الحرب مع اليمن – جحيم فيتنام جديدة تؤرق الأمريكيين

الحرب مع اليمن

الحرب مع اليمن ستجعل مراكز اطلاق الصواريخ الحوثية تعتبر المدمرات والفرقاطات والسفن الغربية هدفا محتملا لها. انها ليست مدمرات كأي مدمرات ولا فرقاطات كغيرها بل تتبع لاعتى القوى في العالم فبعضها لامريكا وبعضها الاخر لبريطانيا.

المدمرات والفرقاطات

بداية الهجمات الحوثية

منذ بدات جماعة الحوثيين تشن هجماتها على السفن التجارية في البحر الاحمر وما استتبعه من هجمات امريكية بريطانية كان بمثابة بداية الحرب مع اليمن حيث استهدفت الهجمات مواقع يمنية بصواريخ انطلقت من الطائرات المقاتلة والمدمرات والغواصات لتدمر بحسب واشنطن ولندن اكثر من نصف قدرات الحوثيين الا ان الامور لم تتغير كثيرا فلا الامريكان ومعهم البريطانيون نجحوا في كسر قدرات الحوثيين الصاروخية ولا الحوثيون ارتدعوا عن قصف السفن في البحر الاحمر رغم اعادة تصنيفهم من قبل امريكا جماعة ارهابية وارسال دول اوروبية ثلاث مدمرات جديدة لتشارك في قصف الجماعة التي تحكم مساحات واسعة من اليمن.

هجمات امريكية بريطانية

ومع استمرار جماعة الحوثي في هجماتها على الممرات الملاحية في البحر الاحمر يثور السؤال الاهم من اين تنطلق صواريخ الحوثيين؟ وما هي اسلحتهم وصواريخهم الامضاء في مواجهة التحالف الغربي ضدهم؟

مراكز إطلاق الصواريخ الحوثية

ومن هنا يمكن قراءة بعض التفاصيل المدهشة التي وردت في تقرير لشيبا انتليجنس وثقت من خلاله امتلاك الحوثيين مراكز اطلاق صواريخ نشطة مطلة على البحر الاحمر وخليج عدن كما يمتلك كل مركز منها مستودعات صواريخ مؤقتة ضمن جغرافيا معقدة اضافة الى مخازن وممرات تكتيكية يمكن للحوثيين من خلالها نقل الصواريخ من المستودعات الاستراتيجية في اب وذمار وصنعاء وعمران وصعدة والبيضاء الى مراكز الاطلاق

صعوبة جغرافيا اليمن

الى جانب تفعيل مراكز اطلاق صواريخ جديدة وبسرعة مذهلة كل ما اقتضت الحاجه وهذا ما يوضح بالطبع عدم القدرة على الحرب مع اليمن حيث أن الضربات الامريكية البريطانية رغم ما توفر لها من بطش القصف ودقة الاصابة من منع اطلاق صواريخ الحوثيين لضرب اي هدف يريدونه. فبالنظر الى الخارطة التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن يمكن فهم ان كثيرا من مساحات هذه الجغرافيا الجبلية والساحلية المعقدة تشكل مخازن استراتيجية للصواريخ وتكتيكية لاطلاقها.

الخارطه التي يسيطر عليها الحوثيون

السلاسل الجبلية مراكز تخزين وإطلاق

لكن تبقى اهم المناطق التي تشكل مراكز للاطلاق والتخزين السلسلة الجبلية الوسطى الممتدة من صعدة الى عمران وصنعاء وذمار واب وهي تشكل مخازن استراتيجية بينما المحافظات الخلفية للساحل مثل حجة والمحويت وريمة تعد مراكز بناء مخازن تكتيكية للصواريخ فيها. اما المناطق الساحلية في حجة والحديدة اضافة للمرتفعات في تعز وصعدة وصحراء الجوف فهي مراكز اطلاق للصواريخ.

المركز الأول

وبالعودة الى تقرير شيبة انتليجنس فان معرفة جغرافيا الحرب عى اليمن وطريقة اطلاق وتخزين الصواريخ لا يعني ابدا سهولة ضربها او ابطائها او عطبها بسبب صعوبة التضاريس والجغرافيا خاصة حيث يقع المركز الاول لاطلاق الصواريخ باتجاه البحر الاحمر غربا وشمالا وتحديدا على ساحل البحر الاحمر وجزرة خاصة في موانئ الحديدة والصليف وراس عيسى واللحية وجزيرة كمران في محافظتي الحديدة وحجة الخاضعتين لسيطرة الحوثيين وهو المركز الذي اطلقت جماعة الحوثي منه صواريخ باتجاه اسرائيل.

المركز الاول لاطلاق الصواريخ

وتمتلك بداخل هذا المركز مخزنا مؤقتا للصواريخ في مناطق عبس والشعفر في حجة والقناوص والزيدية والداهي وباجل والدريهمي في الحديدة وبحسب الكثير من التقارير العسكرية الغربية فان الحوثيين بداوا ايضا بناء مستودعات صواريخ احتياطية في المحافظات الجبلية المتاخمة لساحل البحر الاحمر مثل حجة والريمة والمحويط وصعدة.

مخزن مؤقت للصواريخ

مركز الاطلاق الثاني

اما مركز الاطلاق الثاني يطل على جنوب البحر الاحمر وتحديدا على المخا وباب المندب جزيرة ميون بمسافة جوية لا تزيد عن 130 كيلومترا. ويمتلك الحوثيون هنا مركز اطلاق صواريخ في جبال منطقة العماكي والمطار القديم في محافظة تعز بينما تبقى المعسكرات والمواقع العسكرية في محافظتي اب وذمار ما يشبه عاصمة للمستودعات الاستراتيجية والتكتيكية.

مركز الاطلاق الثاني

مركز اطلاق الصواريخ الثالث

فمن هاتين المحافظتين ومن خلال معابر معقدة يمكن ضمان وصول الصواريخ الى مراكز الاطلاق في الوقت المناسب وبالانتقال الى مركز اطلاق الصواريخ الثالث باتجاه خليج عدن يمكن اعتبار مرتفعات مكيراس بمحافظة البيضاء هي اهم مراكز اطلاق الصواريخ حيث تطل على خليج عدن بمسافة جوية تصل الى 70 كيلومترا تقريبا. وبامكان منصات الاطلاق من هذا المركز تهديد الممرات الملاحية في خليج عدن.

اقرأ ايضاً
ضربة اليمن - لهذه الأسباب لن تتوسع إلى حرب

وفي هذا المركز يمكن اعتبار المعسكرات الموجودة في مدينة رداع عاصمة البيضاء مستودعا تكتيكيا واستراتيجيا للصواريخ البالستية والبحرية.

مركز اطلاق الصواريخ الثالث

مركز الاطلاق الرابع

مركز الاطلاق الرابع وتحديدا في مديرية الحزم بمحافظة الجوف حيث تم تفعيل مراكز اطلاق الصواريخ في عاصمة منطقة الجوف الواقعة على الحدود مع السعودية وبالطبع يمكن التذكير انه من مركز الجوف هذا اصابت صواريخ الحوثي مدينة مارب ومنشات سعودية واماراتية كما حاول الحوثيون منها استهداف ميناء ايلات الاسرائيلي رغم طول المسافة التي تتجاوز ال 1000 كيلومتر.

مركز الاطلاق الرابع

الحرب مع اليمن – فيتنام جديدة

وبالطبع ليس فقط تحكم قوات الحوثي في مساحات واسعة من اليمن ومواقعها الاستراتيجية على البحر الاحمر ضمن جغرافيا معقدة تجعل من الطبيعة القاسية لليمن من جبال وتضاريس وعرة عائقا كبيرا امام الحرب مع اليمن أو استهداف اي قوات يمنية بضربات عسكرية مؤثرة وهو ما يحولها الى فيتنام جديدة بالنسبة للامريكيين وبقية الغرب المتضررين من هجمات الحوثي البحرية خلال الاشهر الماضية.

الطبيعة القاسية

وما أتى عنها من ارتفاع باسعار شحن البضائع وقيمة التامين بل ان الامر يصبح اعقد من هذا بكثير مع معرفة ان صواريخ واسلحة الحوثي جديرة باثارة القلق الامريكي والغربي بعد ان نجحوا بشن 26 هجوما في البحر الاحمر ادت الى تراجع حركة بواخر الشحن في المنطقة بنسبة 70% تقريبا. حتى انهم نجحوا باطلاق صواريخ وقصف سفن بعد ثلاث هجمات امريكية بريطانية متتالية كان من المفترض ان تكسر شوكة الحوثيين.

أسلحة الحوثيين

ليبقى السؤال ما هي اسلحة اليمن الرئيسية؟ وما هي مصادرها؟ وما تأثيرها في حال وقوع من أجل قيامها بالحرب مع اليمن؟

رغم ان ايران تتربع في صدارة ممولي الحوثيين ومصدري الاسلحة لهم الا ان بعض اسلحتهم تعود للقوات المسلحة في اليمن قبل سيطرة الحوثيين على الحكم واليوم تتزايد المؤشرات على حصولهم على بعض الاسلحة من الخارج خاصة من ايران.

اسلحة اليمن

حيث تظهر صواريخ بركان ثلاثة القادرة على توجيه ضربات بعيدة المدى تصل الى 1200 كيلومتر. وصواريخ بدر B1 الاقصر مدى التي يصل مداها الى 150 كترا وصواريخ فروج 7 التي تعود الى الحقبة السوفيتية والتي يسميها الحوثيون زلزال ويبلغ مداها 65 كترا كما يمتلك الحوثيون بحسب تقارير امريكية عددا من الصواريخ البالستية متوسطة المدى ويرجح ان مداها يتراوح بين 100 و 3000 كيلومتر.

صواريخ بالستيه

عرضت مجموعة الحوثي اليمنية صواريخ بالستية خلال عرض عسكري اقامته في صنعاء وبينها كان صاروخ سعير بعيد المدى. ومن اجل اثبات ان ليس ايران فقط هي المورد الرئيسي لاسلحة اليمن والحوثيين خرج تقرير امريكي ليؤكد ان الحوثيين اطلقوا صاروخا بالستيا مضادا للسفن باتجاه سفينة الشحن يونيتي اكسبلورر البريطانية وهو نوع من الاسلحة يمتلكه فقط الجيش الصيني.

صاروخ سعير بعيد المدى

زوارق مسيرة

كما ظهر زورق مسير مسلح انطلق من اليمن الى مسافة بضعة اميال من البحرية الامريكية والسفن التجارية في البحر الاحمر قبل ان ينفجر قبالتها وهي المرة الاولى التي يستخدم فيها الحوثيون سفينة سطحية دون قائد ما يشي بانها من ضمن اسلحة جديدة وصلت الى اليمن وليس من الصين وايران فقط بل يبدو ان اسلحة من كوريا الشمالية باتت ضمن ترسانة اسلحة الحوثيين.

لكنها بكثير منها على ما يبدو مجموعات من الاسلحة الصغيرة والخفيفة وغيرها من المعدات العسكرية المتوسطة حيث تقول امريكا ان بيونج يانج تمكنت عبر وسطاء اجانب من شحنها الى الحوثيين في اليمن.

وفي وقت تجتهد امريكا في دراسة اماكن اطلاق الصواريخ وانواع ومصادر وقوة ومدى هذه الصواريخ من أجل قيامها بالحرب مع اليمن، يبدو ان كثير العوامل وعلى راسها تعقيد جغرافيا اليمن سيجعل من هذه البلاد العربية فيتنام جديدة تستنزف الامريكيين والغرب ولكن بحلة جديدة قائمة على احتمال صواريخ الامريكان والاوروبيين ومن ثم رد الصواريخ بمثلها على سفن في البحر الاحمر.

المصدر: مسقط برس

→ السابق

سلطنة عمان وتركيا واسبانيا يبحثون الوضع في غزة

التالي ←

قوات العدو تصدر أوامر اخلاء جديدة في مناطق متفرقة من خانيونس جنوب قطاع غزة

اترك تعليقاََ

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة