقتصاد العالمي.

يواجه الحوثيون صعوبه في استهداف اسرائيل نظرا للمسافة الكبيرة بينهما، فقرروا عرقلة التجارة البحرية المتجهة اليها في مضيق باب المندب وجنوب البحر الاحمر. هذه المنطقة بالتحديد تقع اسفل اقدام جبال اليمن الشاهقة حيث يتحصن الحوثيون، ما يجعلها مكانا صعب المنال لاي هجوم تشنه الولايات المتحدة وتل ابيب.

الاسلحة التي يمتلكها الحوثيون

تهديدات حقيقية ومخاوف امنية تزلزل قلب بايدن ونتنياهو ليبقى السؤال ما قدرة ترسانة الحوثيين العسكرية التي تمكنها من احداث كل هذا؟ وما سبل الحماية التي يوفرها الاسطول الامريكي في البحر الاحمر لاسرائيل وسفنها؟ هنا نرصد معكم الاسلحة التي يمتلكها الحوثيون واخر تطوراتها بالاضافة الى التكتيكات الاستراتيجية التي تواجه بها الولايات المتحدة ترسانة الحوثيين. وهل تنجح تلك التكتيكات في تامين هذا الممر المائي الحيوي وحماية المصالح الامريكية الاسرائيلية؟

الصواريخ البالستية

يعتمد الحوثيون بشكل كبير على الصواريخ البالستية والمسيرات، ففي مارس 2021 نفذ هجوما على المملكة العربية السعودية ب 18 مسيرة وثمان صواريخ بالستية لضرب اهداف حيوية لصناعة الطاقة على بعد 900 ميل من نقاط الانطلاق. يكشف ذلك تقدمهم في تجميع الصواريخ والمسيرات وينذر بزيادات اخرى في مدى الصواريخ، هذا ما كشفه معهد واشنطن للشرق الادنى الامريكي.

المسيرات

تطور ترسانة الحوثيين من المسيرات كان كبيرا الفترة الاخيرة، زادت كمية المتفجرات التي تحملها وزادت المسافات التي يمكنها قطعها وتحسنت دقة اصابتها وقدرتها على ضرب اهداف دون اكتشافها. مواجهة الحوثيين صعبة لأنهم يمتلكون حاليا 15 نوعا من المسيرات حصلوا على بعضها من ايران وطوروها بدعم ايراني ايضا.

كذلك حصلوا على بعضها جاهزة من الخارج او جمعوها باستخدام مواد مهربة مثل “قاصف” و “قاصف 2” التي يصل مداها الى 200 كيل متر وهي نسخة مشابهة للطائرة التفجيرية الايرانية “ابابيل” تي التي صممت للاستخدام ضد اهداف داخل اليمن، و “صمد” التي ظهرت في 2018  حيث يقال ان مداها يصل الى 1000 كيلومتر. ويحمل الحوثيون سلسلة من الذخائر المتسكعة تلك التي تحوم حول المنطقة المستهدفة لبعض الوقت وتهاجم بمجرد تحديد الهدف.

الاسلحة البحرية

اما عن الاسلحة البحرية التي سيطروا بها على البحر الاحمر مؤخرا فقد مدتهم طهران بصواريخ مضادة للسفن ومنصات اطلاق يمكن اخفاؤها بسهولة. وكذلك بصواريخ متنوعة مثل “نور” بمدى 120 كيلومترا. وصواريخ “قادر” ذاتية الدفع بمدى 200 كيلومتر. وصواريخ “خليج فارس” المضادة للسفن بمدى 300 كم و “فجر 4CL وصواريخ “البحر الاحمر” المضادة للسفن التي كشف عنها خلال مناورة العام الماضي.

الصواريخ البالستية المضادة للسفن

وعلى الرغم من ان الصواريخ البالستية عادة ما تكون مصممة لضرب اهداف ثابتة مثل المدن والمنشات الاستراتيجية الا ان الحوثيين طوروها لاستهداف السفن المتحركة.

ويشير مراقبون الى ان الحوثيين يمتلكون صواريخ بالستية مضادة للسفن جميعها مصنوعة في ايران وتعتمد على تقنيات ايرانية. يعتبر صاروخ “عاصف” و “تنكيل” من بين اكبر الصواريخ في ترسانة الحوثيين وهما نسختان مضادت للسفن من الصواريخ الايرانية “فتح 313″ و “زَهير”.

تم تجهيز صواريخ “عاصف” و “تنكيل” بنظام توجيه عالمي يعتمد على الاقمار الصناعية ما يمكنها من توجيه نفسها الى المنطقة المتوقع وجود السفينة فيها عندما تهبط. وتستخدم هذه الصواريخ اجهزة استشعار بصرية وتحت حمراء لتمكين الراس الحربي الذي يبلغ 300 كيلوغرام من الوصول الى الهدف بدقة.

صواريخ وقذائف قصيرة المدى

كل من يفكر في مواجهة الحوثيين يجب أن يعرف أنهم يمتلكون صواريخ وقذائف قصيرة المدى مثل “الفلق” التي يصل مداها الى 140 كيلومترا وتحمل تكنولوجيا صاروخية مضادة للسفن. حول الحوثيون الصواريخ المضادة للطائرات من طراز “SA 2″ التي تعود الى حقبة حرب يونيو 1977 الى صواريخ من نوع ارض ارض ما ادى الى انتاج صاروخ “قاهر 2M” ونسخته المضادة للسفن “محيط”. وتتميز هذه الصواريخ بسرعات عالية تصل الى 6000 كيلومتر في الساعة وتسافر على ارتفاع الامواج ما يجعل اكتشافها صعبا للغاية.

صواريخ مطورة

تم تطوير العديد من الصواريخ القديمة واليك نظرة عليها:

“Scud C”: هذه الصواريخ سوفيتية الاصل ورثها الحوثييون من الجيش اليمني من بينها صواريخ من طراز “R17 Scud B” او “Hwasong 6″ الكورية الشمالية وتتميز بنطاق يصل الى 500 ميل.

اقرأ ايضاً
قصف المنازل والأسواق - مئات الشهداء من النساء والأطفال في غزة

“قاهر”: صارخ ارض جو يمني تم تحويله من طراز “S75 SA2″ قادر على على ضرب اهداف ارضية على بعد حوالي 190 ميلا

“قدس 2”: صاروخ كروز ايراني يسميه الحوثيون يا علي ويصل مداه الى 430 ميلا.

“بركان”: صاروخ بالستي بنطاق يصل الى 800 م والنسخة المطورة منه “بركان 3″ زاد مداه الى 900 ميل. في فبراير 2021 ضربت نسخه طويله المدى من “بركان 3″ المعروف باسم “ذو الفقار” راس تنورة بالسعودية على مسافة 900 ميل ما يجعل هذا الصاروخ من بين الاخطر في ترسانة الصواريخ التي يجب أخذها بعين الإعتبار عند التفكير في مواجهة الحوثيين. ومع ذلك يشار الى ان هذا الصاروخ لا يصل الى ميناء ايلات الاسرائيلي حيث يبعد اكثر من 1100 ميل عن بعض منصات الاطلاق التابعة للحوثيين

“طوفان”: قدم الحوثيون في سبتمبر الماضي صاروخا جديدا يعتقد انه اكبر حجما من بركان 3 خلال عرض عسكري في صنعاء اطلقوا عليه اسم “طوفان” تشير التقارير الى انه يشبه صاروخ “قدر F” الايراني الذي تدعي ايران ان مداه يصل الى 2000 كيلومتر. يشير تقرير موقع بريكين ديفنس الى ان الصاروخ اذا اطلق من اليمن فانه يكون قادرا على الوصول الى اسرائيل باكملها ويستبعد التقرير ان يكون الحوثيون قد بنوا هذه الصواريخ بانفسهم دون دعم ايراني.

يلاحظ ان مدى صواريخ الحوثيين يفوق قدرات معظم الدول العربية خاصة في ظل القيود العالمية على تصدير الصواريخ البالستية.

الدعم اللوجستي

سفينة “سافيز” اطلقتها طهران لجمع معلومات استخباراتية في البحر الاحمر تعرضت لاضرار في هجوم اسرائيلي في ابريل 2021 وتم استبدالها بسفينة “بهشاد“. على الرغم من تصنيف “سافيز” سفينة شحن الا انه تم نشرها للاستخدام العسكري. ففي اكتوبر 2020 نشر المعهد البحري الامريكي تقرير اكد ان “سافيز” سفينة عسكرية سرية يديرها الحرس الثوري وتلك السفينة توفر دعما لوجستيا واستخباراتي للحوثيين.

الزوارق المسيرة

من بين السمات المميزة لترسانة الحوثيين البحرية زوارقهم المسيرة التي يتم التحكم فيها عن بعد وتستخدم في تفجير سفن العدو الحربية زوارق “شارك 33″ تعد واحدة من اهم الزوارق التي يمتلكونها كانت تستخدم في الاصل كزوارق دورية لخفر السواحل اليمني القديم. وبمساعدة مهندسين ايرانيين تحول عدد منها الى اجهزة متفجرة بدائية الصنع.

في عام 2017 تم استخدام احدى هذه الزوارق المتفجرة لشن هجوم على الفرقاطة السعودية “المدينة المنورة” يعزو مراقبون توسع ترسانة الحوثيين الى عملي تهريب واسعة للاسلحة تنفذها شبكات دولية متخصصة. تعتبر هذه العمليات مصدرا رئيسيا لتسليح الجماعة المدعومة من ايران. حصل الحوثيون على صواريخ من صنع كوري او روسي او ايراني عبر طرق تهريب متقنة يديرها الحرس الثوري الايراني. ويعتقد ان الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح تواطأ في تسليح الحوثيين اثناء تحالفه معهم قبل ان ينقلبوا عليه ويقتلوه.

التصدي للحوثيين امر معقد

وبعدما تعرفنا على تلك الترسانة الضخمة التي تمولها طهران هل يمكن للقوات الامريكية والاسرائيلية مواجهتها؟ وماذا اعدوا للحوثيين في البحر الاحمر؟

صحيفة هارتز الاسرائيلية اعترفت بان مواجهة الحوثيين وصواريخهم البالستية امر صعب ومعقد للغاية. بينما جهزت الولايات المتحدة سفنها بصواريخ اعتراضية مخصصة للدفاع ضد الصواريخ البالستية. وفي الشهور الاخيرة نجحت المدمرتين الامريكيتان “USS Thomas Hudner” و “USS Carney” في اعتراض العديد من المسيرات وصواريخ كروز التي اطلقها الحوثيون على اسرائيل والسفن في البحر الاحمر.

وعلى الرغم من هذه الاجراءات الدفاعية الا ان واشنطن لم تتمكن حتى الان من اعتراض الصواريخ البالستية التي اطلقها الحوثيون من اليمن وهو ما يثير قلقا داخل تل لابيب وفقا تقارير عبرية.

المنظومات الامريكية لمواجهة الحوثيين

تشمل المنظومات الامريكية لمواجهة الحوثيين صواريخ بحر جو وقذائف متفجرة تطلق من المدفع الرئيسي للمدمر البالغ قطره خمسة بوصات. بالاضافة الى منظومات اسلحة الاطلاق القريب. السفن الامريكية لديها قدرات حرب الكترونية يمكنها ان تقطع روابط الاتصال بين الطائرات المسيرة والمتحكمين فيها على اليابسة. وتعد الاصول الامريكية الرئيسية التي تواجه هجمات الحوثيين في البحر الاحمر هي المدمرات ذات الصواريخ الموجهة من طراز “ارلي بيرك” مثل المدمرة “USS Carney التي اسقطت 14 مسيرة حوثية الاسبوع الماضي.

مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية نشر تقريرا كشف فيه الصواريخ الموجودة في مخزون تلك المدمرة وهي:

  • الصاروخ القياسي SM6: يمكنه اسقاط الصواريخ البالستية على ارتفاعات عالية في الغلاف الجوي واستهداف السفن في مدى يصل الى 370 كم. يكلف هذا الصاروخ اكثر من 4 ملايين دولار.
  • الصاروخ القياسي SM2: اقل تطورا من صاروخ اس ام 6 وذو مدى اقل يبلغ ما بين 185 الى 370 كم. تبلغ تكلفة كل صاروخ 2.5 مليون دولار
  • صاروخ “Evolved SeaSparrow”: مصمم لاستهداف صواريخ كروز المضادة للسفن والتهديدات الاقل سرعة مثل الطائرات المسيرة او المروحية في مدى يصل الى 50 كيلومتر. تبلغ تكلفة كل صاروخ منها اكثر من مليون دولار.

تكلفة المواجهة مع الحوثيين

تكلفة ضخمة تتكبدها واشنطن في مقابل مسيرات حوثية رخيصة يمكن انتاجها واستخدامها باعداد كبيرة بتكلفة لا تتعدى 100 الف دولار للمسيره الواحده. ما سيجعل تلك الحرب او المناوشات الدائرة بين امريكا والحوثيين تؤدي في نهاية المطاف الى اثقال كاهل الموارد الامريكية في ظل التمويل والتدريب الذي تتلقاه الجماعة من طهران.

كما تزداد فرصة نجاح الحوثيين في اصابة اهدافهم اذا اطلقوا عددا كبيرا من الصواريخ والمسيرات في وقت واحد كما تفعل الفصائل الفلسطينية في اطلاقها لعدد كبير من الصواريخ نحو اسرائيل ليشبع نظام الدفاع الحديدي الاسرائيلي القبة الحديدية وفي هذه الحالة تنجح هجمات الحوثيين في التغلب على الدفاعات الجوية والتسبب في اضرار جسيمة او تعطيل للسفن المستهدفة.

تأثر ميناء ايلات الاسرائيلي

تشير التقارير الى ان هجمات الحوثيين قد اثرت بالفعل على ميناء ايلات الاسرائيلي وادت الى تاثيرات على التجارة العالمية. وهذه الهجمات حتى لو كانت نسبة نجاحها ضئيلة ستؤدي الى تغيير مسار السفن حول افريقيا وحدوث تباطؤ كبير في التجارة البحرية العالمية.

وبالنسبة الى امريكا فانها يمكن ان تنتقل الى مسار اخر في التعامل مع صواريخ الحوثيين من خلال ضرب المصدر فبدلا من اعتراض الصاروخ وهو في الجو يتم ضرب مصدر اطلاقه لمنع استخدامة بالاساس وهذا يعني ان الحرب على اليمن قد تتسع وتنجر الولايات المتحدة مجددا لحروب كارثية في الشرق الاوسط والمنطقة.

 

→ السابق

بالفيديو – زلزال اليابان – هزة أرضية بقوة 7.4 درجات تضرب اليابان

التالي ←

مفتي سلطنة عمان: الجهاد في فلسطين واجب على كل مسلم

اترك تعليقاََ

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة